فهم الفروق بين الثقافة التي تعتمد على المكونات المادية والثقافة التي تركز على القيم والمعاني غير المادية

الاختلافات بين الثقافة المادية وغير المادية

تتعلق الثقافة المادية وغير المادية بأبعاد مختلفة من الحياة الإنسانية، ومع ذلك فإن التباين بينهما واضح ولا يمكن إنكاره. نستعرض في السطور التالية أبرز الفروقات بين الثقافة المادية وغير المادية:

التعريف

يمكن تعريف الثقافة المادية بأنها تشمل العناصر الملموسة التي صنعها الإنسان أو التي تم تعديلها، وهي ترتبط بجماعة أو شعب معين، وتتنوع بناءً على خصائصها. يستخدم هذا المصطلح أيضًا في مجالات الأنثروبولوجيا. في المقابل، الثقافة غير المادية تُعرف على أنها مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تميز مجتمعاً ما، إلى جانب المواقف التي يظهرها الأفراد تجاه الأمور التي يتعاملون معها.

الأنشطة والتطبيقات

تدل الثقافة المادية على العناصر الملموسة التي تركتها الحضارات القديمة والحديثة في المجتمعات، حيث تعبر عن الأدوات والتجارب الحياتية التي مرّ بها الإنسان، مثل: المدن، المباني، الطرق، الأثاث، بالإضافة إلى المواقع الدينية، الأسواق، الأيقونات في الأماكن العامة، تسريحات الشعر، الإكسسوارات، والمشغولات اليدوية، والملابس.

كما ترتبط الثقافة المادية بمشاعر الناس وعواطفهم عبر الأجيال، حيث يحتفظ البعض بمكونات مادية تعود لأجدادهم، فتكتسب قيمة عاطفية كبيرة. تعكس أيضًا الدستور والنظام المجتمعي الخاص بكل ثقافة.

على الجانب الآخر، تُعتبر الثقافة غير المادية غير ملموسة، وغالبًا ما تعبر عن أنماط التفكير والقوانين والقواعد التي تحكم كل مجتمع. تشمل الأمثلة على ذلك: أساليب التواصل، الأسماء، أنواع الطعام، المناهج التعليمية، التوقعات في الحياة الشخصية، والتنسيق المناسب للملابس حسب طبيعة المناسبة. كما تحمل الثقافة غير المادية الإيمانيات التي تخص المجتمعات، بما يخص المعتقدات حول الآلهة والملائكة والأساطير، ورؤيتهم للكون.

حقائق حول الثقافة المادية وغير المادية

نستعرض فيما يلي بعض المعلومات حول الثقافة المادية:

  • بدأ العلماء في دراسة الرموز المتعلقة بالثقافة المادية منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين.
  • تستخدم بعض الأدوات المادية لرواية قصص حول الثقافات القديمة وطرق العيش في تلك العصور.

كما نستعرض عددًا من المعلومات المتعلقة بالثقافة غير المادية:

  • أسهمت حركة الثقافة غير المادية بين المجتمعات في تشكيل شعوب متشابهة اجتماعيًا.
  • تلعب المؤسسات الاجتماعية مثل الأسرة والمؤسسات التعليمية والحكومة دورًا في إنشاء نظم خاصة بالمعتقدات والأفكار والمواقف.
  • تتكون الثقافة غير المادية من عدد من المكونات تشمل اللغة، الإيماءات، القيم، الأعراف، والعقوبات.
  • تم تطوير مصطلح الثقافة غير المادية لأول مرة عام 1976 على يد إدوارد تي هول، وفي عام 1997 أعاد جون بي تومسون استخدام المصطلح لوصف الطرق المستخدمة في التعبير عن الثقافات.

من الجدير بالذكر أن الثقافة المادية تتداخل بشكل طبيعي مع الثقافة غير المادية، كما هو الحال في خاتم الزواج الذي يُعتبر رمزًا من رموز الثقافة المادية، لكنه يحمل في طياته معاني الثقافة غير المادية من الحب، الانتماء، والإيمان المتبادل بين الزوجين بأن سعادتهما تكمن في الاتحاد.

Scroll to Top