إن فترة النفاس تفرض على المرأة النفساء بعض القيود فيما يتعلق بممارسة الطاعات. فلا يجوز لها القيام بأي من الطاعات حتى تتم الطهارة من النفاس. في هذا المقال، سنتناول عبر موقع مقال maqall.net حكم نوم النفساء مع زوجها، إضافة إلى الأحكام المتعلقة بهذه الفترة.
تعريف النفاس
- النفاس هو مرحلة تالية للولادة مباشرة، حيث تتعرض المرأة للنزف، وهو مشابه لمرحلة الحيض ولكن يختلف عنها في أنه يمتد لعدة أسابيع تستعيد فيها المرأة صحتها.
- خلال فترة الحمل، يتضاعف حجم الرحم حتى يصبح 22 مرة أكبر من حجمه الطبيعي.
- تُعد فترة النفاس ضرورية لعودة الرحم إلى حجمه السابق قبل الحمل والولادة.
- النفاس هو الدم الذي ينزل بعد الولادة. فإذا تمت الولادة دون وجود أي أثر للدم، فلا يُعتبر نفاسًا أو حيضًا أو استحاضة.
- وفي حال عدم وجود أي أثر للدم، يجب على المرأة أن تغتسل وتؤدي الصلاة وتصوم.
- وقد أشار الفقهاء إلى أن أحكام النفساء تشبه تلك الخاصة بالحائض، بما في ذلك تحريم الصلاة والصيام، وكذلك تحريم نومها مع زوجها.
- لأن دم النفساء يبقى محجوزاً خلال فترة الحمل، حيث يُستخدم كغذاء للجنين.
- إذا وضعت المرأة مولودها وكانت طاهرة بعد الولادة وخرج دم النفاس، فلا يجب عليها سوى الاغتسال لأداء الصلاة.
كيفية التعامل مع الزوج أثناء فترة النفاس
- من أبرز عوامل نجاح العلاقات الزوجية هو التواصل الجيد في فترة ما بعد الولادة.
- تتضمن هذه الفترة تحديات عديدة، لذا من المهم تهيئة بيئة آمنة للتواصل بين الزوجين.
- عند وجود هذه البيئة، يصبح التعامل أسهل وأقل توتراً، حيث يحتاج الزوج إلى الرعاية والاهتمام أيضاً.
- قد يشعر الزوج بالغيرة تجاه المولود الجديد رغم عدم إظهار ذلك بشكل واضح.
- من الضروري أيضاً أن تعبر المرأة عن شكرها وامتنانها لزوجها على مساعدته في رعاية الطفل.
- رغم أن هذا هو واجبه، إلا أن الرجال يعتزون بسماع كلمات الشكر والتقدير.
الطاعات الممنوعة للنفساء
- أحد الممنوعات خلال فترة النفاس هو الصيام، فإذا زال هذا المانع، فيجب على المرأة الصلاة والصيام بعد التطهر، وكذلك قضاء ما أفطرته في رمضان.
- اتفق علماء الأمة من الصحابة والتابعين أن المرأة النفساء تُعفى من الصلاة لمدة أربعين يوماً، إلا إذا رأت الطهر قبل ذلك، فيجب عليها الاغتسال والصلاة.
مدة النفاس
- مدة النفاس هي الفترة التي يقوم فيها الرحم بإخراج الدم الفاسد، وتستمر عادةً حوالي أربعين يوماً، حيث تشبه حالة المرأة فيها حالة الحائض.
- أقل مدة للنفاس هي لحظة، وفقًا للقول الشافعي، في حين يرى بعض العلماء أنه لا يوجد حد أدنى محدد.
- وذلك لأن الشرع لم يحدد هذه المدة، بل يعتمد على الوجود الفعلي سواء كان قليلاً أم كثيراً.
- الأغلب عند الشافعية هو أربعون يوماً.
- بينما لدى المالكية والشافعية، قد تصل المدة إلى 60 يوماً بناءً على الاستقراء، ولكن عند الحنفية والحنابلة، تبقى أربعين يوماً، وما زاد عن ذلك يُعتبر استحاضة.
- كما يُحظر على المرأة النفساء أن تنام مع زوجها كما يُحرم ذلك على الحائض. لذا، لا يجوز للمرأة أن تُجامع زوجها من القُبل بأي حال من الأحوال.
- إذا كانت المرأة في حالة حيض أو نفاس، يحرم على الرجل أن يُجامعها، كما يُمنع على المرأة الانقياد له في ذلك.
- إذا حدث ذلك وأجامع الزوج زوجته في فترة الحيض أو النفاس، فيجب عليهما التوبة والندم والاستغفار والله سبحانه وتعالى.
- الدم الذي ينزل بعد انقضاء الأربعين يُعتبر دم فاسد مثل دم الاستحاضة، ويجب على المرأة الصلاة والصيام والتطهر من الدم.
- تستطيع أيضًا الوضوء لكل صلاة، والتوضئ عند دخول الوقت، وأداء الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والطواف إذا كانت في الحج أو العمرة، لها نفس حكم الطاهرات.
- كما تكون حلالاً لزوجها حتى ينقطع الدم عنها، وعند حلول وقت العادة الشهرية، لا تُصلي ولا تصوم ولا تتاح لها مجامعة زوجها حتى تنتهي من عادتهم الشهرية.
