تفصيل حكم الاحتلام أثناء الصيام

الاحتلام هو ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر، ويعرف في اللغة بأنه فعل احتلم ومصدره احتلام، ويشير احتلام الصبي إلى بلوغه.

تعريف الاحتلام

  • الاحتلام يعني رؤية الجماع في المنام، مما يؤدي إلى خروج المني أو المذي، ويعتبر مسبباً للجنابة مما يستدعي الغسل.
  • ويوضح الاحتلام دلالة واضحة على البلوغ، وغالباً ما يحدث بين سن التاسعة وحتى الخامسة عشرة.
  • بمجرد أن يبلغ الطفل، يصبح مطالباً بالمسؤوليات الشرعية.
  • كل من الرجل والمرأة يتساويان في حدوث الاحتلام، فهو أمر طبيعي وغريزة فطرية لا يمكن التحكم بها.
  • عند حدوث الاحتلام، سواء كان الشخص ذكراً أو أنثى، يجب عليه الغسل. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف حول ذلك عندما سُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل الذي يجد البلل ولا يذكر أنه احتلم.
    • قال: “يغتسل”. وعندما يسأل عن الرجل الذي يرى أنه احتلم ولكنه لا يجد بللاً، قال: “لا غسل عليه”. وتساءلت أم سليم: “هل على المرأة – إذا رأت ذلك – غسل؟”.
      • فأجاب: “نعم، إن النساء شقائق الرجال”.
    • كما يوجد حديث نبوي آخر، عندما جاءت أم سليم، زوجة أبي طلحة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • فقالت: “يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟”.
      • فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم، إذا رأت الماء”.
      • وبناءً عليه، يُعتبر إجماع العلماء على أنه يجب على من احتلم ورأى الماء أن يغتسل ليعلم أنه بلغ مبلغ الحلم.

    رؤية الإسلام للاحتلام

    • تعتبر نظرة الإسلام إلى الاحتلام شاملة وتفهيمية، حيث يُعتبر الحكم الشرعي للاحتلام ملزماً لكلا الجنسين.
      • عند الاحتلام، يجب عليهما الغسل فور الاستيقاظ.
    • لقد خلق الله سبحانه وتعالى الشهوة كجزء من تركيبة الإنسان وغريزته، وأمره بتفريغها بطريقة صحيحة تتمثل في الزواج الشرعي، والذي يُحقق المصالح الاجتماعية.
      • يتعلق الأمر بتكوين أسرة وإنجاب الأطفال وإعمار الأرض، وهو الحكمة من خلق الإنسان.
    • يعتبر الاحتلام أحد طرق تفريغ الطاقة الجنسيَّة بشكل لا إرادي.
    • لا يستطيع الفرد التحكم فيه، لذا فهو يخرج بطريقة طبيعية، وليس من الواجب على الشخص القيام به بنفسه وإلا فإنه يُمارس الاستمناء.
      • الاستمناء هو محاولة إخراج المني أثناء اليقظة، وهو محرم ويستوجب الغسل.
    • استدل الفقهاء على مشروعية الاحتلام من الحديث النبوي: “رُفِع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل”. وبذلك، فإن الاحتلام دليل على البلوغ وأن الطفل أصبح مكلفاً.

    الغسل بعد الاحتلام

    • الغسل هو سريان الماء على جميع أجزاء الجسم بطريقة محددة، ويهدف إلى الطهارة، والغسل له صفات محددة تتضمن:
    • الصفة الكلية:
      : حيث يتوجب على الشخص أن ينوي في قلبه الاغتسال، ثم يغسل يديه ثلاث مرات، ويغسل الفرج بالماء لإزالة النجاسة الناتجة عن الاحتلام.
      • ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً للصلاة، يأخذ الماء بكفيه و
      • ثم يفيض على رأسه ثلاث مرات حتى يصل إلى جذور الشعر.
    • ثم يجب أن يفيض الماء على جسمه بالكامل، مبتدئاً بالشق الأيمن ثم الأيسر ويتأكد أن الماء وصل إلى جذور الشعر وأماكن الاغتسال.
      • وفي الحديث الصحيح عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ بغسل يديه ثم يغسل فرجه ويقوم بالوضوء للصلاة.
      • ثم يأخذ الماء ويدخله بين أصول الشعر، ثم يخفف ثلاث حفنات على رأسه ويدفع الماء على سائر جسده ثم يغسل قدميه.
    • الصفة الجزئية:
      : إذ يُزال ما في الفرج من نجاسة، ثم ينوي الاغتسال ويغمر جسمه بالماء.
      • على أن يصل الماء إلى فمه وأنفه وجذور الشعر، ويكون هذا الغسل صحيحاً.

    حكم الاحتلام في رمضان

    • الاحتلام في نهار رمضان، إذا كان خارجاً عن الإرادة، لا يُبطل الصيام.
      • وليس على من احتلم في نهار رمضان أن يُقضي صيامه.
    • وهذا بإجماع العلماء، لأنه يحدث أثناء النوم، وهو أمر مباح.
      • فلا يمكن لأحد أن يتجنب النوم لتفادي الاحتلام، مما يجعله قضية لا إرادية.
    • لذا، الاحتلام لا يُبطل الصيام لأنه ليس ناتجاً عن شهوة أو علاقة حقيقية.
      • وما يفعله الشخص أثناء نومه خارج عن التكليف.
      • استناداً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل”.
    • لكن، يُستوجب الغسل بعد الاحتلام، فعلى من احتلم أثناء النوم أن يغتسل بمجرد الاستيقاظ.
      • شرط أن يجد الماء أو المني في ثيابه، لكن إذا لم يجد شيئاً فلا يتوجب عليه الغسل.
    • وهذا استناداً للحديث النبوي الذي روته أم المؤمنين عائشة، حيث قالت: “سُئِلَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الرجل الذي يجد البلل ولا يذكر احتلاماً. قال: يغتسل، وعن الرجل الذي يرى أنه احتلم ولا يجد بللاً؟ قال: لا غسل عليه، قالت أم سليم: هل على المرأة – ترى ذلك – غسل؟ قال: نعم، إن النساء شقائق الرجال”.

    الفرق بين الاحتلام والاستمناء

    • الاستمناء، أو العادة السرية، هي فعل يقوم به الشخص، سواء كان ذكراً أم أنثى، لاستحضار الشهوة وإنزالها خلال اليقظة بإرادة.
    • يحدث ذلك عبر مداعبة الأعضاء التناسلية حتى يصل إلى الشهوة وإنزال الماء، وهو محرم بذريعة إجماع العلماء.
      • أيضاً، العادة السرية تبطل الصيام ويجب على من يقوم بها قضاء ما فاته من الصيام، فضلاً عن وجوب الغسل.
    • بينما الاحتلام هو حالة طبيعية تحدث أثناء النوم، حيث لا يمكن التحكم فيها.
    • لذا، الاحتلام لا يُبطل الصيام ولا يستوجب القضاء، لكنه يتطلب الغسل وهو جائز بإجماع العلماء.

    الأمور المحرمة قبل الغسل

    بما أن الاحتلام يسبب الجنابة ويستدعي الغسل، هناك عدة أمور يحرم على المسلم القيام بها قبل الاغتسال، وهي:

    • الصلاة.
    • قراءة القرآن.
    • لمس المصحف، حيث لا يمسه إلا المطهرون.
    • الجلوس في المسجد.
    • الطواف في البيت الحرام.
Scroll to Top