المسطحات المائية في العراق
يمتاز العراق بتنوع مسطحاته المائية، ومن أبرزها نهرا دجلة والفرات. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر البحيرات مصدراً مهماً للثروة السمكية في البلاد. من بين هذه البحيرات، تبرز بحيرة الحبانية، التي تقع في مدينة الحبانية غرب العراق، قرب مدينة الخالدية بين الفلوجة والرمادي. إداريًا، تتبع بحيرة الحبانية محافظة الأنبار، وتغطي مساحة تبلغ سبعمئة كيلومتر مربع. لقد اكتسبت هذه المدينة شهرتها بسبب بحيرة الحبانية التي توفر متنفسًا طبيعيًا لسكان المناطق المحيطة.
تعريف ببحيرة الحبانية
تأسست بحيرة الحبانية عام 1956م خلال فترة حكم الملك فيصل الثاني، وكانت دوافع إنشاء هذه البحيرة تتمثل في الاستفادة من مياه نهر الفرات في أوقات الفيضانات واحتجازها. الهدف من هذا المشروع كان حماية المناطق المحيطة من مخاطر الفيضانات، بالإضافة إلى استخدام مياه البحيرة لري المحاصيل الزراعية خاصة في فصل الصيف الجاف، فضلاً عن تلبية الاحتياجات الصناعية الأخرى. تعتبر البحيرة مخزنًا لتنمية الثروة السمكية.
تُعد بحيرة الحبانية أيضًا وجهة سياحية بارزة، حيث أُقيمت مدينة سياحية حولها تأسست عام 1976 وبدأت عمليات افتتاحها عام 1979 على مساحة مليون متر مربع. تحتوي هذه المدينة السياحية على مجموعة متنوعة من المطاعم، والاستراحات، والشاليهات، والفنادق، بالإضافة إلى المباني السكنية. تُعتبر هذه المدينة واحدة من أبرز المشاريع السياحية في منطقة الشرق الأوسط؛ إذ تضم أيضًا مرسى للزوارق، وصالات رياضية، ومحلات تجارية، مما يجعل البحيرة وجهة سياحية رائعة تتيح للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوء المنطقة. وهي أيضًا منطقة عسكرية هامة تضم قاعدة جوية تلبي احتياجاتها المتعددة.
مساحة بحيرة الحبانية
تتميز بحيرة الحبانية بأنها مخزون مائي استراتيجي، حيث تبعد عن بغداد حوَالي ثمانية وستين كيلومترًا، وعن الفلوجة عشرين كيلومترًا، في حين تبتعد عن جنوب الرمادي خمسة وعشرين كيلومترًا. تبلغ مساحة البحيرة حوالي أربعمئة وستة وعشرون كيلومترًا مربعًا، ويُقدّر أعلى مستوى تخزين للمياه فيها بواحد وخمسين مترًا، مع سعة كلية تصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب. تعتبر هذه المساحة كافية لتلبية احتياجات القرى والمشاريع المحيطة بها.
تأثير الحرب على بحيرة الحبانية
تأثرت بحيرة الحبانية والمشاريع السياحية المحيطة بها بشكل كبير بالظروف الصعبة التي مر بها العراق، وخاصة خلال الغزو الأمريكي عام 2003، حيث تعرضت العديد من المرافق السياحية للتدمير. لهذا، تخضع المدينة حاليًا لعمليات تأهيل تعيد إليها حيويتها، مع السعي لتعزيز الأمن فيها مما تسعى إلى جعله وجهة جذب للزوار.
يشير التاريخ إلى أن عام 2001 شهد انحسار منسوب مياه البحيرة، مما جعلها غير صالحة للشرب والسباحة. لذا، قامت وزارة الموارد المائية العراقية باتخاذ إجراءات لزيادة منسوب المياه، بهدف الحفاظ على بحيرة الحبانية.