حقوق الجار في الإسلام: واجبات المسلم تجاه جيرانه

تعتبر حقوق الجار في الإسلام من الأسس الاجتماعية المهمة، حيث يُعرف الجيران بأنهم من أقرب الناس سكنًا. وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالإحسان للجار إلى سبعة جيران، مما يعكس أهمية تلك العلاقات في المجتمع. يُدرك الجار عن جاره ما قد لا يعرفه الآخرون عن حياته، لذا فإن للجيران منزلتهم الكبيرة.

إضافةً إلى ذلك، فإن الجار ذو الأخلاق الحميدة يُعد أحد أسباب سعادة الشخص في منزله. لذلك، سنسلط الضوء في هذا المقال على حقوق الجار في الإسلام.

لمحة عن الجار

  • كان العرب في العصور القديمة يعتزون بحسن الجوار قبل ظهور الإسلام، حيث كانوا يحبون إكرام الجار وإحسان معاملته.
    • وعندما جاء الإسلام، أكد على تعزيز خلق الإحسان للجيران، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمحتاجين والصاحب بالجنب.”
  • أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بمعاملة الجار بشكل حسن، سواء كان جارًا قريبًا أو بعيدًا، مسلمًا أو غير مسلم، دون تمييز بين الألوان أو الأعراق. فلكل جار حقوق وواجبات يجب احترامها.
    • فيجب أن يحصل الجار على التقدير والاحترام بغض النظر عن دينه أو أصله.

ما هي حقوق الجار؟

  • من حقوق الجار رد التحية والسلام عليه.
  • من الواجب أن يقف الجار بجانب جاره في المناسبات السعيدة وتقديم التهاني.
  • كتمان أسرار الجار وعدم إفشائها.
  • مشاركة الجار في جنازته في حال وفاته أحد أقاربه.
  • تقديم النصيحة المعقولة له عند الحاجة، وتقديم الدعم المالي والمعنوي في حالات الفقر.
  • تجنب إزعاج الجار بالضوضاء العالية أو الصراخ أو رفع صوت المذياع أو التلفاز.
  • عدم التدخل في خصوصيات الجار.
  • التواجد بجانب الجار في الأوقات الصعبة والمواسية عند المرض.
  • التحقق والاطمئنان على الجار وزيارته بشكل دوري.
  • معاملته معاملة حسنة وعدم إلحاق الأذى به جسديًا أو نفسيًا.

حقوق الجار في الإسلام

لقد أوجب الله سبحانه وتعالى حقوقًا شرعية للجار، وإذا التزم المسلمون بهذه الحقوق ستسود بينهم الألفة والمودة. وفيما يلي حقوق الجار الأساسية:

  • يجب على الجار تجنب إيذاء جاره والدفاع عنه. كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي قال: “رجلٌ قال: يا رسول الله، إن فلانة تُذكر بكثرة صلاتها وصيامها، لكنها تؤذي جيرانها لسانها، فقال: هي في النار.”
    • أما في حال وجود جارة تقصر في العبادة لكنها لا تؤذي جيرانها، فقال: “هي في الجنة.”
  • من واجب الجار تقديم الهدايا لجاره والسعي لفعل المعروف، مما يعزز المحبة ويزيل الأحقاد.
  • يجب على كل جار أن يحب الخير لجاره، ويجب أن ينأى بنفسه عن الحسد، وأن يحب لجاره ما يحب لنفسه.
    • فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه.”
  • يتوجب على الجار حفظ عورات جاره وكل ما يمكن أن يؤذيه.

استحقاقات الجار الإضافية

  • يجب أن يقدم الجار المساعدة المالية وغيرها عند الحاجة، حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره. ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم.”
  • كما ينبغي لكل جار المشاركة في أفراح وأحزان جاره والمواساة في الأوقات الصعبة، وألا يكون سببًا لقلق جاره.
  • يجب على كل جار الحفاظ على أموال جاره وكرامته وعدم خيانته، حيث قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “سألت: أي الذنب عند الله أكبر؟” فقال: “أن تجعل لله ندا وهو خلقك”.

تصنيف الجيران في الشريعة الإسلامية

تنقسم الجيران في الشريعة الإسلامية إلى ثلاثة أنواع، وفيما يلي أنواع الجيران:

  • النوع الأول: هذا النوع من الجيران له حق الجوار فقط، وهو الجار غير المسلم وليس له صلة قرابة.
  • النوع الثاني: الجار المسلم الذي لا تربطه صلة قرابة، وله حقان – حق الجوار وحق الإسلام.
  • النوع الثالث: الجار المسلم الذي له صلة قرابة، وهذا النوع له حقوق ثلاثة: حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم.

وقد روى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجار، حيث قال: “الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقًا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقًا.”

وبذلك يتضح أن الجار له مكانة كبيرة في الإسلام، حيث أنه من الواجب التعامل معهم بكل إحسان وعدم إيذائهم بأي شكل.

أهمية الإحسان إلى الجار

  • تحتوي الشريعة الإسلامية على فضائل عظمة مرتبطة بالإحسان إلى الجار، حيث أمر الإسلام بمراعاة حقوق الجار وعدم إيذائه.
    • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.”
  • كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الجار، حيث أن هذا الفعل يعتبر من الطاعات التي تعزز إيمان المسلم.
    • فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن.” قيل: “ومن يا رسول الله؟” فقال: “الذي لا يأمن جاره بوائقه.”

أحاديث حول حقوق الجار

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من آذى جاره فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن حارب جاره فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله.”
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق المحارم تكن أعبد الناس. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا. وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.”
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره.”
  • وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره.”
Scroll to Top