كيف أهلك الله قوم ثمود؟

لماذا أهلك الله قوم ثمود؟

أسباب إهلاك قوم ثمود

كلّف الله تعالى نبيّه صالحًا -عليه السلام- بمهمة توجيه قوم ثمود إلى الإيمان بالله وحده وعبادته دون غيره، حيث قال في كتابه: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ). لكنّ هذه القبيلة كذّبت دعوته وأظهرت طلبًا لدليل على نبوته، حيث طلبوا منه أن يُخرج لهم ناقةً من الصّخر كبرهان على صدق رسالته. استجاب الله لطلبهم، حيث أخرج ناقةً رائعةً من الصخر، وطلب من قومه أن يقسّموا المياه بينها وبين الناقة، بحيث يكون لها يوم كامل للشرب ويوم لهم. قال -سبحانه وتعالى- على لسان صالح: (قَالَ هَـذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ* وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ). ورغم ذلك، لم يعجب قوم ثمود فكرة تقاسم المياه، فقامت مجموعة منهم بقتل الناقة وتجاهلوا تحذيرات نبيهم صالح -عليه السلام-.

كيفية إهلاك قوم ثمود

بعد أن أطاح قوم ثمود بالناقة، أنذرهم صالح بأن عذاب الله قادم إليهم. لكنهم أبدوا تحديًا كبيرًا له، حيث قال الله تعالى على لسانهم: (فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ). استجاب الله لطلبهم بإرسال صيحة قوية حطمت قلوبهم ودمرت أرضهم، تاركةً إياهم جثامين هامدة في بيوتهم، جاثمين على ركبهم. عاقبهم الله بهذا العذاب نظير تكذيبهم به، بينما أنقذ نبيه صالحًا -عليه السلام- ومن آمن معه برحمة من الله. قال تعالى: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ* وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ* كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).

تعريف بقوم ثمود

يعتبر قوم ثمود من القبائل العربية التي انقرضت، وهم ينتمون في نسبهم إلى ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نبي الله نوح -عليه السلام-. وجاءوا بعد قوم عاد حيث ذُكروا في القرآن الكريم في سبع وعشرين موضعًا، ومن بين تلك المواضع ورد ذكرهم كـ “أصحاب الحجر” في قوله تعالى: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ) نظرًا لأنهم كانوا يقيمون في منطقة تُعرف بالحجر، والتي يعتقد الكثير من المؤرخين أنها تقع بين الحجاز والشام. كان لقوم ثمود حضارة غنية؛ إذ اشتُهروا بالزراعة وبنائهم القوي، حيث كانوا ينحتون من الصخور ليصنعوا منازلهم. قال الله -عز وجل- متحدثًا عن حالتهم ورفاهيتهم: (وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ).

Scroll to Top