يتساءل العديد من النساء حول مسألة ظهور أقدامهن أثناء الصلاة، سواء كان ذلك عن قصد أو بدون قصد. فما هو حكم الدين في هذا الأمر الفقهي؟ هذا ما سنستعرضه معًا.
حكم صلاة المرأة مكشوفة القدمين
- تعتبر المرأة في الإسلام كنزًا ينبغي المحافظة عليه، لذا يُعتبر جسدها بالكامل عورة باستثناء الوجه والكفين.
- لكن، هل يعكس هذا الحكم موقف صلاة المرأة مكشوفة القدمين؟ بالطبع لا.
- فالمسألة تشمل جدلًا واختلافًا بين المذاهب الفقهية الأربعة.
- ويؤكد مذهب الحنابلة أن صلاة المرأة دون تغطية قدميها ليست محرمة.
- لأن القدمين لا تُعتبر عورة، إذ إن حكمها مشابه لحكم الوجه والكفين، وبالتالي تكون الصلاة جائزة.
- أما بالنسبة لإجماع الأئمة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي، فقد اتفقوا على أن ذلك غير مستحب.
- ومن الضروري أن تستر المرأة ظهر قدميها أثناء الصلاة، لأنهما يُعتبران عورة مثل بقية الجسم.
- واستندوا إلى حديث أم سلمة -رضي الله عنها- الذي قالت فيه: (سأَلْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتُصلي المرأةُ في دِرْعٍ وخِمارٍ ليس عليها إزارٌ؟ قال: إذا كان الدِّرْعُ سابغًا يُغطِّي ظهورَ قدَمَيْها).
حكم صلاة المرأة مع انكشاف باطن القدمين
- قد تواجه المرأة خلال الصلاة أن يكون ثوبها طويلًا، مما يغطي قدميها، ولكن أثناء السجود قد يظهر باطن قدميها، مما يُثير التساؤل حول صحة هذه الصلاة.
- يؤكد فقهاء الإسلام أن حكم هذا الأمر مشابه لحكم صلاة المرأة مكشوفة القدمين، حيث انقسمت الأمة الأربعة إلى قسمين.
- الحنابلة يعتبرون أن ذلك مقبول، إذ إن القدمين لا تعتبر من عورة المرأة مثل الوجه والكفين.
- أما المالكية والشافعية والحنفية، فيرون أن القدمين عورة، لكنهم أوضحوا أن ظهور باطن القدمين لا يُبطل الصلاة، فلا يتوجب على المرأة إعادة الصلاة في هذه الحالة.
- وبالتالي، فإن الحكم النهائي بشأن انكشاف باطن القدمين أثناء الصلاة هو ضرورة حرص كل امرأة على تغطية جسدها بالكامل باستثناء الوجه والكفين، بما في ذلك باطن قدميها، وإن حدث انكشاف فلا ضرر في ذلك.
حدود عورة المرأة في الصلاة
- تُحدد عورة المرأة أثناء الصلاة وفقًا لعورتها في الحياة العامة، حيث يتفق جميع المذاهب والفقهاء على أن جسد المرأة بأكمله عورة.
- يجب تغطيته أثناء الصلاة باستثناء الوجه والكفين، لكن مذهب الحنابلة يُستثني أيضًا القدمين.
- واستندوا إلى قول النبي الكريم: (المرأةُ عورةٌ، فإذا خرَجَتْ استَشْرَفَها الشيطانُ).
- فالشيطان يسعى لتجميل صورتها في أعين الرجال بمجرد خروجها، لذا يجب عليها أن تستر نفسها بالكامل.
- كما ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: (لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ حائضٍ إلَّا بخمارٍ)، مما يعني أن الصلاة لا تُقبل من أي امرأة بلغت وعليها الحيض إلا إذا سترت عورتها بالخمار.
لذلك يمكنكم التعرف على:
حكم ستر عورة المرأة في الصلاة
يعتبر ستر عورة المرأة أثناء الصلاة أمرًا ضروريًا وملزمًا، وهناك عدة أمور قد تجعل الصلاة غير جائزة إذا لم تُستَر عورته، وهي:
- إذا صلّى الشخص دون أي ثوب يستر عورته، فإن صلاته تكون غير صحيحة وباطلة.
- من الشروط الأساسية لهذا الثوب أنه لا ينبغي أن يكون شفافًا أو يصف الجسم بصورة واضحة.
- إذا كان الثوب ممزقًا من الأمام أو الخلف أو من أحد الجوانب، مما يجعل الجسم ظاهرًا، فإن الصلاة تكون باطلة لأن هذا الثوب لم يستر العورة بشكل كامل.
- أما من لم يجد ما يستر به عورته، فيمكنه تأخير الصلاة حتى يحين موعد الصلاة التالية، ولكن إذا لم يجد شيئًا يستر به عورته فيصلي في الظلام للاستتار.
حكم صلاة المرأة مكشوفة القدمين في غرفتها
- صلاة بعض النساء في غرفهن تضمن لهن عدم ظهورهن أمام أحد.
- لا يمكن لأحد أن يراها خلال قيامها أو ركوعها أو سجودها، وحتى لو انكشفت جزء من عورتها، فهي في مأمن.
- وقد اتفقت المذاهب الثلاثة الشافعية والحنفية والمالكية على أن الصلاة في الغرفة تعتبر كالصلاة في المسجد.
- فتكون المرأة حاضرة أمام الله عز وجل في أي مكان، لذا يجب الحرص على ستر القدمين حتى لو كانت المرأة تصلي في الغرفة وبعيدًا عن الأنظار.
- حيث إن جسد المرأة بالكامل يُعتبر عورة باستثناء الوجه والطرفين.
- لكن المذهب الحنبلي له رأي مختلف، حيث يعتبر أن القدمين ليست عورة، وبالتالي فإن ظهورهما سواء في الغرفة أو المسجد لا يعتبر محظورًا، وصلاة المرأة في هذه الحالة تكون جائزة.