تمييز عدة الأرملة عن عدة المطلقة
تُعرّف العِدّة في اللغة على أنها الإحصاء، حيث تشمل عدد مرات الحيض والطهارة. أما في الاصطلاح، فهي فترة محددة شرعًا تلتزم بها المرأة بعد الطلاق أو وفاة زوجها، وذلك للحفاظ على عفة الرحم طاعةً لله. سنتناول فيما يلي الفرق بين عدة الأرملة والمطلقة بشكل مفصل:
الاختلاف من حيث مدة العدة
تتفق عدة المطلقة مع عدة الأرملة في بعض الجوانب، بينما تختلف في جوانب أخرى، وإليكم التفاصيل:
- عدة المطلقة الحامل تستمر حتى تضع حملها، وهذا يشمل أيضاً الحامل التي توفي عنها زوجها، كما ورد في قوله -تعالى-: (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن).
- تكون عدة المطلقة غير الحامل والمقبل بها ثلاث حيضات، استنادًا إلى قوله -تعالى-: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء).
- لا توجد عدة على المطلقة التي لم يدخل بها الزوج ولم تُقارب، كما ورد في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا).
- عدة المتوفى عنها زوجها تقدر بأربعة أشهر عشرة أيام، وهذا ينطبق أيضًا على غير المدخول بها أو غير المقاربة، كما جاء في قوله -تعالى-: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً، يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً).
الاختلاف في العدة من حيث لزوم الإحداد
يعد الإحداد مفروضًا على كل زوجة كان زواجها صحيحًا، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، عاقلة أو مجنونة، مسلمة أو كتابية. من المهم ملاحظة أن الحداد ليس واجبًا على المطلقة طلاقًا رجعيًا لأنها تعتبر في حكم الزوجة. مدة الإحداد للمطلقة هي ثلاثة أشهر وعشرة أيام، بينما لا يوجد حداد على غير الزوجة مثل أم الولد في حال وفاة سيدها أو الجارية التي وطأها سيدها.
الاختلاف من حيث النفقة أثناء العدة
تجب النفقة على المعتدة في حالات معينة، وفيما يلي تفاصيل ذلك:
- تكون النفقة واجبة للمطلقة طلاقًا رجعيًا، وكذلك سكنى.
- بالنسبة للمطلقة طلاقًا بائنًا أو عند الفسخ، فلا نفقة لها ولا سكنى إن لم تكن حاملًا، وإذا كانت حاملًا، فإنها تستحق النفقة والسكنى.
- من جهة أخرى، المرأة المتوفى عنها زوجها لا تستحق النفقة أو السكنى خلال العدة.
الاختلاف من حيث ثبوت الإرث في العدة
إذا توفي أحد الزوجين خلال فترة العدة الناجمة عن الطلاق الرجعي، فإنهما يرثان بعضهما البعض، وهذا متفق عليه بين الفقهاء. بينما في حالة الوفاة خلال العدة الناتجة عن الطلاق البائن، فلن يرث أحدهما الآخر إذا كان ذلك برضاها في حالة المرض، ولكن إذا كان دون رضاها، فإن جمهور الفقهاء يرثون.
حكمة اختلاف عدة الأرملة والمطلقة
يمكن تلخيص الحكمة وراء اختلاف عدة الأرملة عن عدة المطلقة كما يلي:
- تهدف العدة إلى استبراء الرحم، أي لضمان عدم الحمل واختلاط الأنساب لكل من المطلقة والأرملة.
- تكون عدة المطلقة طلاقًا رجعيًا لأجل التسهيل على الزوج، حيث يمكنه مراجعتها خلال هذه الفترة.
- توفر عدة الأرملة فترات زمنية كافية للتأكد من عدم وجود جنين، وهذا يقصد به غير الحامل، بينما الحامل تنتهي عدتها بعملية الوضع.