التباين بين علم الكيمياء والخيمياء

الفروق بين الكيمياء والخيمياء

تعود جذور الخيمياء (بالإنجليزية: alchemy) إلى الحضارة الفرعونية، وهي كلمة مشتقة من “خيم” التي تعني الأراضي الخصبة المنجرفة بنهر النيل. تشير الخيمياء إلى الممارسات والتجارب المشابهة للتجارب الكيميائية، ولكنها تفتقر إلى الأسس العلمية المنهجية، بالإضافة إلى اختلاطها بالأساطير والمعتقدات الروحية.

أما الكيمياء، فهي علم يدرس المادة وتفاعلاتها مع غيرها من المواد، ويدرس الأسباب التي تؤدي إلى التغيرات التي تحدث أثناء تعرض المواد لعمليات كيميائية مثل التبريد والتجمد والتفاعل بين المواد. يتشعب علم الكيمياء إلى عدة فروع تشمل:

  • كيمياء تحليلية.
  • كيمياء عضوية.
  • كيمياء غير عضوية.
  • كيمياء فيزيائية.
  • كيمياء حيوية.

أصول الخيمياء

انطلقت الخيمياء من الحضارة الفرعونية الساعية للخلود الأبدي، مما دفعها إلى تطوير تقنيات وممارسات متعددة مثل التحنيط وصناعة غرف لحماية القبور والمقتنيات الثمينة التي تُدفن مع الفراعنة. على الرغم من أن محاولات الخلود لم تنجح، إلا أن الفراعنة تركوا لنا إرثًا في الحفاظ على أجسادهم دون تحلل.

مع قدوم الإسكندر المقدوني وغزوه لمصر، انتقلت هذه المعارف الفرعونية إلى الحضارة اليونانية، حيث تم دمجها مع أفكار الفلاسفة اليونانيين، مما نتج عنه طموحات جديدة مثل السعي للحصول على إكسير الحياة وحجر الفلاسفة وتحويل المعادن البسيطة إلى ذهب.

تباينت الآراء حول أصل كلمة الكيمياء؛ فبينما يعتبر البعض أنها من أصل يوناني بمعنى “سبك وصهر”، يعتقد آخرون أنها مشتقة من اللغة المصرية القديمة بمعنى “الأرض السوداء”، بينما يعود الأصل العربي لكلمة “كمي” والتي تعني “ستر” أو “خفي”، وهذا يرمز إلى الغموض.

المساهمة العربية في علم الخيمياء

تميز العرب في إثراء التجارب الكيميائية بالمنهجية العلمية، خاصة في فترة اعتقادهم بنهاية العالم وحتمية العودة إلى الحياة الآخرة، مما جعل العلم والمنطق عنصرين حاسمين في ممارسات هذا العلم. هذا التطور أدى إلى تأسيس الكيمياء كما نعرفها اليوم، حيث تم التركيز على الناحية العلمية وإزالة الجوانب الروحية من الممارسات القديمة.

استطاع علماء العرب، من خلال البحوث والتجارب المنهجية، اكتشاف آلية التقطير التي ساهمت في استخلاص الزيوت الطبية والعطرية وإدخالها في مجالات الطب وصناعة العطور، كما حققوا إنجازات متعددة كان على رأسها جابر بن حيان، الذي أُطلق عليه لقب “أبو الكيمياء”. لقد أسس جابر طريقة مستقلة في الخيمياء حملت اسمه.

لقد وصلت هذه العلوم المنقحة إلى الغرب، حيث أكملوا ما بدأ به العرب وقاموا بتطوير هذا العلم حتى تلاشت الخيمياء وأصبح لدينا علم الكيمياء التطبيقي الحديث، مع ظهور فروع وتطبيقات متعددة، بما في ذلك تحويل الرصاص (مخزنيًا) إلى ذهب.

تتركز إنجازات العرب في علم الكيمياء حول عدد من المحطات البارزة، ومنها:

  • تحضير العديد من المواد الكيميائية مثل حامض النيتريك والنشادر وماء الذهب على يد جابر بن حيان.
  • يعتبر جابر بن حيان أول كيميائي يكتشف الصودا الكاوية.
  • إنشاء أكبر المختبرات الكيميائية في كوفة بالعراق وتطوير طرق لتحضير الأحماض مثل عملية التبخير.
  • ساهم العرب في اختراعات كيميائية مهمة مثل صناعة الورق من القطن وصناعة ملح البارود.

التباين بين الخيمياء والكيمياء

يبدو الفرق واضحًا بين الخيمياء وعلم الكيمياء عند النظر إلى نشأة كل منهما؛ حيث أن الخيمياء سبقت علم الكيمياء بأزمنة طويلة، مما يجعل الكيمياء من العلوم الحديثة.

ترتكز الكيمياء على التجارب المدعومة بأسس ونظريات علمية، وتحتوي على العديد من التطبيقات والتجارب العلمية المثبتة، في حين أن الخيمياء تعتمد على الخرافات والسحر، لذلك لا يمكن اعتبارها علمًا قائمًا بمفرده.

Scroll to Top