فهم الحب والعشق
يمكن تعريف الحب من قبل الباحثين على أنه حالة عاطفية قوية ومستمرة، أو بطريقة أخرى، يُعتبر الحب بمثابة كيمياء عاطفية يصعب على الشخص السيطرة عليها. يتميز الحب عن الرغبة، حيث أن الأخيرة هي شعور مؤقت يتعزز بزيادة إفراز هرموني التستوستيرون والإستروجين، وتستمر لفترة قصيرة. أما عند وقوع الشخص في الحب، فإن الدماغ يفرز مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية.
علامات الحب
قام العلماء بدراسة التصرفات والسلوكيات المرتبطة بشعور الحب، وأسفر ذلك عن عدد من العلامات الواضحة التي تشير إلى وقوع الشخص في الحب، ومنها:
- التركيز على الجانب الإيجابي: يميل الشخص إلى إبراز الصفات الجيدة لشريكه ويتغاضى عن عيوبه، بل ويركز على اللحظات الصغيرة والتفاصيل التي تذكره به، ويُعزى هذا الاهتمام المفرط إلى ارتفاع مستويات هرمون الدوبامين المركزي ومادة النورإيبينفرين.
- تباين المشاعر: يُظهر الأشخاص الذين وقعوا في الحب حالة من عدم الاستقرار العاطفي والنفسي، حيث تتداخل مشاعر الفرح والنشوة مع القلق والأرق وفقدان الشهية، فضلاً عن انعدام انتظام نبض القلب والتنفس. هذه التقلبات تثير مشاعر القلق والذعر عند مواجهة أي تحديات صغيرة في العلاقة، مما يشبه سلوك المدمنين.
- القلق الفكري: يقضي الأفراد نحو 85% من وقتهم في التفكير بشركائهم، ويعتقد الباحثون أن هذا السلوك القهري يرجع إلى انخفاض مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ.
أنواع الحب
قام الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو بتصنيف الحب إلى سبعة أنواع، كما وردت في كتاب “ألوان الحب” للمؤلف J.A. Lee، وهذه الأنواع هي:
- إيروس: يُشير إلى الحب الجسدي أو العاطفي.
- فيليا: يمثل الحب بين الأصدقاء، ويعتمد على الثقة والاعتمادية والعقلانية.
- ستورج: يعبر عن حب العائلة، أو الحب بين الآباء والأبناء.
- أغابي: يُشير إلى الحب العام، بما في ذلك حب الغرباء والطبيعة والإله.
- لودس: يُعرف بأنه الحب غير الملتزم الذي يتضمن المرح والمغازلة والتمتع باللحظة بدون قيود.
- براغما: يُعتبر الحب العملي والرابط الذي يعتمد على الحكمة والمصالح المشتركة على المدى الطويل، ويعكس توافق الشخصيات أكثر من الانجذاب الجسدي، وغالبًا ما يتجسد في الزواج المدبر.
- فيلوتيا: يُعرف بحب الشخص لنفسه، وقد يكون صحيًا أو غير صحي، حيث يصبح غير صحي عندما يؤدي إلى الغطرسة أو الكبرياء.