الفروقات بين العلمانية والليبرالية
فيما يلي استعراض شامل للفروقات بين العلمانية والليبرالية:
من ناحية التعريف
هنا نوضح الفروقات بين العلمانية والليبرالية وفقًا لتعريف كل منهما:
تعريف العلمانية
العلمانية هي مفهوم يُشير إلى الإيمان بأنه يجب عدم تدخل الدين في مجالات الحكومة، التعليم، والشؤون العامة في المجتمع.
تعريف الليبرالية
الليبرالية تُعتبر نموذجًا من الحكم يعتمد على سيادة الأغلبية ضمن إطار من الحرية والمساواة. كما تدعم مجموعة متنوعة من الآراء التي تفسر هذه المبادئ؛ ويدعو الليبراليون إلى ترويج أفكار مثل الانتخابات النزيهة، حقوق الإنسان، حرية التعبير، حرية الدين، وحق الملكية الخاصة. يرفض الليبراليون مفاهيم مثل الامتياز الوراثي، دين الدولة، التملك المطلق، والشرعية الإلهية للملوك، ويؤكدون على حق كل فرد في الحياة والحرية والملكية.
من ناحية التاريخ
فيما يلي نستعرض الفروقات التاريخية بين العلمانية والليبرالية:
تاريخ العلمانية
تأسس مفهوم العلمانية في العصور الوسطى، تحديدًا في القرن التاسع عشر في أوروبا، حيث كانت هناك قوى دينية قوية تسعى للهيمنة على الشؤون الإنسانية والتفكير الإيماني. كرد فعل على هذه الاتجاهات، ظهر مفهوم العلمانية.
تاريخ الليبرالية
يعتبر البعض أن فكرة الليبرالية بدأت بالتبلور مع الثورة الفرنسية، بينما يشير آخرون إلى جذورها في المحاولات المسيحية القديمة للتحرر من سيطرة الكنيسة والسلطات الدينية.
من ناحية المرتكزات
نستعرض هنا الفروقات بين العلمانية والليبرالية من حيث المرتكزات الأساسية لهما:
مرتكزات العلمانية
تعتمد العلمانية على مبدأ فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، حيث لا يُفرض على المجتمع اعتناق دين أو عقيدة معينة. ينطبق هذا على تفسير الظواهر الكونية بشكل علمي مادي بعيدًا عن الاعتبارات الدينية، مما يعني رفض أي تدخل للدين في السلطات التشريعية والتنفيذية. في السياق العلماني، يعتبر الحكم بالإعدام لأسباب دينية مرفوضًا وبدلاً من ذلك يجب أن يبنى على قوانين مدنية تنظمها الدولة. العلمانية لا تحظر اتباع دين معين بل تنادي بفصل الدين عن الدولة والسياسة.
مرتكزات الليبرالية
تشير كلمة “ليبرالية” في اللغة الفرنسية إلى التحرر، ويحتوي الفكر الليبرالي على العديد من شعارات الثورة الفرنسية مثل أهمية الحرية وحماية حقوق الإنسان. تعتبر الليبرالية نهجًا فكريًا وسياسيًا يتجاوز مجرد الشؤون الاقتصادية، وتُعتبر حركة للوعي الاجتماعي والسياسي تهدف إلى تحرير الفرد والجماعة من قيود السلطات السياسية، الاقتصادية، والثقافية. تنتشر القيم الليبرالية وفقًا للأخلاق والقيم التي يعبر عنها المجتمع ويرتبط بها.
تجدر الإشارة إلى اختلاف تطبيق الليبرالية بين المجتمعات الغربية التي تميل نحو التحرر والمجتمعات الشرقية التي تتسم بالمحافظة. فحرية الفرد في الحياة يجب أن تُحقق بناءً على اختياراته الخاصة بدلاً من ما يُفرض عليه، مما يجعل التسامح والقبول بالاختلافات أساسًا في الفلسفة الليبرالية.