الفرق بين النبي والرسول
هناك اختلافات مهمة بين النبي والرسول. يجسد كل رسول صفة النبوة، لكن ليس كل نبي يعتبر رسولًا. ويستند هذا الأمر إلى ما ورد في القرآن الكريم حول ربط النبوة بالرسالة في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ). وفيما يلي بعض الفروقات بينهما:
- يعتبر الرسول أعلى منزلة من النبي، حيث أنه يحمل رسالة جديدة وشريعة مستقلة، بينما النبي قد يُوحى إليه أحكام تتعلق بشريعة الرسل السابقين دون أن يكون له كتاب خاص.
- يتبع قوم الرسول رسالته وشريعته، بينما أتباع النبي يتبعون شرائع الأنبياء الذين سبقوهم.
- يُوحى إلى الرسول ليبلغ رسالته، بينما النبي قد يُوحى إليه دون أن يُطلب منه تبليغ تلك الرسالة، ما يعني أن الرسالة أوسع وأشمل من النبوة.
- الوحى يأتي إلى الرسول في حالة اليقظة، أما النبي فقد يتلقى الوحي في المنام أو عبر الإلهام.
السمات المشتركة بين النبي والرسول
تشترك الأنبياء والرسل في العديد من الصفات، ونذكر منها:
- هما رجال من البشر اختارهم الله تعالى من بين كافة الناس، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
- جميعهم بشر ولهم صفات بشرية كالأكل والشرب والمرض والموت، ولا يمتلكون القدرة على النفع أو الضر، وعلومهم في الغيب محصورة في ما يخبرهم الله تعالى، كما أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ…).
- يتمتعون بالعصمة فيما يبلغونه من أحكام الدين، كما ورد في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى…).
- عند وفاتهم، يُخيّرون بين الدنيا والآخرة، ويُدفنون حيث يموتون، ويستمرون في الحياة في قبورهم حيث يُصلون كما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن موسى -عليه السلام-.
- تحرم الزواج بنسائهم من بعدهم، كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ…).
- تأييد الله -تعالى- لهم بالمعجزات التي تُثبت رسالتهم.
- يُعتبرون أفضل الناس خلقًا وعلمًا وعبادة، وأطهرهم قلوبًا، وأعقلهم.
أهداف بعثة الأنبياء والرسل
لقد بعث الله -تعالى- الأنبياء والرسل لأغراض سامية، ومنها:
- توضيح ما يحبه الله -تعالى- ويرضاه، وما يُبغضه، وما يساهم في إصلاح النفوس وتطهيرها.
- دعوة الناس لتوحيد الله -عز وجل- وترك الشرك، كما قال الله تعالى: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).
- تبيين أحوال الناس يوم القيامة وما أعده الله للمؤمنين من النعيم وللكافرين من العذاب، كما ورد في قوله: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ…).
- كونهم رحمةً للعالمين، كما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
- توضيح الأمور الغيبية التي لا تدركها العقول مثل معرفة الله -تعالى- وأسمائه وصفاته.
- الاقتداء بهم لما يمتازون به من أخلاق حسنة، كما أشار تعالى إلى ذلك: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ…).
- إقامة الحجة على الناس، نظرًا لما ورد عنهم في قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ…).