تحليل مفهوم سجود السهو وأحكامه في الصلاة

ما هو سجود السهو؟

سجود السهو هو عبارة عن سجدتين يقوم بهما المصلِّي في نهاية الصلاة، بهدف تعويض الخلل أو النقص الذي وقع أثناء الصلاة عن غير عمد.

حُكم سجود السهو

تتفق الآراء على مشروعية سجود السهو وجوازه، وذلك استنادًا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى، ثلاثًا أم أربعًا، فليطرح الشك وليبني على ما استيقن، ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم”. وقد سجد النبي عندما سها وهو يصلي بالناس، وأوضح أنه بشر ينسى كما تنسون، لذا إذا نسى أحدكم فليؤدِ سجود السهو.

توافق العلماء على صحة الصلاة حتى إذا لم يقوم المصلي بسجود السهو، وذلك بشرط عدم تعمّد الخطأ أو ترك ركنٍ أو فرض. وهو أمرٌ يشترط، ولكن كان النقاش حول ما إذا كان يُعَدّ تارك السجود آثمًا أم لا. حيث ذهب أغلب الفقهاء إلى أنه سُنّة، وليس آثمًا تاركه، في حين اعتبرت الحنفية أنه واجب وبذلك يُعتبر تاركُه آثمًا، مع الحفاظ على صحة الصلاة لدى الجميع.

حكمة تشريع سجود السهو

تم تشريع سجود السهو لتيسير الأمور على المسلمين وتفادي إعادة الصلاة في حال حدوث أي خلل، وذلك من خلال أدائه هاتين السجدتين اليسيرتين. كما يعد سجود السهو طاعة لله ومواجهة للشيطان الذي يسعى لإفساد العبادة، بالإضافة إلى تصحيح أي نقص قد حصل في الصلاة، مما يمكن المسلم من إنهاء صلاته بشكل صحيح.

خطوات أداء سجود السهو

سجدتا السهو تؤديان مثل سجدات الصلوات الخمس، حيث يتعين على المصلّي قول ما يقوله في سجوده المعتاد مثل: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات أو أي أدعية مأثورة عن السجود.

مواقع سجود السهو

تعددت آراء الفقهاء حول مواقع سجود السهو، وتباينت وجهات نظرهم في الأولوية، إلا أنهم اتفقوا على صحة السجود بشكل عام. نستعرض آراءهم كالآتي:

  • الحنفية:

يؤدي سجود السهو بعد السلام دائمًا.

  • المالكية:

استنادًا للمالكية، يتم الأداء قبل السلام في حالة النقص أو الشك، وبعد السلام في حالة الزيادة.

  • الشافعية:

يؤدي سجود السهو قبل السلام في كافة الحالات.

  • الحنابلة:

يترك الخيار للمصلي نفسه.

أسباب سجود السهو

تتعدد أسباب سجود السهو إلى ثلاثة أسباب رئيسية، وهي:

الزيادة في الصلاة

إذا قام المصلي بإضافة فعل في صلاته عمدًا، فتكون صلاته باطلة. أما إذا حصلت الزيادة بسهو ولم يتذكرها إلا بعد الانتقال إلى فعل آخر، فعليه أن يسجد سجدتي السهو، وتظل صلاته صحيحة. وإذا تذكر الزيادة أثناء الصلاة، يتوجب عليه الرجوع إلى الصواب، ثم يسجد للسهو في نهاية صلاته. على سبيل المثال، لو صلّى الظهر خمس ركعات ولم يستذكر ذلك إلا في التشهد الأخير، عليه إتمام التشهد قبل السجود، وبعده يُسلِّم.

النقص في الصلاة

يحتوي ذلك على:

  • نقص في الأركان:

إذا ترك المصلّي ركنًا عمدًا فتكون صلاته باطلة، ولكن إذا كان ساهيًا، عليه إعادة الركعة المفقودة بعد السجدتين. مثال على ذلك إذا نسي السجود الثاني في الركعة الأولى، يستوجب عليه إلغاء تلك الركعة واستئناف الأخرى، ثم السجد للسهو. بينما إذا تذكر الركن في ذات الركعة يمكنه أداؤه واستكمال صلاته بشكل طبيعي.

  • نقص في الواجبات:

إذا لم يُؤَدِّ المصلّي واجبًا، مثل نسيان التشهد الأول، عليه فعله قبل الانتقال لفعلٍ آخر، أما إذا انتقل لغيره، يتم الاقتصار على سجود السهو في النهاية.

إذا أنهى المصلّي الصلاة قبل الوقت عمدًا تُعتبر باطلة، بينما عند السهو إن تذكر بعد فترة طويلة تُعاد الصلاة. وإذا تذكر بعد السلام مباشرة، يكمل ما لم يؤدِه ثم يسجد للسهو.

  • الشك:

في حال الشك بين ثلاثة أو أربعة ركعات، إن تبيّن له شيء يتوجب أن يبني عليه، ثم يسجد للسهو في نهاية الصلاة. إذا لم يتبيّن شيء، عليه البناء على الأقل وإكمال الصلاة قبل السجود.

Scroll to Top