الذاكرة
تعد الذاكرة من أبرز الأنشطة العقلية التي يقوم بها الإنسان، حيث تلعب دورًا أساسيًا في تخزين التجارب السابقة، مما يتيح لنا استعادتها واستخدامها في الزمن والمناسبات الملائمة. ترتبط الذكريات بالماضي، وعند التطرق لموضوع قد حدث سابقًا، تبدأ الذاكرة في استرجاع المعلومات المرتبطة بهذا الموضوع. لذلك، تعتبر الذاكرة وظيفة معرفية حيوية في حياة الإنسان، ويمكن تعزيزها من خلال تطورات ووسائل تدريب مختلفة، مثل الاختبارات والألعاب وغيرها.
أقسام الذاكرة في علم النفس
الذاكرة اللاإرادية
تشير الذاكرة اللاإرادية إلى التخزين الذاتي للمعلومات دون الحاجة إلى جهد أو تعلم محدد للاحتفاظ بها. تحدث هذه العملية أثناء الأنشطة اليومية العادية، وتصل إلى أعلى مستوياتها عند الأطفال، بينما تنخفض لدى البالغين.
الذاكرة الإرادية
تعرف الذاكرة الإرادية بأنها الذاكرة التي تُستخدم بوعي لتخزين المعلومات والاحتفاظ بها عبر استراتيجيات محددة. تعتمد هذه الذاكرة على عمليات أساسية مثل الحفظ، التلقين، التعلم، والاسترجاع، وتتوقف على قاعدتين رئيسيتين:
- هدف الذاكرة: وهو تحديد مدى رغبة الفرد في الاحتفاظ بالمعلومات. على سبيل المثال، قد يركز الفرد على حفظ المعلومات للامتحانات بهدف تحقيق نتائج جيدة، وبالتالي تعتبر هذه الذاكرة مؤقتة، أما في حال تم توجيه الذاكرة لتخزين المعلومات على المدى البعيد، فستستمر المعلومات لفترة أطول.
- تقنيات التعلم: تشمل عدة أنواع، منها الذاكرة الميكانيكية التي تستمر لفترة قصيرة عبر تكرار المعلومات، والذاكرة المنطقية التي تعتمد على فهم المحتوى وتعتبر أكثر كفاءة بعشرين مرة مقارنة بالذاكرة الميكانيكية، بالإضافة إلى الذاكرة المتعددة التي تعتمد على التصورات الذهنية المتعلقة بالصور، والروائح، والطعام، والمشاعر.
أنواع الذاكرة
الذاكرة قصيرة المدى
تتميز الذاكرة قصيرة المدى بحذف المعلومات بعد فترة وجيزة من تلقيها، حيث يمكنها الاحتفاظ بالمعلومات لمدة تصل إلى سبع دقائق كحد أقصى، وبعد ذلك يتم حذف المعلومات بشكل تلقائي ونهائي، أو قد تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى.
الذاكرة طويلة المدى
تعمل الذاكرة طويلة المدى على الاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة جدًا، وتنقسم إلى نوعين:
- للذاكرة طويلة المدى المتاحة: هذه هي تلك التي يمكن للفرد التحكم بها بسهولة، حيث تكون مخزنة في نطاق العقل الواعي.
- للذاكرة طويلة المدى غير المتاحة: هي الذاكرة المحفوظة بطرق تجعل استرجاع المعلومات منها غير ممكن في الظروف العادية، ولا يمكن الوصول إليها إلا في حالات معينة كفقدان الوعي، أو أثناء التنويم المغناطيسي أو التخدير.