تاريخ انتهاء الحرب الباردة

الحرب العالمية الثانية

اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 واستمرت لمدة ست سنوات، حيث انتهت عام 1945. شهدت هذه الحرب صراعًا بين دول الحلفاء ودول المحور. تضم مجموعة دول الحلفاء دولًا هامة مثل بريطانيا، الصين، فرنسا وبولندا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي. في المقابل، شكلت دول المحور مجموعة تضم ألمانيا، إيطاليا، ومن ثم انضمت إليهم اليابان وعدد من الدول الأخرى مثل النمسا ورومانيا وبلغاريا والمجر.

أسفرت الحرب العالمية الثانية عن كوارث إنسانية وسياسية ضخمة، حيث قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتين ذرّيتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان. كما أسفرت الحرب عن ملايين الضحايا من العسكريين والمدنيين. بروز قوتين عظيمتين على مستوى العالم كان أبرز نتاجاتها، هما الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل النموذج الديمقراطي في الشرق، والاتحاد السوفييتي الذي يُعبر عن الشيوعية في الغرب.

الحرب الباردة

تشير الحرب الباردة إلى الصراع الذي نشأ بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان هذا الصراع يدور حول الهيمنة والسيطرة على القوة في الساحة العالمية، ولم يتضمن استخدامًا صريحًا للأسلحة، بل تمّ تنفيذها بصورة غير معلنة ودون مواجهات مباشرة، مما دفع إلى تسميتها بالحرب الباردة.

بدأت الحرب الباردة رسميًا في عام 1945، ولكن يمكن الإشارة إلى بداية الأحداث المؤشرّة عليها منذ عام 1941، حين شنت اليابان هجومًا على ميناء بيرل هاربر الأمريكي. استمرت الحرب الباردة لفترة طويلة حتى انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1992، حيث كانت الأحداث تسير بخطى بطيئة وغير ظاهرة، في سعي كل من القوتين للوصول إلى مكانة القوة العظمى في العالم.

على الرغم من مشاركة الاتحاد السوفييتي إلى جانب الولايات المتحدة في الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الرئيس السوفييتي ستالين كان يسعى للسيطرة على دول أوروبا بالقوة السوفييتية، وهو ما قوبل بالرفض من دول الحلفاء التي كانت قد وعدت بإجراء انتخابات ديمقراطية في تلك الدول بعد تطهيرها من السيطرة الألمانية. بعد ذلك، قام الاتحاد السوفييتي بقطع العلاقات مع الدول الغربية، وبدأت الحكومات الشيوعية في التوسع.

استمرت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حتى بعد وفاة ستالين، حيث سعت كل من الدولتين لاستقطاب الدعم من دول مختلفة، مما أدى إلى تشكيل حلف الناتو في مواجهة حلف وارسو.

بحلول عامي 1988 و1989، بدأت ملامح نهاية الحرب الباردة تظهر بجلاء؛ إذ بدأ الاتحاد السوفييتي في سحب قواته من أفغانستان وتخفيض وجوده العسكري في أوروبا، مما ساهم في تعزيز الديمقراطية والحرية داخل أراضي الاتحاد. تبع ذلك انهيار العديد من القيادات الشيوعية، وانفصال الاتحاد السوفييتي إلى عدة دول مستقلة غير شيوعية. وفي عام 1992، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ورئيس روسيا بوريس يلتسن انتهاء الصراع الطويل بين البلدين.

Scroll to Top