استكشاف عالم الحيوانات وأهميته

مفهوم مملكة الحيوان

تُعتبر مملكة الحيوان (بالإنجليزية: Animal Kingdom) واحدة من الممالك الطبيعية الأساسية التي تضم جميع أنواع الحيوانات، سواء الحية منها أو المنقرضة. تتميز هذه المجموعة التنوع الكبير بين الكائنات الحية التي تشترك في مجموعة من الخصائص، حيث تُعتبر مملكة الحيوان هي الأكبر بين جميع الممالك، إذ تضم أكثر من مليون نوع.

تشمل مملكة الحيوانات أنواعًا متعددة، بما في ذلك الكائنات البحرية مثل الأسماك والإسفنجيات، إضافة إلى الحيوانات البرية سواء المفترسة أو غير المفترسة.

تاريخ ظهور مملكة الحيوان

شهدت أنواع الحيوانات المختلفة تنوعًا وتسارعًا كبيرين خلال العصر الكامبري، وهي الظاهرة المعروفة باسم الانفجار الكامبري. كان يُعتقد في السابق أن عددًا قليلاً جدًا من الأنواع البسيطة كان موجودًا قبل هذا العصر.

مع ذلك، كشفت الاكتشافات الأحفورية الحديثة عن وجود كائنات أكبر وأكثر تطورًا خلال العصر الإدياكاري، حيث وُجدت حفريات في جنوب أستراليا تحتوي على أجزاء صلبة من أجسام الكائنات الحية، ويرجح أنها تمثل أقدم الحيوانات، حيث تعود هذه الأحافير لكائنات مشابهة للإسفنج حياتها تُعتبر من قبل 560 مليون سنة.

تظهر تلك الأحافير بشكل شوكات وأجزاء صلبة تتراوح أطوالها بين 20 إلى 40 سم، وتُبرز حقبة الحياة القديمة بظهور متزايد لمجموعات وأنواع متنوعة من الحيوانات، كان أبرزها الكائنات البحرية. كما أن التاريخ التطوري للحيوانات تخلله العديد من أحداث الانقراض الرئيسية التي أدت إلى انقراض الأغلبية العظمى من الأنواع، على الرغم من نجاة بعض الأنواع التي استمرت في التطور إلى الأنواع الموجودة اليوم.

تصنيفات مملكة الحيوان

تتضمن مملكة الحيوان كائنات تتراوح من أبسط الأشكال إلى أكثرها تعقيدًا. على طرفي هذا التصنيف نجد الكائنات المجهرية، وأصناف أخرى من الحيوانات التي نراها في حياتنا اليومية. يتم تصنيف مملكة الحيوان إلى عدة مجموعات، من أبرزها:

الديدان المسطحة

تُعرف أيضاً باسم الديدان المفلطحة، وهي تعيش إما كطفيليات أو في البيئات البحرية. من الأمثلة عليها: البلاناريا ومثقبيات الكبد والديدان الشريطية.

مفصليات الأرجل

تُعتبر مفصليات الأرجل أكبر مجموعة في مملكة الحيوان، إذ تضم معظم الحشرات. تنقسم أجسام هذه الحيوانات إلى ثلاثة أجزاء: الرأس، والصدر، والبطن، مع وجود أرجل مفصلية وزوج من العيون المركبة. من الأمثلة على مفصليات الأرجل: الذباب، والفراش، والعناكب، والبعوض، وسرطان البحر.

الرخويات

تمثل الرخويات مجموعة متنوعة وضرورية للنظام البيئي. تعيش الرخويات في البيئات البحرية والمياه العذبة، ويتكون جسمها عادةً من رأس أمامي وعضلة بطنية وكتلة حشوية وقدم تسهم في حركتها. من الأمثلة على الرخويات: الحلزون، والأخطبوط، وبلح البحر.

شوكيات الجلد

شوكيات الجلد هي حيوانات ذات جلد شوكي تعيش في المحيطات. كما أنها ليست طفيليات، ولديها نظام أنبوبي خاص لتحريك المياه، وهيكل خارجي صلب يتكون من كربونات الكالسيوم. من الأمثلة على هذه المجموعة: نجم البحر، وخيار البحر، وقنفذ البحر.

الفقاريات

تُعتبر الفقاريات المجموعة المتقدمة من الحيوانات، إذ تمتلك جهازًا هضميًا ودورة دموية متطورة وتمايزًا معقدًا بين أنسجة جسمها. تضم هذه الكائنات عمودًا فقريًا صلبًا وهيكلًا عظميًا داخليًا. من الأمثلة على الفقاريات: البرمائيات، والزواحف، والثدييات بكافة أنواعها.

التغذية في مملكة الحيوان

تشمل السلسلة الغذائية أنواعًا عديدة من الحيوانات، التي تتناول أغذية معينة. وتنقسم الحيوانات إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

الحيوانات العاشبة

تركز الحيوانات العاشبة بشكل رئيسي على تناول الفواكه أو بذور النباتات، وتمتاز بامتلاكها قنوات هضمية خاصة للتعامل مع أنواع النباتات المختلفة. عادةً ما تمتلك الحيوانات العاشبة أسنانًا أمامية كبيرة تُعرف بالقواطع، تستخدمها للقبض على النباتات وتقطيعها، وأضراس خلفية لطحنها. من الأمثلة على الحيوانات العاشبة: الأغنام، والأبقار، والسناجب.

