النثر في فترة الأندلس وتأثيره الأدبي

الأساليب الفنية في فنون النثر الأندلسي

شهدت الأساليب الفنية تطوراً ملموساً خلال العصر الأندلسي، حيث أثر السياق التاريخي والمواضيع المتنوعة في هذا التطور. ابتدأت الفنون بشكل بسيط يفتقر إلى التعقيد ووسائل التجميل اللفظي مثل السجع والتوشيح، ثم شهدت تغييرات ملحوظة أدت إلى استخدام أساليب بلاغية ولغوية أكثر تقدماً تضمنت الاستخدام الإبداعي للخيال، ونزعات الفكاهة والسخرية. كما تضمنت هذه الأساليب الاستعارات والتعبيرات المجازية، وزيادة الاندماج بين الحقيقة والخيال، وإدراج فن العجائبية، لاسيما في فن المقامات والرحلات التي صورت الأحداث بأسلوب غريب ونادر يبتعد عن الواقعية. وبرزت خلالها الأبعاد الأدبية من خلال الاستلهام من التراث الفكري والأدبي والديني.

كتّاب النثر في الأندلس

ظهر في العصر الأندلسي عدد من الكُتّاب المميزين في فن النثر، من بينهم ابن برد الأكبر وعبد الملك بن إدريس الجزيري وابن دراج القسطلي وابن شهد وابنا حزم وابن حيان وابن زيدون وخالد بن يزيد. وتصدر القاضي عياض قائمة كتّاب الخطابة، بينما تألق في مجال الرسائل كل من ابن برد الأكبر وابن برد الأصغر وأبو محمد بن عبد البر وأبو المطرّف بن المثنى ومحمد بن أيمن وابن عياش من عصر الموحدين والقرطبي من عصر الطوائف. كما نبغ لسان الدين بن الخطيب في القرن الثامن الهجري. وفي فن الرحلات، كان هناك ابن فضلان وابن جبير وابن بطوطة، بينما تميز بديع الزمان الهمذاني وابن الشهيد والقرطبي والهمذاني والحريري في ادب المقامة.

Scroll to Top