التفريق بين لا النافية ولا الناهية في اللغة العربية

ما هو الفرق بين لا النافية ولا الناهية؟

توجد العديد من الفروقات الجوهرية بين لا النافية ولا الناهية، والتي تشمل التعريف، نوع الجملة، تصريف الكلمة التي تليها، بالإضافة إلى الإعراب. سيتم توضيح تلك الفروقات في الفقرات التالية.

بالنسبة للتعريف

تعتبر “لا الناهية الجازمة” هي “لا” التي تعبر عن الأمر بترك القيام بفعل معين، كما في مثال: لا تُغلقْ الباب، حيث يشير هذا إلى النهي عن إغلاق الباب.

أما “لا النافية”، فهي “لا” التي تسبق الفعل أو الاسم لتفيد نفي حدوثه، كقولنا: لا يدرس الطالب، حيث تعني أن الطالب لم يدرس، وكذلك في عبارة: لا رجل في الدار، إذ تنفي وجود رجل في الدار. وبالتالي، يكمن الفرق بين لا الناهية ولا النافية في المعنى، حيث تفيد لا الناهية الأمر بالامتناع عن فعل معين، بينما تشير لا النافية لنفي حدوث أو وجود أمر معين.

فيما يخص نوع الجملة

تدخل كل من لا الناهية الجازمة ولا النافية على نوع معين من الجمل، كما يلي:

  • تستخدم “لا الناهية الجازمة” فقط مع الفعل المضارع، مثل: لا تُغضبْ والدك، ولا تُهملْ دروسك، حيث تعبر “لا” عن معنى النهي عن فعل ما.
  • بينما “لا النافية” تفيد في كل من الجمل الاسمية والفعلية، سواء كان الفعل ماضياً أو مضارعاً، كما في: لا أكرم الله من أساء لجاره، ولا أدرس في الضجة، حيث تعبر هذه الجمل عن نفي وقوع أمر ما.

فيما يتعلق بتصريف الكلمة التي تليها

يختلف وضع الكلمة وتصريفها بناء على نوع “لا” التي تسبقها، ويتمثل الفرق بينهما كما يلي:

لا الناهية الجازمة: تدخل فقط على الفعل المضارع، فتؤثر فيه وتجزمه، كما في: لا تُغضبْ الله، ولا تهملوا دروسكم. في هذه الأمثلة، تعني “لا” أنها ناهية جازمة دخلت على الفعل المضارع وأفادت طلب الكف عن فعل ما.

أما “لا النافية”، فهي تدخل على الجملتين الاسمية والفعلية، وعندما تدخل على الجملة الفعلية، لا تؤثر على الفعل الذي يليها، كما في: لا ينجو إلا من عمل صالحاً، ولا يكذب إلا المذنب، حيث تبقى الأفعال “ينجو” و”يكذب” في حالة رفع، ولا يحدث تغيير عليها.

إذا دخلت “لا” على الجملة الاسمية، فإنها إما أن تكون نافية عاملة عمل “ليس”، كما في: لا رجل مسافراً، أو نافية للجنس عاملة عمل “إن”، مثل: لا إكراه في الدين، أو نافية غير عاملة، كما في: لا الحياة باقية، حيث لا تحدث أي تغيير في الضبط.

فيما يتعلق بالإعراب

يفرق إعراب لا النافية عن لا الناهية، وفيما يلي توضيح ذلك:

إعراب لا الناهية: عندما تأتي “لا” ناهية جازمة يتبعها فعل مضارع مجزوم، تُعرب “لا” ناهية جازمة، كما في: لا تغلقوا الأبواب، حيث تُعد “لا” هنا ناهية والفعل “تغلقوا” فعل مضارع مجزوم بـ”لا” وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة.

إعراب لا النافية: لها عدة إعرابات تختلف وفقاً لسياق الجملة وما يتبعها:

  • إذا تلاها فعل، تُعرب بصفتها نافية غير عاملة: كما في: لا يقصر العامل في عمله.
  • إذا تلتها جملة اسمية من مبتدأ وخبر، تُعرب نافية غير عاملة: مثل: لا الجود مُفقر ولا الإقدام قاتل.
  • إذا تلاها اسم منصوب وخبر مرفوع، تُعرب نافية للجنس عاملة عمل إن: كما في: لا رجل في الدار.
  • إذا تلاها اسم مرفوع وخبر منصوب، تُعرب نافية عاملة عمل ليس: كما في: لا منزل معمورًا.

أمثلة عملية على لا النافية ولا الناهية

إليكم بعض الأمثلة التوضيحية من الشعر العربي الفصيح:

فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد

على أحد إلا بلؤم مرقع

لا: نافية للجنس عاملة عمل إن.

من صد عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح

لا: نافية عاملة عمل ليس.

لا بارك الله في الغواني هل

يصبحن إلا لهن مطلب؟

لا: نافية لا عمل لها “جاء بعدها فعل ماض”.

