تتكون جزر فوكلاند من أرخبيل يضم حوالي 200 جزيرة، وتغطي منطقة تمتد على مساحة 12,200 كم². كما أنها تمثل محورًا للنزاع التاريخي بين المملكة المتحدة والأرجنتين.
جزيرة فوكلاند
تقع جزيرة فوكلاند في الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي، وتُعتبر من الأقاليم ما وراء البحار التابعة للمملكة المتحدة، حيث تبعد عن بريطانيا حوالي 12,985.09 كم:
- توجد قبالة الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية.
- تفصلها مسافة 480 كم عن شرق مضيق ماجلان.
- يمكن الوصول إليها عن طريق الطائرة في رحلة تستغرق حوالي 14 ساعة.
- تنقسم الجزيرة إلى اثنين من الجزر الكبرى هما فوكلاند الغربية والشرقية، بالإضافة إلى 776 جزيرة صغيرة.
الطقس في جزر فوكلاند
يتسم المناخ في هذه الجزر بأنه بحري بارد، حيث يكون الشتاء عاصفًا ومثلجًا، في حين يتراوح الطقس في الصيف بين البرودة والخفة مع هطول الأمطار وهبوب الرياح. كما تزداد شدة الرياح في فصل الخريف:
- تكون الرطوبة النسبية مرتفعة مع السماء الملبدة بالغيوم على مدار العام.
- في شهري يناير وفبراير، يتراوح متوسط درجة الحرارة يوميًا حوالي 11 درجة مئوية.
- خلال الأشهر الأكثر دفئًا، تبلغ درجة الحرارة 16 درجة مئوية.
- أما في يونيو ويوليو وأغسطس، فتصل درجة الحرارة إلى 3 درجات مئوية وقد ترتفع إلى 6 درجات، مما يجعلها الأشهر الأكثر برودة في السنة.
- يمكن القول إن مناخ الجزيرة شبه قطبي، مماثل لمناخ أيسلندا مع ندرة الدفء والنادر حدوث الصقيع، حيث تتساقط الثلوج من أبريل إلى ديسمبر.
السكان في جزر فوكلاند
يبلغ عدد سكان جزر فوكلاند حوالي 3,140 نسمة، مما يعني أن الكثافة السكانية تصل إلى 0.26 نسمة لكل كيلومتر مربع، وفقًا للإحصائيات لعام 2008. اللغة الرسمية في الجزيرة هي الإنجليزية، حيث يعود أصل السكان إلى بريطانيا، مع وجود أقلية من المجتمعات الفرنسية والإسكندنافية والجيبرالتارية.
أبرز المعالم السياحية في جزر فوكلاند
تحتوي جزيرة فوكلاند على العديد من المعالم السياحية الهامة التي تجذب الكثير من الزوار:
جزر فوكلاند الغربية
تبلغ مساحة جزر فوكلاند الغربية 4,500 كم²، وتتميز بالمنحدرات الساحلية والجبال الوعرة، مما يجعلها وجهة مثالية لممارسي رياضة التسلق.
تتميز الجزيرة بتنوعها البيولوجي، حيث تضم أكثر من 163 نوعًا من النباتات و21 نوعًا من الطيور. يمكن للزوار الاستمتاع بجولات مليئة بالمغامرات في البرية.
مشاهدة الحياة البرية
من أبرز المعالم في جزر فوكلاند هي مستعمرات طيور البطريق، بالإضافة إلى الأسود البحرية وطيور القطرس والأختام الفيل. كما يتواجد فيها 15 نوعًا من الدلافين والحيتان و200 نوع من الطيور والحشرات النادرة، بما في ذلك فراشة ملكة الفوكلاند:
- تضم الجزر أيضًا 170 نوعًا مميزًا من النباتات المحلية المزهرة، و14 نوعًا منها لا يوجد في أي مكان آخر في العالم.
جزر فوكلاند الشرقية
توفر هذه المنطقة الفرصة لاستكشاف المجتمعات المحلية في فوكلاند الشرقية، كما يمكن زيارة Port Louis التي تبعد ساعة عن الساحل الشمالي للجزيرة، حيث المناظر الطبيعية الخلابة.
فندق Volunteer Point
يقع هذا الفندق على بُعد ساعتين من طريق ستانلي، وهو من أهم الأماكن لمشاهدة الحياة البرية، بما في ذلك البطاريق. يوجد في هذا المكان أنواع نادرة مثل بطريق الماجيلاني والشنتو.
مقبرة ستانلي
تحتوي هذه المقبرة العديد من شواهد القبور التي أثارت فضول الزوار، إذ تتضمن نقوشًا تحكي عن تاريخ السكان الأصليين، بالإضافة إلى صليب التضحية في شمال المقبرة:
- يُعتبر هذا الصليب من أبرز النصب التذكارية التي تخلد ذكرى الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الأولى والثانية.
- يوجد أيضًا نصب Victory Green العسكري الذي يتعلق بالحرب العالمية الثانية.
- يتم تنظيم موكب سنوي بمناسبة عيد ميلاد الملكة.
مدينة ستانلي
تقع مدينة ستانلي في جزر فوكلاند الشرقية وتعتبر العاصمة، حيث تعد المركز الرئيسي للسكان البالغ عددهم نحو 3,000 نسمة، وتم تشييدها على منحدر يتجه نحو الشمس:
- تتميز منازل المدينة بتصميمها الفريد الذي يستخدم الخشب بألوان زاهية وأسقف حديدية مموجة.
