تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق” بشكل مفصل

تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق” هو موضوع مقالتنا اليوم من موقع مقال دوت كوم maqall.net. تعتبر سورة الفلق من السور التي يستخدمها المسلمون لتحصين أنفسهم، مما يستدعي الاطلاع على تفسيرها. سنستعرض في هذا المقال معاني وتفاسير سورة “قل أعوذ برب الفلق”.

ألقاب سورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • تُعرف سورة الفلق أيضاً بسورة الفلق في المصاحف وكذلك في معظم كتب التفسير.
  • ويُطلق عليها أيضاً اسم “سورة قل أعوذ برب الفلق”، حيث ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق” (صحيح الجامع 5217).
    • وقد نُسب هذا الاسم إلى قول رسول الله.
  • كما تُسمى مع سورة الناس بـ”المعوذتين”، حيث قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: “أنزلت علي آيات لم يُر مثلها قط، المعوذتين” (صحيح مسلم 814).
    • ويعني بذلك “قل أعوذ برب الفلق” و”قل أعوذ برب الناس”.
  • ومن أسمائها أيضاً مع سورة الناس “المشقشقتين”.
    • وهذا يدل على أن من يقرأهما بانتظام مع فهم معانيها يكون قد بُرئ من النفاق.
  • لا شك أن معرفة الأسماء تعزز من تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق” وتضيء جوانب من فضائلها.

يمكنكم التعرف على المزيد من المعلومات:

سبب نزول سورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • وفقاً للإمام السيوطي في “لباب النزول”، فإن سبب نزول المعوذتين هو رقية النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سحره لبيد بن الأعصم اليهودي.
    • وقد ورد ذلك عن أنس بن مالك رضي الله عنه بقوله: “صنعت اليهود شيئاً للنبي صلى الله عليه وسلم فأصابه وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه متألم، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحاً” (صحيح الألباني).
    • هذا المفهوم أيده العديد من العلماء مثل الواحدي والقرطبي والبغوي وابن الجوزي رحمهم الله.

تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق”

أولاً

  • تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق” غاية في الأهمية، حيث لا ينبغي على المسلمين أن يجهلوا تفسير هذه السورة القصيرة ذات المغزى الكبير.
  • قال الله تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ”، أي يأمر الله عز وجل نبيه أن يلجأ إليه طلباً للنجاة من الأذى.
  • اختلف العلماء في معنى “الفلق”، فقال بعضهم إن هناك سجناً في جهنم يُسمى بهذا الاسم، بينما اعتبره آخرون وادياً في جهنم، وهذا ما ورد عن ابن عباس والسدي.
  • كما يرى البعض أن لجهنم عدة أسماء، ومن بينها الفلق، وفقاً لأبي عبد الرحمن الحبلي.
  • وذهب آخرون إلى أن الفلق هو الصبح، وقد ذكرت هذه الفكرة من قبل ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وغيرهم.
  • ثم قال الله تعالى: “مِن شَرِّ مَا خَلَقَ”، مما يدل على استعاذة النبي بالله من كل ضرٍ من المخلوقات.
  • وفي الآية التالية قال: “وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ”، ويشير مفهوم الغاسق إلى ما هو مظلم، مع اختلاف في ماهية هذا المظلم بين العلماء.
  • يرى بعضهم أنه الليل عندما يعتم، وهو القول المشهور أيضاً عند ابن عباس والحسن وغيرهم.

ثانياً

  • بينما اعتبر آخرون أن الغاسق يُشير إلى كوكب يُسمى الثريا، بينما قال البعض إنه يتعلق بالقمر.
  • معنى “وَقَبَ” هو هجم أو حل بشكل سريع.
  • قال الله تعالى: “وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ”، أي يستعيذ النبي بالله من الشرور المرتبطة بالساحرات اللواتي لا يتركن النفث في عقد الخيط.
  • وكان السلف والعلماء يحذرون من الانشغال بالسحر ويعتبرونه شيئاً خطراً.
  • كما يقال “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”، مما يعني استعاذة أخرى من حسد الحاسدين.
  • لقد اختلف العلماء هل المقصود بهذا الحسد بشكل عام أم من شخص معين، وخاصة من اليهود الذين كانوا يكنون العداوة للنبي.

فضائل سورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • تُعَدّ سورة الفلق من أفضل الرُّقى التي شرعها الله لعلاج النبي وأمته، حيث تحمل في طياتها شفاءً بإذن الله.
  • كما أنها تُعتبر تبرئة من النفاق، وسُميت مع سورة الناس بـ”المشقشقتين”.
  • تعمل هذه السورة كتحصين للمؤمن، حيث تقيه من الأمراض الجسدية أو الروحية إذا واظب على قراءتها في الأوقات المناسبة.

تأكد من قراءة مقالنا حول:

فوائد من تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • توجد فوائد عديدة من تفسير سورة “قل أعوذ برب الفلق”، منها ضرورة الالتجاء إلى الله وحده والابتعاد عن أي مخاوف أو توترات.
  • أيضاً، تعكس السورة أهمية اتباع الأسباب الدينية بجانب الأسباب الدنيوية، حيث إن الشفاء بيد الله وحده.
  • ومن المهم أن نعلم أن السحر محرم وقد اعتبره الله من الشرور التي يجب التعوذ منها، لذلك يجب تجنب التعامل مع السحرة.
  • تُبرز السورة أيضاً أهمية تحصين النفس من الحسد، والاستعانة بالله للتعافي منه إذا كان الفرد محسوداً.

مواضع قراءة سورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتلو المعوذات في عدة مواضع، منها عند المرض.
  • عائشة رضي الله عنها ذكرت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه بالمُعَوِّذَاتِ أثناء المرض الذي توفي فيه، وعندما ثقلت عليه، كنت أنفث عليه بها وأمسح بيدي عليه” (صحيح البخاري).
  • كما كان يقرأها قبل النوم، حيث كان يجمع كفيه وينفث فيهما ثم يقرأ “قل هو الله أحد” و”قل أعوذ برب الفلق” و”قل أعوذ برب الناس”، ويمسح بيديه ما استطاع من جسده ثلاث مرات.
  • كذلك يذكر أنه كان يقرأها في أذكار الصباح والمساء، حيث قال لابن خبيب: “قل هو الله أحد، والمعوذتين ثلاث مرات عند المساء والصباح، تكفيك من كل شيء” (رواه الترمذي).
  • ويُستحب قراءتها بعد كل صلاة، حيث أوصى بها النبي عقبة ابن عامر بأن يقرأ المعوذات بعد كل صلاة (ميزان الاعتدال 4/433).

كيفية الرقية بسورة “قل أعوذ برب الفلق”

  • لقد سُئل الإمام الزهري عن كيفية الرقية فقال: “كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه” (صحيح البخاري).
    • هذا يتم عند المرض، أما قبل النوم فإنه يمسح برأسه وما استطاع من جسده ثلاث مرات.
  • أما في أذكار الصباح والمساء، فيجب قراءتها بتدبر وحضور القلب، دون نفث، وعند الصلوات الخمس تُقرأ كذلك.
    • ومن المستحب تكرارها ثلاث مرات في صلاتَي الفجر والمغرب, ومرة واحدة في باقي الصلوات، كما ورد عن النبي.

لا تفوتوا الاطلاع على مقالنا حول:

Scroll to Top