التباين بين المشكلة البحثية والمشكلة الاجتماعية
بعد تناول التعريفين لكل من المشكلة البحثية والمشكلة الاجتماعية بشكل منفصل، يمكن تلخيص الفرق بينهما كما يلي:
- المشكلة الاجتماعية تعتبر ظاهرة موجودة ضمن المجتمع، وقد تتصاعد إلى مشكلة نتيجة للأضرار التي تسببها، مع وجود توافق عام على الحاجة لإيجاد حل لها. بينما المشكلة البحثية تنشأ من تلك القضايا الاجتماعية، وتحفز الباحث للتعمق في دراستها.
- المشكلة البحثية تعبر عن قضية مستخلصة من مجالات علمية متنوعة، حيث يقوم الباحث بعرضها على شكل تساؤل بحثي وفرضيات للدراسة. أما المشكلة الاجتماعية، فهي ظاهرة غير طبيعية أو غير تقليدية، يصعب تفسيرها أو التعبير عنها بوضوح.
- تهدف المشكلة البحثية إلى التوصل إلى نتائج معينة، التي يمكن من خلالها تقديم توصيات ومقترحات قد تسهم في معالجة المشكلة الأساسية التي انبثقت عنها.
- من خلال المشكلة البحثية، يمكن التوصل إلى تطوير نظريات علمية أو قواعد أساسية تساعد الباحثين في إجراء دراسات مستقبلية ذات صلة بالموضوع.
- تتسبب المشكلة الاجتماعية في آثار سلبية واسعة النطاق على المجتمع.
وصف مختصر للمشكلة البحثية
المشكلة البحثية، أو ما يُعرف بمشكلة البحث، تشير إلى القضايا التي تثير اهتمام الباحثين، سواء كانت اجتماعية أو طبيعية، أو تلك الأمور التي تتطلب تطويراً أو تحسيناً. هذه المشاكل قد ينتج عنها تساؤلات تبرز من الدراسات السابقة، فتكون بحاجة لمزيد من البحث سواء من المنظور النظري أو العملي. وعادةً ما يتم عرض المشكلة البحثية في شكل سؤال، لتكون نقطة الانطلاق للدراسة، حيث لا تهدف إلى تقديم اقتراحات أو توضيحات لطرق محددة.
المشكلة البحثية تهدف إلى وضع سياق واضح للقارئ، ليتمكن من فهم الموضوع، والسؤال الذي يسعى البحث للإجابة عليه. كما يتم توضيح مدى أهمية تلك القضايا وبالتالي أهمية البحث بشكل عام، إضافةً إلى تسليط الضوء على الفرضيات التي ستعتمد عليها الدراسة. كما توضح الآلية التي سيتم اتباعها خلال الدراسة، لضمان أن النتائج تتماشى مع المخطط.
تعريف المشكلة الاجتماعية
يمكن تعريف المشكلة الاجتماعية بأنها أي حالة أو سلوك اجتماعي قد ينتج عنه ضرر أو إساءة تؤثر على عدد كبير من الأفراد، وغالباً ما تتطلب تدخلًا لمعالجتها قبل أن تتفاقم. وللتأكد من كون المشكلة الاجتماعية تحتاج فعلاً إلى علاج، يتطلب الأمر وجود توافق وإجماع على ذلك. هناك تباين واسع في الآراء حول ما يمكن اعتباره مشكلة اجتماعية تتطلب تدخلاً.
من المهم الإشارة إلى أن تقدير قضية ما كمشكلة اجتماعية يختلف من مكان لآخر. فالمشكلة الاجتماعية في دولة معينة قد تُعَد وضعاً طبيعياً في دولة أخرى. وبالتالي، يستلزم الاعتراف بوجود مشكلة اجتماعية في مكان ما شعور الأفراد بوجود تهديد للمجتمع يتطلب تدخلاً. بدون هذا الشعور، يصعب إحداث التغيير أو بدء معالجة المشكلة الاجتماعية.