تاريخ الساعة الشمسية
شكل قياس الوقت موضوع اهتمام كبير لدى العلماء والفلكيين في الحضارتين المصرية والبابلية. وقد توصل هؤلاء إلى استنتاج مفاده أن الوقت يمكن قياسه من خلال مراقبة حركة بعض الأجرام السماوية، وأهمها الشمس. بناءً على هذا الاستنتاج، تم تطوير الساعات الشمسية، حيث يمكن اعتبار أي جهاز أو هيكل يتتبع حركة الشمس على مدار اليوم بمثابة ساعة شمسية. فيما يلي توضيحات لبعض الأنواع المعروفة:
ساعة الظل المصرية
يعتقد أن أقدم الساعات الشمسية هي ساعة الظل المصرية، التي لا تزال قائمة في مصر حتى اليوم. تتكون هذه الساعة من حجر أخضر وتضم قاعدة مستوية مزودة بمقياس من 6 أقسام زمنية. يوجد في أحد طرفيها صليب مرتفع، حيث يُوضَع في الشرق في الصباح، وفي الغرب في فترة ما بعد الظهر، ويمكن التعرف على الوقت من خلال ظل الصليب.
الساعة الشمسية نصف الكروية
قام عالم الفلك اليوناني أرسطرخس الساموسي في حوالي 280 ق.م بتطوير ما يسمى الساعة الشمسية نصف الكروية. تتألف هذه الساعة من كتلة خشبية أو حجرية منحوتة بشكل نصف كروي، حيث كان المؤشر يوضع في مركز الشكل، ليكون الظل الناتج عنه مؤشراً للوقت مع تقدم اليوم.
وفقاً لهذا التصميم، تم تقسيم اليوم إلى 12 ساعة بدءًا من شروق الشمس حتى غروبها، ومع اختلاف طول الأيام في الصيف والشتاء، لوحظ تغير في طول وموضع الظل الناتج، وقد استخدم هذا النموذج لعدة قرون، يُعتقد أنها امتدت حتى القرن العاشر في العالم العربي.
الساعات الإغريقية والرومانية
نجح الإغريق في تطوير نماذج هندسية متقدمة للساعات الشمسية، وأحد الأمثلة على ذلك هو برج الرياح في أثينا، الذي يحتوي على 8 ساعات شمسية مستوية ويعود تاريخه إلى عام 100 قبل الميلاد.
اعتمد الإغريق على نماذج متنوعة مثل الأجسام المخروطية والأجهزة ذات الأقراص العمودية أو الأفقية أو المائلة لتحديد الوقت. من جهة أخرى، استخدم الرومان الساعات الشمسية الموسمية، حيث تم إنشاء أول ساعة شمسية في روما عام 290 قبل الميلاد، وتطوير أشكال متعددة من الساعات الشمسية، بما في ذلك نوعيات محمولة.
تعريف الساعة الشمسية
الساعة الشمسية، التي تعرف أيضاً بالمزولة، تُعتبر من أقدم تقنيات ضبط الوقت في التاريخ. تعمل الساعة الشمسية بناءً على مبدأ مراقبة موقع الظل للأجسام المعرضة لأشعة الشمس خلال النهار. مع حركة الشمس، يتحرك ظل الأجسام مما يشير إلى مرور الوقت. كانت “عقارب الساعة” الحديثة عبارة عن عصا تُستخدم لقياس الوقت من خلال طول ظلها مع تقدم النهار.
تاريخ استخدام الساعات الشمسية يعود لأكثر من 5500 عام، حيث تم اكتشاف آثار تعود إلى 3500 قبل الميلاد تُشير إلى استخدام هذا النوع من الساعات في الحضارة المصرية القديمة. من المهم أن نذكر بأن الساعات الشمسية تعتمد على المواسم وتختلف باختلافها.