الحق هو الأجدر بالاتباع

الحق أحق أن يتبع

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة يونس: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي). يُعرف الحق بأنه الدليل على إحكام الشيء وصحته، وهو عكس الباطل. كما يُستخدم أيضاً للدلالة على الالتزام بشيء معين، وقد عُرف بأنه ما لا يمكن إنكاره؛ لذلك سُمّي يوم القيامة بـ “الحاقة” لأنه يظهر الحق في كل شيء.

تفسير الآية الكريمة

إبطال دعوى المشركين

يتحدث الله تعالى عن أولئك الذين أشركوا به غيره، وجعلوا من الأصنام والندّاء آلهة، فيقول: (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ). أي: من الذي بدأ خلق السماوات والأرض وأنشأ ما فيهما من المخلوقات، واستطاع أن يفرق بين أجرامها ويمحوا كل ما فيها ثم يعيد خلقاً جديداً؟ إنه الله وحده الذي يملك كل ذلك ولا شريك له.

عقد المقارنة

ثم تأتي الاستنكار في قوله: (فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ)؛ أي كيف تُصرفون عن طريق الحق إلى الباطل! وتتوالى هذه الاستنكارات لإقامة الحجة عليهم: (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ). أنتم تعلمون أن آلهتكم لا تستطيع هداية الضالين.

إن الذي يهدي التائهين ويدلهم على الصواب هو الله رب العالمين. فكيف يمكن للإنسان أن يتبع من يهدي إلى الباطل، بعد أن أظهر الله له الحق وجعله يبصر بعد العمى؟! كما قال الله تعالى مشيراً إلى ما قاله إبراهيم: (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا).

الاستنكار وبيان الجزاء

يزيد الله تعالى في توبيخهم بسؤال: ما الذي يشتت عقولكم، كيف تستطيعون المساواة بين الله وخلقه؟ كيف عدلتم بين هذا وذاك، وعبدتم كليهما؟ والله قد أوضح أنهم لا يستندون على أدلة في دينهم، بل هو مجرد ظن وتخيُّل لن يكون له قيمة، والله عليم بكل ذلك وسيجازيهم على أفعالهم.

أسباب رفض الحق

إن من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الصراع مستمراً بين الحق والباطل حتى قيام الساعة، حيث جعل للباطل مؤيدين، وللحق مدافعين، وفئات ضعيفة تؤثر عليها الظروف النفسية والدنيوية، مما يدفعها إلى رد الحق لأسباب متعددة، ومن هذه الأسباب:

  • التأثر بكلمات المغرضين.
  • وضع معايير وموازين باطلة لتقييم الحق.
  • الظروف الاجتماعية المحيطة.
  • الشعور بغربة الحق.
  • ثقل الحق على النفوس.
  • سوء التربية التي يتلقاها الفرد.
  • تحكيم العواطف على العقل.
  • الاعتقاد بأن الحق يحول بينه وبين مكانته وعزته.
  • الجهل بالحق.
  • تبني أفكار الرافضين للحق.
  • اختصار الحق على فئة معينة.
  • الحسد.
  • العصبِيَّة.
  • التقاليد والعادات السائدة.
  • تقليد الآباء والأجداد.
  • الكبرياء.
  • الغلو في تقدير الرجال.
  • الاقتداء بالعلماء الفاسدين أو العباد الجهلة.
Scroll to Top