الحيوانات آكلة اللحوم

تعتمد آكلات اللحوم على صيد الحيوانات الأخرى للحصول على الغذاء. وفي كثير من الأحيان، تحتاج هذه الحيوانات إلى قضاء أوقات طويلة في الصيد لضمان الحصول على كفايتها من الطعام. نظرًا للاحتياج لتمزيق وتحضير طعامها، تتمتع أسنانها بشكل خاص، حيث تمتلك أنيابًا حادة وأضراسًا قوية. من أمثلة آكلات اللحوم: الأسود، والنمور، والذئاب، وبعض الطيور مثل الصقور والنسور.

الحيوانات آكلة اللحوم والأعشاب

تمتلك هذه المجموعة من الحيوانات القدرة على اختيار أنواع الطعام التي تلبي احتياجاتها الغذائية، تعرف أيضًا بالأكلة الانتهازية. ذلك يعني أنها يمكن أن تتناول أي نوع من الطعام عند الحاجة، وتتمتع بقدرة على البحث عن الغذاء في مختلف فصول السنة. تمتلك هذه الحيوانات قواطع في مقدمة فمها، وأنيابًا للتمزيق، وأضراس لطحن الطعام. من الأمثلة على تلك الحيوانات: الراكون، والخنزير، وبعض الطيور.

التكاثر في مملكة الحيوان

على مدى آلاف السنين من التطور، تبنت الطبيعة طريقتين رئيسيتين لتكاثر الحيوانات:

  • التكاثر بالبيض

تقوم الإناث بوضع أجنّتها في بيوض، حيث يمكن لهذه الأجنّة أن تنمو داخل البيضة قبل أن تفقس. من الأمثلة على الحيوانات التي تتكاثر بالبيض: الزواحف.

  • التكاثر بالولادة

في هذه الطريقة، تبقى الأجنّة داخل رحم الأم حتى تكتمل نموها، ثم تخرج كحيوانات صغيرة مكتملة التكوين. من الأمثلة على الحيوانات التي تتكاثر بالولادة: الثدييات.

العلاقات المتبادلة في مملكة الحيوان

تعيش على كوكب الأرض ملايين الأنواع، وغالبًا ما تتشارك هذه الأنواع في نفس البيئات وتتنافس على الموارد، مما يؤدي إلى تفاعلها بطرق متعددة، ومن أبرز هذه العلاقات:

التعاون

كما هو الحال بين أسماك المهرج وشقائق النعمان البحرية، ففي هذه العلاقة، يستفيد كلا النوعين، حيث تفرز أسماك المهرج مادة مخاطية تغطي أجسامها لتتمكن من السباحة بأمان بين مخالب شقائق النعمان، مما يخلق بيئة محمية لها.

تجذب الأسماك الملونة الأسماك الأخرى التي تسعى للحصول على الغذاء، حيث يتم اصطياد تلك الحيوانات المفترسة بعد ذلك من قبل شقائق النعمان.

التعايش

يمكن رؤية علاقة التعايش بين البرنقيل والحيتان الحدباء، حيث تعيش هذه الكائنات معًا دون أن تؤثر على صحة أحدها. تتوفر أنواع البرنقيل على جلد الحيتان، مما يسمح لهم بالعيش في المياه الغنية بالمغذيات.

الافتراس

تُعتبر هذه العلاقة من العلاقات الضارة، حيث يقوم حيوان (المفترس) بصيد حيوان آخر (الفريسة) وقتله. الحوت القاتل هو مثال على أحد أقوى المفترسين في المحيطات، ويوجد في قمة السلسلة الغذائية.

التطفل

وتمثل هذه العلاقة أيضًا نوعًا ضارًا من التفاعل، حيث يعيش نوع واحد (الطفيلي) على أو في نوع آخر (المضيف)، لكنه لا يقتل المضيف مباشرة. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى إمراض المضيف.

بيئات مملكة الحيوان

تُعرف المنطقة التي تعيش فيها الكائنات بشكل طبيعي بموطنها. تتنوع هذه البيئات لتشمل:

الغابات

تمثل الغابات مساحات شاسعة مغطاة بالنباتات، حيث تغطي حوالي ثلث مساحة الأرض. تضم الغابات أنواعًا مختلفة من الحيوانات والنباتات، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الغابات: الاستوائية، المعتدلة، والشمالية. ومن بين الحيوانات التي تعيش في الغابات نجد: الخفافيش، القرود، والببغاء، إلى جانب أعداد كبيرة من الحشرات.

المراعي

هي أراضٍ عشبية غنية بالحشائش، تعاني من قلة الأشجار. لكن الأعشاب توفر موطنًا متنوعًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات منها الزرافات، والأسود، والفيلة، والغزلان، والحمر الوحشية.

الصحاري

تعد الصحاري مناطق مميزة تتميز بقلة الأمطار، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة في النهار إلى 45 درجة مئوية. وتُعرف الصحاري بأنها أماكن للعيش لبعض الحيوانات مثل: الإبل، والجرذان، والأفاعي الجرسية.

المناطق القطبية

تتواجد في القطب الشمالي والجنوب، فضلاً عن المناطق الجبلية العالية شديدة البرودة. تُعتبر هذه المناطق الدافئة موطنًا لبعض الحيوانات مثل: الدببة القطبية، والبطاريق، والفقمات، والماعز الجبلي، والأغنام.

Scroll to Top