منظمة اليونسكو
تُعرَف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنها وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، حيث تسعى لتحقيق السلام وتعزيز التعاون الدولي بين الدول الأعضاء من خلال فهم وتبادل الثقافة والتراث. تأسست اليونسكو في عام 1945 بموجب دستور يُعزّز التعاون في مجالات التعليم، والعلوم، والثقافة، وبدأت عملها في عام 1946، واختارت مدينة باريس في فرنسا كمقرّ رئيسي لها.
تاريخ اليونسكو
تأسست منظمة اليونسكو على يد اللجنة الدولية للتعاون الفكري (ICIC) التي أنشأتها عصبة الأمم، ومقرّها مدينة جنيف. ضمت اللجنة مجموعة من العلماء البارزين مثل ألبرت آينشتاين، وماري كوري، ونيتوبي إينازو. بدأ نشاط هذه اللجنة بإنشاء المعهد الدولي للتعاون الفكري في باريس، والذي أدار مجموعة من الأنشطة في مجالات متنوعة مثل الجامعات، المكتبات، والملكية الفكرية. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عُقد مؤتمر من قبل عصبة الأمم قرّر إنشاء منظمة تعليمية وثقافية تضم 44 دولة، وتم الاتفاق على إطلاق اسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وفي عام 1946، أُقيم المؤتمر العام الرسمي الأول لليونسكو في باريس والذي استمر لعدة أسابيع من 19 نوفمبر حتى 10 ديسمبر، حيث شاركت فيه 30 دولة من الأعضاء. كان هذا المؤتمر بمثابة إعلان عن تأسيس المنظمة، مما ساهم في زيادة أهميتها عالميًا ورفع عدد دول الأعضاء إلى 195 دولة.
بنية اليونسكو
تتكون منظمة اليونسكو من بنية تنظيمية تضم فرعين رئيسيين:
- **المدير العام**: يُعرف أيضًا باسم الرئيس التنفيذي للمنظمة، وقد تولى هذا المنصب 11 مديرًا منذ تأسيسها، حيث كان أولهم جوليان هكسلي من المملكة المتحدة (1946-1948). المديرة الحالية هي أودري أزولاي، التي تشغل منصب المدير العام منذ عام 2017.
- **الأمانة العامة**: تضم جميع الموظفين المدنيين الذين يعملون في مقر اليونسكو في باريس والمكاتب الميدانية المنتشرة حول العالم، والتي يصل عددها إلى أكثر من 50 مكتبًا، وعدد موظفي المنظمة يبلغ حوالي 10,000 موظف. تقوم الأمانة العامة بمهام تنفيذ السياسات، وتعزيز العلاقات الخارجية، وتحفيز المشاركة في أنشطة المنظمة على مستوى العالم.
مجالات عمل اليونسكو
تغطي منظمة اليونسكو مجموعة من المجالات التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
- **العلوم الطبيعية وإدارة موارد الأرض**: تشدد المنظمة على أهمية حماية موارد المياه، وتعزيز العلوم والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية، والاستعداد لمواجهة الكوارث.
- **العلوم الاجتماعية والإنسانية**: تسعى المنظومة إلى تعزيز حقوق الإنسان، ومعالجة القضايا العالمية المهمة مثل مكافحة التمييز والعنصرية.
- **الثقافة**: تعمل المنظمة على تعزيز ثقافات الدول من خلال التأكيد على أهمية الحفاظ على التنوع الثقافي، وتشجيع قبول الثقافات المختلفة.
- **الاتصال والمعلومات**: تهدف منظمة اليونسكو إلى بناء مجتمع معرفي عالمي، مما يتيح للناس الوصول بحرية إلى المعلومات في شتى المجالات.
- **مركز التراث العالمي**: يعتبر من أبرز الأنشطة التي تقوم بها اليونسكو، إذ يُعنى بتحديد وحماية المواقع الثقافية والطبيعية ذات الأهمية العالمية، مثل أهرامات الجيزة والحاجز المرجاني العظيم.
- **مجالات خاصة**: تشمل مجالات تشمل التغير المناخي، المساواة بين الجنسين، وتعدد اللغات، إضافة إلى استجابات ما بعد الصراعات والكوارث.
رؤية ومهمة اليونسكو
تحدد منظمة اليونسكو أولوياتها من خلال مؤتمر يُعقد كل عامين لتحديد الميزانية ومتابعة تحقيق الأهداف المرسومة. تركز المنظمة بشكل خاص على أولويتين: إفريقيا والمساواة بين الجنسين، بينما تسعى لرؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، من خلال التعليم والعلوم والثقافة. تعتمد هذه الرؤية لتحقيق أهداف متعددة منها:
- تعزيز ثقافة السلام والتنمية المستدامة.
- القضاء على الفقر ورفع مستوى الرفاهية.
- تحقيق التعليم الجيد للجميع وتعزيز المعرفة.
- معالجة التحديات الاجتماعية والأخلاقية.
- إنشاء مجتمعات معرفية شاملة عبر المعلومات والاتصالات.
إنجازات اليونسكو
حققت اليونسكو العديد من الإنجازات منذ انطلاقها، منها:
- تسجيل 1073 موقعًا للتراث العالمي في 167 دولة، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 10 ملايين كم²، تعادل مساحة الصين.
- إنشاء مختبر أبحاث عالمي في منطقة الشرق الأوسط.
- بناء شبكات شبابية عبر 9 دول متوسطيّة.
- دعم جهود التعليم الجيد للجميع على مستوى العالم.
- تنسيق أنظمة الإنذار المبكر من تسونامي عالميًا.
- الدفاع عن حرية التعبير وإدانة اعتداءات على الصحفيين.
الخلاصة
منظمة اليونسكو تُعَرف كوكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، التي تأسست في عام 1945 بجهود اللجنة الدولية للتعاون الفكري بهدف تعزيز السلام وتعزيز التعاون بين الدول من خلال وعي ثقافي. تتكون هيكلية المنظمة من المدير العام والأمانة العامة، وتركز عن كثب على قضايا مثل التنوع الثقافي، القضاء على الفقر، والتربية وغيرها من الموضوعات المهمة.