دراسة شاملة حول دودة الأسكارس وتأثيرها على الصحة العامة

‎دودة الأسكارس

تُعرف دودة الأسكارس، أو داء الأسكارس، أو الأسكاريّة (بالإنجليزية: Ascariasis) بأنها إحدى أنواع العدوى الناتجة عن الديدان الأسطوانية (بالإنجليزية: Roundworm)، والتي تُعتبر طفيليات تحتاج إلى جسم مضيف مثل الإنسان لتكمل دورة حياتها من اليرقات أو البيوض إلى الديدان البالغة. يُذكر أن الديدان البالغة لها قدرة على النمو لتصل إلى طول يتجاوز 30 سم. تُعدّ دودة الأسكارس واحدة من أكثر العدوى انتشارًا عالميًا، حيث أظهرت الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) في عام 2002 أن نسبة الإصابة تصل إلى 25% من سكان العالم سنويًا. تتفاوت شدة الإصابة بين حالات لا تظهر عليها أعراض إلى حالات أكثر حدة تسبب أعراضًا ومضاعفات.

أعراض الإصابة بدودة الأسكارس

غالبًا ما لا تظهر أعراض على المصابين بدودة الأسكارس، ولكن في حالات الإصابة متوسطة أو شديدة الشدة، يمكن أن تظهر مجموعة من الأعراض، والتي تعتمد على الجزء المتأثر من الجسم، ومن هذه الأعراض:

  • رؤية الديدان في براز المصاب.
  • ظهور طفح جلدي.
  • قيء الديدان أو طردها أثناء السعال.
  • خروج الديدان من الفم أو الأنف.
  • ألم وعدم ارتياح في البطن.
  • فقدان الشهية.
  • توقف النمو عند الأطفال.
  • فقدان الوزن.
  • الغثيان والإسهال.
  • عدم انتظام حركة الأمعاء.
  • حدوث مضاعفات في حالة وصول الديدان إلى الرئتين، والتي تعتبر حالات متقدمة، محدثة الأعراض التالية:
    • حمى.
    • ضيق في الصدر.
    • ظهور مخاط مصحوب بالدم.
    • سعال شديد.
    • صعوبة في التنفس.
    • نبضات صفير أثناء التنفس.

لمعرفة المزيد حول أعراض الإصابة بدودة الأسكارس، يمكن قراءة المقال التالي: (ما هي أعراض دودة الأسكارس).

سبب الإصابة بدودة الأسكارس

لا تنتقل دودة الأسكارس من شخص إلى آخر، بل يحتاج الإنسان إلى بلع بيوضها للإصابة. تنتقل البيوض عادةً من براز الشخص المصاب عندما يتم إخراجه في الأماكن القريبة من المزارع أو الحدائق. تعيش دودة الأسكارس في أمعاء المصاب وتتكاثر، ثم تنتقل عبر البراز. كذلك يمكن أن تتعرض البيوض للإصابة عند استخدام براز الإنسان كسماد. تتحول البيوض المخرجة من الجسم إلى شكل معدٍ بعد فترة من نضوجها. يمكن أن تُبتلع البيوض بواسطة الأشخاص عند تناول الطعام دون غسل اليدين بعد ملامسة التربة الملوثة، أو تناول الفواكه والخضروات غير المغسولة أو غير المطبوخة بشكل جيد.

دورة حياة دودة الأسكارس

لفهم كيفية انتقال دودة الأسكارس، من المهم استعراض دورة حياتها، والتي يمكن تلخيصها في الخطوات التالية:

  • البلع: تصبح دودة الأسكارس معدية عندما تلامس التربة. ينشأ العدوى عند تناول الخضروات أو الفواكه غير المغسولة المزروعة في هذه الأراضي، أو عند تناول طعام دون غسل اليدين.
  • الانتقال: عند وصول البيوض إلى أمعاء الشخص، تفقس لتظهر اليرقات التي تخترق جدار الأمعاء وتنتقل إلى الرئتين عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي.
  • البلوغ: تنمو اليرقات في الأمعاء وتتحول إلى ديدان ذكرية وأنثوية، حيث أن الأنثوية تكون أكبر حجمًا، إذ يصل طولها إلى 40 سم.
  • التكاثر: تلتقي الديدان في الأمعاء لتخصيب البيوض، حيث تنتج الأنثوية حوالي 200000 بيضة يوميًا، وتخرج من الجسم عن طريق الفضلات، وتحتاج البيضة الملقحة إلى الاستقرار في التربة لمدة 18 يومًا لتصبح معدية.

تستغرق دورة حياة دودة الأسكارس، بدءًا من تناول الطعام الملوث إلى إخراج البيوض، مدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وقد تعيش الدودة في الجسم حتى سنتين.

عوامل خطر الإصابة بدودة الأسكارس

هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بدودة الأسكارس، ومنها:

  • العمر: الأطفال تحت سن العشرة هم الأكثر عرضة للإصابة، بينما يقل الانتشار في الفئات الأكبر سنًا. السبب يعود إلى تعامل الأطفال بشكل أكبر مع التربة.
  • المناخ: تُسجل العدوى أرقامًا أعلى في المناطق ذات المناخ الرطب، مثل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث تساهم النظافة الضعيفة في زيادة حالات العدوى.
  • سوء النظافة: يلعب نقص النظافة دورًا رئيسيًا في انتشار دودة الأسكارس، مما يفسر تفشيها في الدول النامية حيث تخلط الفضلات مع التربة والنباتات.

تشخيص الإصابة بدودة الأسكارس

في حالات الإصابة المتقدمة، يمكن رؤية الديدان تخرج من الفم والأنف أو في السعال والقيء. يُنصح بالاحتفاظ بعينة من الديدان لتقديمها للطبيب لتحديد نوعية الإصابة. أما في الحالات الأخرى، يقوم الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات، منها:

  • فحص البراز: للتأكد من وجود البيوض واليرقات في البراز، حيث يجب أن εμφανى بعد 40 يومًا من العدوى.
  • فحص الدم: للكشف عن زيادة خلايا الدم البيضاء الحمضية، حيث يزيد عددها خلال الإصابة.
  • الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري، لتحديد موقع الديدان ووجودها.

‎علاج دودة الأسكارس

العدوى التي لا تظهر أعراضًا لا تحتاج إلى علاج، بينما تحتاج الحالات التي تُظهر أعراضًا إلى مضادات للطفيليات مثل ميبيندازول (بالإنجليزية: Mebendazole) أو ألبيندازول (بالإنجليزية: Albendazole). عادةً ما تختفي الأعراض في غضون أسبوع. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخلاً جراحيًا. يُنصح بإعادة الفحص خلال ثلاثة أشهر للتحقق من خلو البراز من البيوض.

للمزيد حول علاج دودة الأسكارس، يمكن قراءة المقال التالي: (كيف تتخلص من دودة الأسكارس).

الوقاية من دودة الأسكارس

يمكن اتباع مجموعة من النصائح للوقاية من دودة الأسكارس أو التقليل من فرص التعرض لها، ومن هذه النصائح:

  • تجنب ملامسة الأتربة الملوثة ببراز البشر، والحرص على عدم استخدام السماد المحتوي على فضلات بشرية.
  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل إطعام الأطفال أو تحضير الطعام.
  • غسل الفواكه والخضروات جيدًا وتأكد من طهيها أو تقشيرها بشكل صحيح.
  • شرب الماء المعبأ.
  • غسل اليدين وأغطية الفراش بانتظام.
  • قص الأظافر باستمرار.
Scroll to Top