دراسة حول حركة القمر في المدار الخاص به

نظرة شاملة على حركة القمر

يعتبر القمر أقرب الأجرام السماوية إلى كوكب الأرض، حيث يقوم بإجراء دورة كاملة حول محوره في نفس الوقت الذي يستغرقه لإتمام دورة حول الأرض بالنسبة للنجوم. هذا النظام يخلق ما يعرف بتزامن الدوران (Synchronous Rotation) بين الكوكبين، مما يعني أن نفس الوجه من القمر يبقى دوماً مواجهًا للأرض. يعود سبب هذا التزامن إلى قوى المد والجزر الناتجة عن تأثير جاذبية الأرض، التي تثبت اتجاه القمر بالنسبة للأرض. يُذكر أن سرعة دوران القمر حول الأرض تبلغ حوالي 3,683 كم/ساعة.

للاطلاع على مزيد من المعلومات حول حركة القمر، يمكنك قراءة مقالَي: دوران القمر حول نفسه ودوران القمر حول الأرض.

التفاعل بين حركة القمر وأطواره

خلال دوران القمر حول الأرض، تتعرض أجزاء مختلفة منه لأشعة الشمس، بينما تبقى أجزاء أخرى مظلمة، مما يؤدي إلى اختلاف مظهر القمر بالنسبة للمشاهدين على الأرض. يتسبب هذا في ظهور الأطوار القمرية. تجدر الإشارة إلى أن شكل القمر يتوقف على المواقع النسبية للقمر والأرض والشمس، حيث يمر القمر بعدة أطوار بدءًا من المحاق، يليها الهلال المتزايد، ثم التربيع الأول، فالأحدب المتزايد، ليصل إلى البدر الذي يظهر كدائرة كاملة منيرة في السماء. بعد ذلك، يبدأ الجزء المضيء من القمر بالتناقص ليصل إلى الأحدب المتناقص، ثم التربيع الأخير، فالهلال المتناقص، حتى يعود مرة أخرى إلى طور المحاق حيث يظهر وجه القمر المواجه للأرض مظلمًا.

ترتبط الأطوار القمرية بظاهرتي الخسوف والكسوف. يحدث الخسوف عندما يكون القمر بدراً، ويقع في ظل الأرض بين الشمس والقمر، بينما ينشأ الكسوف حين يكون القمر في طور المحاق، أي أنه يقع بين الشمس والأرض. ومن المهم ملاحظة أن خسوف القمر لا يحدث في كل مرة يكون فيها القمر في طور البدر؛ لأن مدار القمر حول الأرض يميل بمقدار 5 درجات عن مدار الأرض حول الشمس. هذا الميل يجعل القمر في معظم الأحيان يقع فوق أو تحت مستوى مدار الأرض، مما يخرجه من منطقة ظل الأرض، وبالتالي يمنع حدوث الخسوف. ولكن مدار القمر يتقاطع مع مستوى مدار الأرض مرتين إلى أربع مرات سنويًا، مما يسمح بحدوث الخسوف في تلك الأوقات.

للمزيد من المعلومات حول أطوار القمر، يمكنك الاطلاع على مقالَي: ما هي أطوار القمر ومراحل القمر بالترتيب.

مدة حركة القمر

يدور القمر حول محوره في مدة تقدر بحوالي 27 يومًا، كما يدور حول الأرض بالنسبة للنجوم في مدة تبلغ 27.322 يومًا، تعرف هذه الفترة بالشهر الفلكي (Sidereal month). بينما يدور القمر حول الأرض بالنسبة للشمس كل 29.5 يوم، وخلال هذه المدة، يمر بثمانية أطوار قمرية، وتسمى هذه المدة بالشهر القمري (Synodic month).

لديك المزيد من المعلومات حول حركة القمر بالنسبة للشمس، يمكنك مراجعة مقال “كم يستغرق القمر للدوران حول الشمس”.

أثر حركة القمر

يمتلك القمر تأثيرًا كبيرًا على الحياة على الأرض. فبدون وجوده، قد ينتج تغييرات مناخية شديدة تؤدي إلى تفاوت كبير في درجات الحرارة وضوء النهار على مدار العام. إلى جانب ذلك، تؤثر الأطوار القمرية المختلفة على المرجان وأنواع معينة من سرطان البحر والديدان والأسماك، حيث تستخدم هذه الكائنات ضوء القمر كإشارة لبدء التكاثر. وعلاوة على ذلك، يلعب القمر دورًا أساسيًا في تشكيل حركة المد والجزر بسبب جاذبيته، حيث يقوم بجذب مياه المحيطات نحو نفسه، مما يتسبب بارتفاع مستوى المياه وتشكيل المد العالي على الجانب الأقرب من الأرض إلى القمر. تعتبر المعرفة بحركة المد والجزر ذات أهمية للصيادين وعمليات الملاحة البحرية وحركة السفن.

للتعرف على تأثير القمر بشكل أعمق، يمكنك قراءة مقال “تأثير القمر على الإنسان”.

كما يمكنك الاطلاع على مزيد من المعلومات عن القمر عبر قراءة مقال “معلومات عن القمر”.

Scroll to Top