يقولون: لا تبعد وهم يدفنونني

وأين مكان البعد إلا مكانيا؟

لا: ناهية جازمة.

إرشادات للتمييز بين لا النافية ولا الناهية

لتحديد نوع “لا” في الجملة، يجب التركيز على المعنى الذي تشير له “لا”، والكلمة التي تليها.

لا الناهية الجازمة

في قولهم: “لا تحزن فالله ناظر”، يمكن ملاحظة النقاط التالية:

  • تعبر “لا” عن الأمر بالامتناع عن فعل محدد، مما يعني الطلب.
  • أتت “لا” مع الفعل المضارع الذي يحتوى على ضمير المخاطب، حيث “تحزن” فعل مضارع والفاعل هو ضمير المخاطب “أنتَ”.
  • جزمت “لا” الفعل المضارع، حيث الفعل “تحزن” هو فعل مجزوم.

لا النافية

في أمثلة مثل: لا رجل في الدار، لا أراك الله بأساً، لا يلعب الطفل بالكرة، هناك نقاط رئيسية:

  • تنفي “لا” وجود أمر ما بدون إفادة الطلب: في الجملة الأولى نفت وجود الرجل في الدار.
  • تشير “لا” التي تسبق الجملة الاسمية إلى كونها نافية.
  • تُعتبر “لا” التي تسبق الفعل الماضي نافية.
  • تكون “لا” نافية إذا ما تواجدت مع الأفعال المضارعة التي تعود إلى ضمائر الغائب أو المتكلم.

تمارين على لا النافية ولا الناهية

إليكم بعض التمارين التي توضح كيفية معرفة لا النافية والناهية في الجملة:

تحديد نوع لا في الجملة

لتحديد نوع لا في الجملة، إليكم الأمثلة التالية:

  • لا رجل في الدار.
  • لا تقرأ بصوتٍ مرتفع.
  • لا يعمل الفلاح في المساء.
  • لا قهر مستمرًّا.
  • لا تقربوا الموبقات.
الجملةنوع “لا”التسويغ
لا رجل في الدار.نافيةجاء بعدها اسم
لا تقرأ بصوتٍ مرتفع.ناهية جازمةجاء بعدها فعل مضارع مجزوم، وأفادت الطلب، وضمير الفعل المضارع مخاطب “أنتَ”.
لا يعمل الفلاح في المساء.نافيةجاء بعدها فعل مضارع غير مجزوم، ولم تفد الطلب، وضمير الفعل المضارع من ضمائر الغائب “هو”.
لا قهر مستمرًّا.نافيةجاء بعدها اسم
لا تقربوا الموبقات.ناهية جازمةجاء بعدها فعل مضارع مجزوم، وأفادت الطلب، وضمير الفعل المضارع مخاطب “واو الجماعة”.

إضافة لا إلى الكلمة وإجراء التغييرات المناسبة

للإضافة “لا” إلى الجملة، توجد الأمثلة التالية:

  • تقنطون من رحمة الله.
  • بارك الله بك.
  • تجني ثمرة عملك.
  • الطالب مجتهد.
  • يعمل المعلم بإخلاص.
الكلمةالحل
تقنطونلا تقنطوا
باركلا باركَ
تجنيلا تجنِ
الطالبلا طالبًا
يعملُلا يعملُ

استخراج لا النافية ولا الناهية

الجملةلا الناهيةلا النافية
لا قدّر الله فرقتنالأنه تلاها فعل ماض.
لا تستمع إلى رفقاء السوءلأنه جاء بعدها فعل مضارع مجزوم، وأفادت الطلب، وضمير الفعل المضارع مخاطب “أنتَ”.
لا رجل في الدارلأنه جاء بعدها اسم
لا يكذب إلا المذنبلأنه جاء بعدها فعل مضارع غير مجزوم، ولم تفد الطلب، وضمير الفعل المضارع من ضمائر الغائب “هو”.
لا تتحدثوا أثناء الدرسلأنه جاء بعدها فعل مضارع مجزوم، وأفادت الطلب، وضمير الفعل المضارع مخاطب “واو الجماعة”.

الاستنتاج

تنقسم “لا” إلى نوعين: أولاً، تكون ناهية جازمة، وتدخل على الفعل المضارع، فتجزمه وتفيد طلب الكف عن فعل معين. وعندما يقول الشخص: لا تفعل كذا، فإن المقصود هو الأمر بالكف عن الفعل المشار إليه، وهذه تكون قبل المضارع إذا كان يشير لأحد ضمائر المخاطب.

ثانياً، قد تكون “لا” نافية، وتعني نفي حدوث أمر معين، ولها مواضع تميزها عن النوع الأول. فهي تأتي مع الأسماء جملة، فتكون نافية، وأيضاً تسبق الفعل الماضي دائماً، إذ كل “لا” تسبق الفعل الماضي تظل نافية. وأما مع الفعل المضارع، فتأتي عندما يتواجد الفعل مع ضمائر الغائب أو المتكلم.

Scroll to Top