تعريف بابن ماجه
محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني، وُلد في قزوين عام 209 هـ (هجريًا). يُعرف بلقب أبي عبد الله، وقد نشأ مولعًا بالعلم وبحث عنه بشغف، خاصة في ميدان الحديث النبوي. حفظ القرآن الكريم وشارك في حلقات العلم في قزوين حتى تمكن من الحصول على مستوى عالٍ من علم الحديث. ثم بدأ رحلته في عام 230 هـ للبحث عن الحديث من شيوخه، حيث زار بلاد مثل خراسان، بغداد، الكوفة، مصر، مكة، المدينة وغيرها من المدن. كان هدفه الأساسي هو جمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والتعلم مباشرة من العلماء في كل بلدة يزورها. بعد أن قضى خمسة عشر عامًا في السفر، عاد ابن ماجه إلى قزوين ليكرس وقته للتأليف والتصنيف ورواية الحديث، مما جعله مقصدًا للطلبة المهتمين بالحديث آنذاك. توفي ابن ماجه ودُفن في قزوين يوم الاثنين، الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 273 هـ.
شيوخ وتلاميذ ابن ماجه
أدى تنقل ابن ماجه في طلب العلم إلى تعدد شيوخه، كما كان له عدد كبير من التلاميذ. تجاوز إنجازاته مجرد التأليف ليشمل إلقاء المحاضرات والدروس. نذكر فيما يلي بعض شيوخه وتلاميذه:
شيوخ ابن ماجه
- مصعب بن عبد الله الزبيري.
- عبد الله بن ذكوان المقرئ.
- عبد السلام بن عاصم الهسنجاني.
- إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهو من تلاميذ الإمام البخاري رحمه الله.
تلاميذ ابن ماجه
- أبو الطيّب أحمد بن روح المشعراني.
- إبراهيم بن دينار الهمداني.
- محمد بن عيسى الصفار.
- سليمان بن يزيد الفامي.
سُنن ابن ماجه
سُنن ابن ماجه هو الكتاب الذي يُعرف به ابن ماجه رحمه الله، حيث صنف فيه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. يُعتبر هذا الكتاب رابع كتب الحديث النبوي بين الكتب الستة، والتي تشمل: سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، وكذلك صحيح البخاري وصحيح مسلم. لطالما لقى كتاب سُنن ابن ماجه اهتمام العلماء حيث قاموا بشرحه وكتابة مؤلفات حوله، وفيما يأتي توضيح لذلك:
منهج ابن ماجه في سننه
افتتح ابن ماجه كتابه بذكر فضل اتباع السنة النبوية وأهمية العمل بها. قام بتصنيف الأحاديث في سبعة وثلاثين كتابًا، وقسم تلك الكتب إلى ألف وخمسمئة باب، حيث ضمت الأبواب أربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعين حديثًا. تشارك ابن ماجه مع الكتب الخمسة في تخريج ثلاثة آلاف واثنين حديثًا من الأحاديث النبوية، بينما انفراد سنن ابن ماجه باحتواء ألف وثلاثمئة وتسعة وعشرين حديثًا لم تُذكر في الكتب الأخرى. ومنذ ذلك، هناك أربعمائة وثمانية وعشرين حديثًا صحيحًا ومئة وتسعة عشر حديثًا حسن الإسناد.
اهتمام العلماء بسنن ابن ماجه
قارن العلماء بين موطأ الإمام مالك وسنن ابن ماجه، وتباحثوا حول أيهما يُعتبر كالسادس بين كتب الأحاديث النبوية. أظهر المشارقة رغبة كبيرة في كتاب ابن ماجه، بينما أبدى أهل المغرب تفضيلهم لكتاب الموطأ. ومع ذلك، اتفق غالبية المتأخرين على أن سُنن ابن ماجه أحق بالتقديم من كتاب الموطأ نظرًا لكثرة زوائده على الكتب الخمسة. وقد قام بعض العلماء بشرح سنن ابن ماجه، ومن بينهم:
- الإمام الحافظ علاء الدين مغلطاي.
- الشيخ كمال الدين محمد بن مرسي الدبيري.
- جلال الدين السيوطي في “مصباح الزجاجة”.
الكتب الستة للحديث
الكتب الستة هي مجموعة من المؤلفات التي تجمع الأحاديث المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تُعد من أصح الكتب في ميدان الحديث النبوي. وتتضمن القائمة التالية:
- صحيح البخاري: صنفه محمد بن إسماعيل البخاري الذي طاف العالم والتقى بألف محدّث وجمع حوالي ستمئة ألف حديث، حيث وضع شروطًا صارمة لقبول الأحاديث واحتوى على أصح الأحاديث النبوية.
- صحيح مسلم: جمعه مسلم بن الحجاج النيسابوري الذي سعى لتحصيل علم الحديث وسافر إلى لقاء العديد من العلماء. واستغرق في تصنيف الأحاديث الصحيحة حوالي خمسة عشرة عامًا ليصبح مصنفه الثاني بعد البخاري.
- سنن أبي داود: جمعه سليمان بن الأشعث السجستاني الذي درس على يد الإمام أحمد بن حنبل، حيث يحتوي هذا الكتاب على حوالي خمسة آلاف وثلاثمئة حديث نبوي.
- سنن الترمذي: جمعه محمد بن عيسى الترمذي، والذي تأثر بمشايخه البخاري وأحمد بن حنبل. يُعتبر كتابه من المصادر القيمة للمحدّثين والفقهاء، حيث يتناول فيه الأحاديث وأحكامها.
- سنن النسائي: جمعه أحمد بن شعيب النسائي الذي عُرف بتقواه، حيث استقر في مصر ولقيت تصانيفه رواجًا هناك.
- سنن ابن ماجه: جمعه محمد بن يزيد القزويني الذي سعى جاهدًا في طلب العلم وصنّف هذا الكتاب الشهير.