العملة العراقية القديمة
تم إصدار الدينار العراقي عام 1932 ليحل محل الروبية الهندية، التي كانت العملة الوطنية خلال فترة الحرب العالمية الأولى. في البداية، كان الدينار العراقي مرتبطًا بالجنيه الإسترليني، لكن في عام 1959 تم ربطه بالدولار الأمريكي، حيث أصبح سعر الصرف يساوي دينار عراقي واحد دولارين وثمانين سنتًا.
لم يتبع الدينار العراقي الانخفاض الذي شهدته قيمة الدولار الأمريكي في عامي 1971 و1973، إذ ارتفعت قيمته إلى ثلاثة دولارات وثمانية وثلاثين سنتًا. ومع ذلك، انخفض سعر الدينار لاحقًا إلى ثلاثة دولارات واثنين وعشرين سنتًا، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 5%. استمر هذا المعدل حتى حرب الخليج، رغم أن سعر السوق السوداء كان مرتفعًا بمعدل ست مرات في أواخر عام 1989.
بحلول نهاية عام 1995، كان سعر الدولار يعادل 3000 دينار عراقي. في عام 2003، أُصدرت فئات جديدة من العملة ذات جودة أعلى، مما سمح باستبدال الدينار العراقي القديم بالدينار الجديد على أساس واحد لواحد، لتوحيد العملة المستخدمة في البلاد.
الدينار العراقي وتأثيره على الاقتصاد
كان الاقتصاد العراقي في الفترة ما بين 1960 و1980 يتمتع بنمو قوي وحيوي، حيث دعمت الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل حوالي 8% ونمو نصيب الفرد بنحو 4.7% قيمة الدينار العراقي. وقد ساهمت هذه المعدلات العالية من النمو في تعزيز سعر صرف الدينار، ليصبح العراق واحدًا من أعلى البلدان نمواً على مستوى العالم آنذاك. تاريخ العراق الطويل مليء بالنجاحات والنمو الإيجابي والقيمة المتميزة للعملة العراقية.
فئات الدينار العراقي
قامت الحكومة العراقية بإصدار الدينار بفئات تشمل ربع الدينار، نصف الدينار، الدينار، الخمس، العشر، والمائة دينار. في عام 1978، أُصدرت أوراق نقدية بقيمة خمسة وعشرين دينارًا، وفي عام 1991 أضيفت فئة الخمسين دينار، مع إعادة تصميم فئة المائة دينار. كما تم إصدار فئات مئتين وخمسين دينارًا في عام 1995. بدأ البنك المركزي العراقي في عام 2015 إصدار دنانير جديدة، تحمل النقوش التصويرية التاريخية لمواقع بارزة. فيما يلي ملخص عن النقوش المستخدمة في طباعة فئات الدينار العراقي:
فئة المئتين والخمسين دينارًا
تظهر الجهة الأمامية من ورقة المئتين والخمسين دينارًا إسطرلابًا، جهاز فلكي قديم تم تحسينه على يد علماء الفلك في العصور الإسلامية. أما الجهة الخلفية، فتحتوي على صورة المئذنة الحلزونية في سامراء، التي بُنيت عام 848 قبل الميلاد عندما كانت سامراء عاصمة للدولة العباسية.
فئة الألف دينار
تظهر في وسط الجهة الأمامية من فئة الألف دينار عملة ذهبية قديمة كانت تُستخدم قبل ظهور الأوراق النقدية. وفي الجهة الخلفية، تقع صورة الجامعة المستنصرية في بغداد، التي تأسست في القرن الثالث عشر وتعد من أبرز مؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي، حيث أعيد تأسيسها في عام 1963 وما زالت نشطة.
فئة الخمسة آلاف دينار
تحتوي الجهة الأمامية لفئة الخمسة آلاف دينار على صورة جيلي علي بيك، وهو شلال معروف يمتد لأكثر من عشرة كيلومترات بين جبلي كور ونواثنين في شمال العراق، وتحديدًا في إقليم كردستان.
فئة العشرة آلاف دينار
تظهر الجهة الأمامية لفئة العشرة آلاف دينار صورة العالم العربي الشهير أبو علي حسن بن الهيثم، الذي وُلِد في البصرة عام 965 ميلادي وكتب أكثر من مئتي عمل في مجال العلوم، بما في ذلك تفسير عملية الرؤية البشرية. أما الجهة الخلفية، فتحتوي على صورة مئذنة جامع النوري الكبير في الموصل، التي بُنيت عام 1172 ميلادي تحت حكم نوري الدين زنكي.
فئة الخمسة والعشرين ألفًا
تتضمن فئة الخمسة والعشرين ألف دينار صورة لمزارع كردي مع جرار خلفه، وفي الجهة الخلفية، نجد صورة للملك القديم حمورابي، الذي عرف بإصداره أول مدونة قانونية في تاريخ البشرية، وأسّس أول إمبراطورية بابلية عام 1700 قبل الميلاد.
تطور الدينار العراقي
استمر النمط التصميمي للدينار العراقي حتى الخمسينات من القرن الماضي، حيث تم استخدام صورة الملك فيصل الثاني في شبابه على الجهة الأمامية. بينما كانت الجهة الخلفية تحمل صورة للملك فيصل الأول على ظهر حصانه. أما في السبعينات، فتوقفت الأوراق النقدية عن عرض صور الملوك، وبدلاً من ذلك، تم تصميم الأوراق النقدية لتحتوي على صور للمباني والمنشآت الصناعية. تم تلوين الدينار العراقي لعام 1971 باللونين الأزرق والأبيض، مع صورة لمصفاة النفط الخام في الجهة الأمامية، وصورة لمدخل المدرسة المستنصرية على الجهة الخلفية.