القدوري: عالم فقه حنفي مشهور

نشأة الفقيه القدوري

الفقيه القدوري، هو أبو الحسين أحمد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، العالم البغدادي المتخصص في الفقه الحنفي. وُلد في بغداد عام 362 هجري، وأُطلق عليه لقب “القدوري” لكونه كان يمتهن صناعة القدور وبيعها. وقد استطاع أن يدمج بين حرفته في صناعة القدور ودراسته للفقه، مما جعله مؤلفًا بارزًا وواحدًا من علماء الفقه الإسلامي.

الحياة العلمية والعملية للقدوري

الحياة العلمية

نشأ الفقيه القدوري في عائلة تعتنق القيم الإسلامية وتولي أهمية كبرى للعلوم الدينية، حيث كان والده يعمل محدثًا وعالمًا. ومنذ طفولته، حفظ القدوري القرآن الكريم كاملاً وتلقى تعليمه في العلوم الشرعية. تميز ببلاغته وحسن تعبيره بالإضافة إلى الانتظام في تلاوة القرآن.

تلقى القدوري تعليمه على يد عدد من العلماء البارزين، مثل أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مهدي الجرجاني، وأبي الحسين عبيد الله بن محمد الشيباني، وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن سويد. كما تتلمذ على يديه مجموعة من طلاب العلم، من بينهم أبو بكر أحمد بن علي، وأبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني، الذين أسهموا في نشر علومه ومعارفه.

الحياة العملية

يُعرف القدوري بأنه كتب العديد من المؤلفات الفقهية، وقد شغل منصب رئاسة الحنفية في العراق حتى وفاته.

مؤلفات الفقيه القدوري

ترك الفقيه القدوري إرثًا علميًا كبيرًا من خلال مؤلفاته، ومن أبرز أعماله:

مختصر القدوري في الفقه الحنفي

يعد هذا الكتاب نصًا أساسيًا متداولًا بين الأئمة، حيث اتسم بلغة واضحة وأسلوب سلس، وهو مقسم إلى ثلاثة وستين بابًا. يبدأ الكتاب بمناقشة العبادات، الطهارة، والصلاة، وينتهي بتناول موضوع الصلاة والفرائض.

يتناول الكتاب مذاهب الأئمة الحنفية ويعرض مقارنات تفصيلية بينها. وقد حظي بقبول واسع في الأوساط الحنفية، حيث وصفه الشيخ عبد الحميد بن عبد الحكيم اللكنوي بأنه “كأنه بحر زاخر، وغيث ماطر، جامع صغير ونافع كبير، يُعتبر من أفضل متون الفقه وأكثرها فائدة، وقد نال شهرة واسعة بين العلماء ومؤلفاته.”.

التجريد للقدوري

يتكون هذا الكتاب من سبعة أجزاء ويتناول الاختلافات الفقهية بين الإمام الشافعي والإمام الحنفي، حيث يتناول مواضيع متعددة تشمل الطهارة، التيمم، والمسح على الخفين، بالإضافة إلى مسائل الحيض. كما يناقش موضوعات تشمل الصلاة، الجنائز، الزكاة، الصيام، الاعتكاف، والحج.

تناول القدوري كذلك موضوعات أخرى في كتاب التجريد مثل البيوع، الصرف، الرهن، التفليس، الشراكة، والوكالة، إلى جانب قضايا الإعارة، الغصب، والشفعة. وكذلك تطرق لمواضيع مثل الوصايا، الوديعة، الغنائم، والطلاق، مما يجعله مرجعًا شاملًا في الفقه الإسلامي.

وفاة الفقيه القدوري

توفي الفقيه القدوري في بغداد عام 428 هجري.

Scroll to Top