المها
المها هو صنف من الظباء الضخمة التي تعيش في البوادي والصحارى الجافة. يتميز هذا الحيوان بقدرته الفائقة على تحمل الظروف القاسية، حيث يقوم بحفر الأرض للوصول إلى الجذور والدرنات التي تمده بالماء. يتواجد من المها ثلاثة أنواع رئيسية، وهي المها العربي (الاسم العلمي: Oryx leucoryx)، المها الأفريقي (الاسم العلمي: Oryx gazella)، ومها أبو حراب (الاسم العلمي: Oryx dammah). يُعتَبر المها العربي الأكثر شهرة بين هذه الأنواع.
فيما يلي مزيد من المعلومات حول المها:
الوصف
يتراوح طول المها ما بين 1.5 إلى 2.3 متر، بينما يصل ارتفاعه حوالي 1.4 متر، ويمكن أن يصل وزنه لأكثر من 200 كيلوغرام. يساعد الفراء فاتح اللون في مقاومة حرارة الشمس عن طريق عكسها. يتميز المها بعنق قصير وعضلات قوية، ويظهر على وجهه علامات سوداء مميزة تمتد تحت حلقه وصدره وصولاً إلى ركبتيه.
بينما يتمتع كلا من الذكور والإناث بقرون طويلة مميزة تتكون أساساً من مادة الكيراتين، وهي نفسها التي تشكل أظافر الإنسان. وتعتبر هذه القرون أداة قوية يتسلح بها المها للدفاع عن نفسه ضد الأعداء والمنافسين، حيث يمكن أن يصل طولها إلى حوالي 76 سم، وهي طويلة ورقيقة ومستقيمة مع انحناء طفيف في نهايتها.
الموطن
توجد أنواع المها المختلفة في جميع المناطق الصحراوية في قارة أفريقيا. وعلى الرغم من أن أحد الأنواع التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية قد انقرضت مؤخرًا، إلا أنه يتم حالياً نقلها من المحميات إلى البرية لتعزيز تكاثرها. تتمتع هذه الحيوانات بقدرة عالية على التأقلم مع الظروف القاسية في شبه الجزيرة العربية.
قد يصل عمر المها حتى 20 عاماً، وينتشر بعض أنواعه على ضفاف نهر تانا في كينيا، بالإضافة إلى وجود بعض الأنواع في وسط تنزانيا وإثيوبيا، وصولاً إلى الصومال وشمال شرق أوغندا.
الغذاء
المها هو حيوان عاشب، إذ يتغذى على أوراق الأشجار والأعشاب والشجيرات، بالإضافة إلى بعض الفواكه مثل البطيخ. يفضل المها تناول الطعام في الصباح الباكر للاستفادة من الندى المتكون على النباتات، مما يوفر له كلاً من الغذاء والماء. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بحفر الأرض للبحث عن الدرنات والجذور.
يستطيع المها البقاء لفترات طويلة دون شرب الماء، حيث أن كليته مصممة لتقليل الفقد المائي عبر البول، ويتعرق فقط عند تجاوز درجة حرارة جسمه 46 درجة مئوية. نظراً لأن بيئته قد تعاني من ندرة الطعام، يعيش المها في مجموعات صغيرة أو قطعان تضم حتى 100 فرد بحثاً عن الماء والغذاء.
السلوك والحياة
تعيش المها في قطعان تتراوح بين 10 إلى 40 فردًا، وقد يصل العدد في بعض قطعان شرق أفريقيا إلى 200. عادة ما يقود القطيع الذكر الأكبر سناً، وتتحرك تلك القطعان ببطء ضمن نطاقات محددة، كما يمكن أن تسرع تبعاً للظروف. تُعتبر حاسة الشم القوية لدى المها من الوسائل التي تساعده في تحديد أماكن هطول الأمطار والتحرك نحوها للبحث عن نباتات جديدة للاستهلاك. تنتقل القطعان من مكان إلى آخر بتغير الفصول.
يتنافس ذكور المها فيما بينها من خلال قتال القرون، حيث يسعى كل ذكر لتولي قيادة القطيع عبر إظهار قدراته القتالية. بعد انتهاء المعركة، يتم تحديد الذكر الذي سيتولى القيادة.
التكاثر
يمكن أن يحدث تكاثر المها في أي فصل من السنة، حيث تلد الأنثى صغيرًا واحدًا في كل مرة. يكون للمولود قرون صغيرة مغطاة بالشعر، وكما هو الحال مع العديد من الحيوانات ذات الحوافر، فإن المولود الجديد يكون قادراً على المشي بعد ساعات قليلة من ولادته. ترعى الأم صغارها بعيداً عن القطيع خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الولادة، وعندما يصل الصغار إلى عمر 4 أشهر، يُسمح لهم بالتغذي بمفردهم ويستمرون بالعيش مع القطيع حتى يبلغوا مرحلة النضج بين عام إلى عامين.
المها العربي
المها العربي (بالإنجليزية: Arabian Oryx) هو نوع تابع لعائلة البقريات ويدرج ضمن الأنواع المهددة بالانقراض. يتميز بلونه الأبيض وأرجله البنية، مع حوافر تكيفه للمشي على الرمال، ويمتلك قروناً مستقيمة وطويلة تصل طولها إلى 50-60 سم. يتميز الذكور بخصلات من الشعر حول منطقة الحلق.
إليك أبرز المعلومات حول المها العربي:
الموطن
يعيش المها العربي في السهول القاحلة والصحاري في شبه الجزيرة العربية، خصوصاً في مناطق غرب آسيا وشرق أفريقيا، بما في ذلك الأردن، سوريا، الكويت، اليمن، مصر، العراق، والإمارات العربية المتحدة.
الغذاء
على غرار الأنواع الأخرى من المها، يُعتبر المها العربي حيواناً عاشباً، حيث يتغذى على الأعشاب وجذور النباتات ودرناتها. يمتلك هذا الحيوان القدرة على تحمل العطش لفترات طويلة دون الحاجة للماء.
نمط الحياة
يعيش المها العربي في قطعان صغيرة تتراوح بين 5 إلى 30 فردًا، وفي بعض الحالات يمكن أن تتواجد الذكور مع أزواجهم من الإناث والصغار في قطيع واحد. تسعى تلك القطعان دائماً للبحث عن الغذاء من خلال التنقل من مكان لآخر بعد هطول الأمطار بحثاً عن نباتات جديدة، وتكون نشطة في الصباح الباكر وأواخر المساء، بينما تستريح خلال فترة الظهيرة حينما تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً.
التهديدات التي يواجهها
يُعتبر المها العربي من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يُصاد من قبل بعض الأفراد لأجل لحومه وجلودة. وقد أدى الصيد الجائر لاندثار الأنواع البرية. لذلك، تولت المحميات في الوطن العربي عناية خاصة للحفاظ على الأعداد المتبقية من المها العربي ورفع محاولات التكاثر لضمان استمرار وجوده.