الوليد بن عقبة: أحد الصحابة البارزين في الإسلام

اسمه ونسبه

الوليد بن عُقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ويُلقَّب بأبي وهب. ووالدته هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. يُعتبر الوليد أخا عثمان بن عفّان من الأم، وله معرفة محدودة فقط، حيث روى بعض الأحاديث. قد زار البصرة والكوفة وتوفي في منطقة الجزيرة.

أما والده، فهو عُقبة بن أبي معيط، الذي كان معروفًا بتعذيبه للرسول -صلى الله عليه وسلم- بين جيرانه. فقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كنت بين شر جارين، بين أبي لهب وعُقبة بن أبي معيط، إذ كانا ليؤذيانني حتى يأتونني ببعض الأذى ويضعونه عند بابي”.

إسلامه

أسلم الوليد بن عُقبة يوم الفتح، برفقة شقيقه خالد بن عُقبة، وكان قد تجاوز سن البلوغ في ذلك الوقت. فقد ذكر الوليد أنه عندما افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، كان أهل مكة يقتربون منه ويعرضون صبيانهم ليقبلهم ويدعو لهم بالبركة.

لكن عندما أتى الدور عليه، لم يمسح النبي -صلى الله عليه وسلم- على رأسه، ولم يمنعه من ذلك إلا أن والدته كانت قد عطرته بعطر خاص يُعرف بالخَلوق، وهو نوعٍ من الطيب يتم تصنيعه غالبًا من الزعفران.

حياته

بعد أن تولى عثمان بن عفان الخلافة، عزل سعد بن أبي وقاص وعين الوليد بن عُقبة والياً على الكوفة عام خمس وعشرين للهجرة، وذلك ضمن السياسات التي اتخذها عثمان خلال عصره.

عندما حضر الوليد إلى سعد بن أبي وقاص، تحدث سعد قائلاً: “والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟”، فرد الوليد: “لا تبالغ يا أبا إسحاق، فإن الملك يتناوله قوم في وقت معين ويتركه آخرون في وقت آخر”.

قد جاهد الوليد بن عُقبة في الشام، ثم اعتزل في الجزيرة بعد مقتل أخيه عثمان. كان يتمتع بصفات الكرم والشجاعة، وكان أيضًا من الشعراء الموهوبين. تم عزله عن الكوفة، ثم أرسله عمر بن الخطاب لتولي صدقات بني تغلب، وتوفي عام 61 للهجرة، ودفن في الرقة بسوريا.

حادثة بني المِصطلق

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فَعَلتم نادمين)، هذه الآية نزلت في حق الوليد بن عُقبة، حيث بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى صدقات بني المِصطلق الذين أسلموا وبنوا المساجد في مناطقهم. وعندما خرج منهم نَحو عشرين رجلًا لاستقباله بفرح، ولّى الوليد عائدًا ولم يقترب منهم.

أخبر الوليد النبي أنهم ارتدوا ورفضوا دفع الصدقة، بسبب خوفه منهم وعدم معرفته بنواياهم. وغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا التصرف. ثم أرسل خالد بن الوليد للغزو ضدهم، لكنهم علموا بذلك. لذلك، أرسل وفد من بني المصطلق قبل الغزو ليقولوا: “يا رسول الله، إن رسولك قد رجع من نصف الطريق، وإنهم متمسكون بالإسلام”. وقد أُنزل عذرهم في القرآن.

Scroll to Top