تأثير القمر على ظاهرة المد والجزر

المد والجزر

تُعتبر ظاهرتا المد والجزر من الظواهر الطبيعية المهمة التي يشهدها البحر، حيث تمر المياه خلال هذه الظواهر بمرحلتين رئيسيتين. المرحلة الأولى تُعرف بالمد، حيث يرتفع منسوب المياه تدريجيًا فوق سطح المحيط أو البحر، بينما تتمثل المرحلة الثانية في الجزر، حيث ينخفض منسوب المياه عن مستوى سطح البحر. تنشأ هذه الظاهرة نتيجة التفاعل بين قوى جاذبية القمر والشمس مع دوران الأرض حول نفسها، مما يؤدي إلى تكوين ما يُعرف بقوة الطرد المركزي.

تختلف أنواع المد والجزر بحسب التواتر الزمني لحدوثها. هناك النوع الذي يحدث كل نصف يوم ويُسمى المد النصف يومي، حيث تتساوى الذروتان، بينما يحدث النوع الآخر مرة واحدة يوميًا ويُطلق عليه المد اليومي، حيث يحدث مد واحد فقط وجزر واحد. وأخيرًا، يُوجد المد المختلط، الذي يجمع بين نوعين من المد والجزر في نفس اليوم.

تتباين مستويات ارتفاع وانخفاض المياه في ظاهرتي المد والجزر بناءً على الموقع الجغرافي. يظهر ذلك بوضوح بين المناطق الواقعة في القطب الشمالي وتلك في القطب الجنوبي، مرورًا بخط الاستواء، حيث قد تصل مستويات ارتفاع المياه في بعض المناطق إلى أكثر من 200 سم، بينما لا تتجاوز في مناطق أخرى 30 سم.

خصائص المد والجزر

  • أعلى المد: يُعرف أيضًا بذورة المد، وهي الفترة الزمنية التي يصل فيها منسوب المياه إلى أعلى مستوياته.
  • حضيض الجزر: يُشير إلى الفترة الزمنية التي ينخفض فيها مستوى المياه إلى أدنى حد له.

أهمية المد والجزر

  • تلعب دورًا حيويًا في تطهير البحار والمحيطات من الشوائب.
  • تساعد في تنظيف مصبات الأنهار من الرواسب العالقة.
  • تُستخدم كطريقة لتحديد مواعيد رحلات السفن، خاصة عند دخول الموانئ القريبة من المناطق الضحلة.

علاقة المد والجزر بالقمر

تتعلق ظاهرة المد والجزر ارتباطًا وثيقًا بحركة كل من الشمس والقمر والأرض. تبدأ هذه الظاهرة نتيجة تأثير الجاذبية الناتجة عن الشمس والقمر، حيث يكون تأثير الجاذبية القمرية أكبر بسبب قرب القمر من الأرض على الرغم من حجمه الأصغر. لذا، يُعتبر القمر هو العامل الأساسي في حدوث المد والجزر. وتحدث هذه الظاهرة مرتين يوميًا، أي كل اثنتي عشرة ساعة، تبعًا للواجهة القريبة من القمر.

تبلغ ظاهرة المد والجزر ذروتها عندما يكون القمر في حالتي المحاق أو البدر، حيث يرتفع منسوب المياه إلى أقصى مستوياته بسبب توحّد تأثير الجاذبية للقمر والشمس. كما يزداد ذلك التأثير خلال حالات الكسوف. وفي الأسبوعين الأول والثالث من الأشهر القمرية، يُعتبر المد أضعف، نظرًا لموقع الشمس والقمر ضمن ضلعي زاوية يكون رأسها مركز الأرض. نظرًا لهذه العلاقة الوثيقة، أُطلق على الطاقة الناتجة عن المد والجزر اسم الطاقة القمرية، والتي تُعتبر نوعًا من الطاقة المتجددة الناتجة عن تأثيرات جاذبية القمر والشمس ودوران الأرض حول محورها، وتُخزّن هذه الطاقة في التيارات المائية.

Scroll to Top