- تطل المدينة بشكل كامل على ميناء ستانلي.
كاتدرائية كراست
تعد هذه الكاتدرائية، التي تقع في الجنوب، مكانًا مثاليًا لمحبي المواقع التاريخية. تم تشييدها في عام 1892 على يد السيد آرثر بلومفيلد باستخدام الحجر.
متحف Historic Dockyard
هذا المتحف يلقي الضوء على التاريخ الوطني للجزر، ويعتبر من أبرز المعالم التاريخية في فوكلاند وخاصة في مدينة ستانلي. تم افتتاحه في عام 2014، ويسلط الضوء على التاريخ البحري للجزر ويحتوي على مجموعة من القطع الأثرية المرتبطة بالسفن وصيد الأسماك والصناعات المحلية.
كما يمكنكم التعرف على:
متى تم اكتشاف جزر فوكلاند؟
اكتشف الكابتن جون ديفيز جزيرة فوكلاند في عام 1592، وتم تسميتها بهذا الاسم في عام 1690 من قِبل الكابتن جون سترونج، حيث تأسست أول مستعمرة فرنسية في عام 1764:
- تم إنشاء المستعمرة البريطانية الأولى في عام 1765.
- تم نقل ملكية المستعمرة الفرنسية إلى إسبانيا في عام 1766.
- كما تم طرد البريطانيون للإسبان في عام 1770.
- أعلنت الأرجنتين سيادتها على الجزيرة في عام 1816.
- استمرت النزاعات حول السيادة على الجزيرة بين إنجلترا والأرجنتين حتى فترة اليوم.
تاريخ جزيرة فوكلاند
تاريخ جزر فوكلاند، والمعروفة أيضًا باسم جزر مالفيناس، هو تاريخ يمتد عبر العصور ويتميز بالتأثيرات الأوروبية والأرجنتينية. إليكم لمحة عامة عن بعض الأحداث الرئيسية:
- اكتشاف واستعمار أولي: تم اكتشاف جزر فوكلاند لأول مرة من قبل الكابتن جون دافيس الإنجليزي في عام 1592. ورغم ذلك، لم يتم استيطانها بشكل دائم حتى القرن التاسع عشر عندما أنشأت بريطانيا مستوطنة دائمة.
- النزاع بين بريطانيا والأرجنتين: في القرن التاسع عشر، بدأ النزاع بين بريطانيا والأرجنتين حول ملكية الجزر. انتهت هذه الفترات باتفاقيتين في عامي 1850 و1889، حيث تم نقل السيادة إلى بريطانيا.
- حرب الجزر (1982): في عام 1982، شنت الأرجنتين هجومًا عسكريًا لاستعادة السيطرة على الجزر، مما أدى إلى نشوب حرب جزر فوكلاند. استعادت بريطانيا السيطرة على الجزر بعد حرب استمرت حوالي ثلاثة أشهر.
- الحكم الذاتي: بعد انتهاء الحرب، أصدرت بريطانيا دستورًا في عام 1985 يمنح الجزر حكمًا ذاتيًا، مما سمح بإجراء انتخابات محلية، مما حقق استقلالًا في شؤونها الداخلية.
- العلاقات الدبلوماسية المستدامة: لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والأرجنتين متوترة بسبب الوضع السياسي والجغرافي في الجزر، وتبقى قضية السيادة موضوع النزاع الدولي.
صراعات شهدتها جزيرة فوكلاند
مرت جزر فوكلاند بعدة صراعات على مر العصور. تنحصر النزاعات الرئيسية حول سيادة الجزر كما يلي:
- الصراع بين بريطانيا وإسبانيا (1764 – 1774): بدأت النزاعات حول الجزر في القرن الثامن عشر بين بريطانيا وإسبانيا. استولت بريطانيا على الجزر عام 1765، ولكن سرعان ما اندلعت النزاعات بين البلدين، وتم تسليم الجزر رسميًا لإسبانيا عام 1774.
- الاستعمار البريطاني (1833): استعمرت بريطانيا جزر فوكلاند مجددًا عام 1833 بعد طرد السكان الإسبانيين، ومنذ then أصبحت الجزر جزءًا من الإمبراطورية البريطانية.
- حرب الفوكلاند (1982): في عام 1982، شنت الأرجنتين هجومًا عسكريًا على جزر فوكلاند محاولة لاستعادة سيادتها. أدت هذه الحرب إلى نشوب صراع بين البلدين استمر حوالي 74 يومًا، وانتهت بانتصار بريطانيا واستعادتها السيطرة على الجزر.
- الوضع الحالي: بعد الحرب في عام 1982، استمرت النزاعات بين بريطانيا والأرجنتين حول السيادة على جزر فوكلاند، ولا تزال هذه القضية موضوع نزاع دولي لم يُحل بعد. تمتلك الجزر حكومة مستقلة تدير شؤونها الداخلية، ولكن قضية السيادة تبقى نقطة توتر دبلوماسي بين البلدين.
يشمل النزاع حول جزر فوكلاند عوامل جغرافية واستراتيجية واقتصادية ووطنية، ويتطلب حلًا دبلوماسيًا يلقى قبول جميع الأطراف المعنية.