الأمور المحظورة خلال النفاس
- من المحظورات مس المصحف خلال مدة النفاس.
- كما يحظر نوم النفساء مع زوجها، وطواف بيت الله الحرام. باستثناء ذلك، يمكن للمرأة ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
- يمكن للمرأة زيارة المقابر وقراءة القرآن، وكذلك ترديد الأذكار والدعاء للأموات.
حكم الطلاق أثناء النفاس
- ليس هناك علاقة بين وقوع الطلاق والحائض أو الطهر أو النفاس كما قد يعتقد البعض. إذا قام الزوج بتطليق زوجته أثناء حيضها، يقع الطلاق رغم أنه آثم ويُعتبر طلاق بدعي.
الحج خلال فترة النفاس
تجري خلافات بين الفقهاء حول اعتبار النقاء من الحيض طهراً أم حيضاً. لكن في إطار التيسير على الناس، يُعتبر النقاء خلال الحج طهراً طالما لم يخرج دم من المرأة.
- تستمر مدة النفاس عادةً أربعين يوماً، وإذا رأت النفساء الطهر قبله، يجوز لها النوم مع زوجها.
- قد جاء في الروض المربع أنه يُكره وطء المرأة قبل الأربعين بعد انقطاع الدم والاغتسال، تجنباً لاحتمالية عودة الدم خلال الوطء.
- وقال جمهور العلماء بعدم الكراهة في وطئها، لأنها تُعتبر كطاهرة في كل الأحكام، بما في ذلك الصلاة والصيام والطواف.
- لذا، لا يعترض على السائل في جماع زوجته إذا طهرت من النفاس قبل مرور الأربعين يوماً.
ما يحل للرجل من زوجته أثناء النفاس؟
- ذهب معظم الفقهاء إلى حرمة الاستمتاع بما بين السرة والركبة، مستندين إلى قوله تعالى: “فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن”.
- لأن ما بين السرة والركبة يُعتبر حريماً للفرج، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “من اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه”.
- من وقع في الشبهات وقع في الحرام كمن يرعى حول الحمى.
- رأى بعض العلماء حرمة وطء الزوج لزوجته أثناء فترة الحيض والنفاس.
- بخلاف ذلك، يحق له الاستمتاع بما بين السرة والركبة.
- من الخطأ الاعتقاد بأن الولادة القيصرية لا تؤثر على فترة النفاس.
- الاستمتاع يكون في جميع الأمور ما عدا الجماع، لأنه يشترك في حالة النزيف.
- المرأة التي أنجبت بواسطة عملية قيصرية شأنها شأن المرأة التي أنجبت ولادة طبيعية، وتُعتبر مثل المرأة الحائض في تحريم مجامعة الزوج لها.
- كما يُحرم على الزوج مداعبتها من الدبر بحجة أنها نفساء.
أحكام النفاس بعد الولادة القيصرية
-
فترة النفاس:
- تُعتبر فترة النفاس بعد الولادة القيصرية مشابهة لتلك التي تحدث بعد الولادة الطبيعية. تستمر عادة من 40 إلى 60 يوماً، ولكن يمكن أن تختلف وفقًا للحالة الصحية الفردية.
-
التطهر من النفاس:
- بعد الولادة القيصرية، تستمر المرأة في نزيف يُعتبر نفاسًا. تُطبق عليها نفس أحكام النفاس فيما يخص الطهارة والعبادات. يجب أن تنتظر حتى تنتهي فترة النفاس وتظهر علامات الطهارة قبل أن تعود للعبادات مثل الصلاة والصيام.
-
الاستحمام والوضوء:
- يمكن للمرأة بعد الولادة القيصرية الاستحمام والتطهر بانتظام، ولكن يجب أن تستشير طبيبها للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تؤثر على الشفاء.
-
الاستشارة الطبية:
- يُنصح بالاستمرار في متابعة الحالة الصحية مع الطبيب للتأكد من عدم وجود مضاعفات بعد الولادة القيصرية التي قد تؤثر على فترة النفاس.
علامات الطهارة من النفاس
-
توقف النزيف:
- أحد العلامات الأولى للطهارة من النفاس هي توقف النزيف الذي يُعتبر نفاسًا. يجب أن يتوقف النزيف تمامًا لكي تُعتبر المرأة طاهرة.
-
ظهور علامات الطهارة:
- بعد توقف النزيف، قد تظهر علامات الطهارة مثل الجفاف وعدم وجود إفرازات دموية أو غير طبيعية. يُفضل التأكد من الطهارة باستخدام وسائل مثل الفوط الصحية.
-
الاستشارة الطبية:
- في بعض الحالات، قد تحتاج المرأة إلى استشارة طبيب للتأكد من انتهاء فترة النفاس وعدم وجود أي مضاعفات تؤثر على الطهارة.
-
العودة للعبادات:
- بعد التأكد من الطهارة، يمكن للمرأة العودة إلى أداء العبادات مثل الصلاة والصيام.
-
مراقبة الحالة الصحية:
- يجب متابعة الحالة الصحية بشكل منتظم لضمان عدم وجود مشاكل تؤثر على الطهارة والنزيف.