فهم الفكر السياسي في فلسفة أرسطو

الفكر السياسي لأرسطو

يمكن تلخيص جوانب الفكر السياسي لأرسطو من خلال المفاهيم التي أسس عليها، وهي كالتالي:

مفهوم الدولة في نظر أرسطو

تعتبر الدولة من أهم المفاهيم في نظر أرسطو، وفيما يلي توضيح لذلك:

  1. تُعتبر الدولة الشكل الأرقى من المجتمع، حيث يبدأ المجتمع البدائي من أفراد عاديين وأسياد وعبيد، يتوحدون لتشكيل قرية، وتتفسح عدة قرى لتشكيل الدولة.
  2. تسعى جميع المجتمعات نحو تحقيق الخير المتبادل.
  3. يُعتبر تأسيس الدولة من أعظم الفوائد، إذ تمثل المكان الذي يمكن للبشر من خلاله تحقيق رغباتهم.

مفهوم الحكومة عند أرسطو

حدد أرسطو مفهوم الحكومة حيث يتعين أن تكون بيد فرد واحد، أو مجموعة صغيرة، أو جماعة كبيرة. يمكن أن تهدف الحكومات إلى الصالح العام أو لمصلحة الحكام. والآتي يوضح أنواع الحكومة:

  1. الحكومة الفردية

يطلق عليها أرسطو مصطلح “الملكية” إذا كانت تهدف إلى المصلحة العامة، بينما تُعرف بالاستبداد إذا كانت تخدم مصالح خاصة.

  1. حكومة الأقلية

يطلق عليها مصطلح “أرستقراطية” إذا كانت تهدف إلى المصلحة العامة، بينما تُعرف بـ “الأوليغارشية” (حكم الأقلية) إذا كانت تفيد فقط الأقلية الحاكمة.

  1. الحكومة المشتركة

تسمى “نظام الحكم” إذا كانت تهدف إلى المصلحة المشتركة، وتُعرف بـ “الديمقراطية” إذا كانت تركز فقط على الحكومة المشتركة.

تعريف المواطن في فكر أرسطو

عرف أرسطو المواطن كما يلي:

  1. يعتبر أرسطو المواطن هو الشخص الذي له حق المشاركة في المناصب القضائية أو التداولية، حيث يمكنه الجلوس في هيئة المحلفين وغيرها من الهيئات.
  2. يتمتع المواطن بحق التصويت والمشاركة الفعلية في الحكم.

مفهوم الدستور عند أرسطو

يمكن تعريف الدستور بمصطلحات أرسطو كالتالي:

  1. الدستور هو نظام تنظيمي لمكاتب الدولة.
  2. ترتكز نظرية أرسطو حول الدساتير على مفاهيم العدالة، حيث تركز على المزايا المشتركة وتحقيق سعادة المجتمع السياسي، مما يميز بين الدساتير العادلة والدساتير المنحرفة.
  3. يمكن لكل مواطن لديه أفضل دستور أن يتمتع بحق عادل في ملكيته الخاصة وتعليمه.

أنواع الدساتير عند أرسطو

تشمل الأنواع التالية:

  1. النوع الأول

هذا هو الدستور المثالي الذي يخلو من أي عوائق خارجية، وفقًا لأرسطو:

  1. سيكون لدى كل مواطن فضيلة أخلاقية وعادات يرجّح تنفيذها في الحياة، ما يؤدي إلى تحقيق حياة متميزة وسعيدة.
  2. سيمتلك جميع المواطنين مناصب سياسية وممتلكات خاصة.
  3. سيكون نظام التعليم مشتركًا لكل المواطنين، حيث يتشاركون في نفس الهدف.
  4. النوع الثاني

هذا النوع يُعتبر الأفضل في ظل الظروف المحددة، إذ من الصعب تحقيق الدستور المثالي للجميع، ويشمل ما يلي:

  1. إذا كان السكان يفتقرون إلى القدرات والموارد لتحقيق السعادة الكاملة، يُفضل صياغة دستور مناسب.
  2. يؤمن أرسطو بأن أفضل دستور هو ذلك الذي تديره الطبقة الوسطى، والتي تقع بين الأغنياء والفقراء، حيث يمتاز أعضاؤها بثراء معتدل.
  3. النوع الثالث

يُمكن تعريفه بأنه الدستور الذي يلبي هدف معين لشرائح معينة من السكان.

العبودية وفقًا لأرسطو

كان أرسطو يؤمن بأهمية العبودية ويعتبرها مبررة، حيث اعتبر العبيد ملكية أساسية للعائلة أو السادة، وصرّح بأن العبودية تأخذ طابعًا طبيعيًا ومفيدًا لكل من السادة والعبيد. وكان يعتقد كذلك أن العبيد يفتقرون للقدرة على التفكير، على الرغم من امتلاكهم العقل.

دور المرأة في السياسة من منظور أرسطو

يعتقد أرسطو أن المرأة تفتقر للقدرة على السلطة، مشيرًا إلى أن عقل المرأة يعد أدنى من عقل الرجل، وأن عواطف النساء تلعب دورًا كبيرًا في سلوكهن، ويرى أن للمرأة دورًا محددًا في المنزل حيث تحافظ على ما يكتسبه الرجل.

خصائص المدينة الفاضلة من منظور أرسطو

تشمل الخصائص التالية:

  1. يجب أن تكون المدينة ذات حجم مناسب، بحيث تكون كبيرة بما يكفي للدفاع عن نفسها وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
  2. ينبغي أن لا تكون المدينة مكتظة بالسكان، حتى يمكن إدارتها بطريقة فعالة.
  3. يجب أن تمتلك المدينة أراضي محصنة تجعل من الصعب على الأعداء اقتحامها، بينما تسهل على المواطنين الخروج منها.
  4. ينبغي أن يكون الموقع الجغرافي ملائمًا، بحيث يسهل الدفاع عن المدينة بحريًا ويمتاز بجو مناسب.
  5. يجب أن يشارك المواطنون في إدارة المدينة والمشاركة في السياسة.
  6. يكتسب التعليم أهمية كبيرة في المراحل الأولى من حياة المواطنين.
Scroll to Top