الاختلاف بين الرسم العثماني والرسم الإملائي
يمكن تلخيص الفروق بين الرسم العثماني والرسم الإملائي كما يلي:
الرسم الإملائي
يُعرف الرسم الإملائي بأنه تنظيم الكلمات بحروف هجائها اعتماداً على بداية الكلمة ومكان التوقف عليها. ويشمل كتابة ألفاظ المصحف الشريف وفق القواعد الإملائية المتبعة، ويُشير إليه غالباً بالرسم القياسي، حيث يتم مراعاة مقاييس القواعد الإملائية أثناء كتابته.
تجدر الإشارة إلى أن الخط ينقسم إلى ثلاثة أقسام كما يلي:
- خط يعكس الاقتداء بالسلف وهو المصحف.
- خط يتبع ما أثبته اللفظ مع حذف ما تم إغفاله، كما يقوم به العروضيون، حيث يُكتب التنوين وتُحذف همزة الوصل.
- خط يُتبع العادة الشائعة وهو الذي يتناول دراسة النحويين.
لقد أولى العلماء من نحويين ولغويين وغيرهم أهمية كبيرة لموضوع الهجاء والخط، وهو ما نعرفه اليوم بالإملاء، حيث أُلفت كتب متخصصة في هذا المجال وتم الإشارة بشكل مباشر إلى الصلة بين الرسم الإملائي والنحو وتأثيره عليه.
الرسم العثماني
يُعتبر الرسم العثماني علماً يُعرف من خلاله الاختلافات بين خط المصاحف العثمانية وأصول الرسم القياسي. يُشير إلى كيفية كتابة الكلمات القرآنية وفق نوع حروف كل كلمة وعددها، والمقصود هو الرسم الذي وُضع به المصحف الشريف والذي تم الاتفاق عليه بين الصحابة في زمن الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه -.
تعود أصول الرسم العثماني إلى الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه -، وهو الثالث من الخلفاء الراشدين. وقد كان رسم المصاحف العثمانية خالياً من العلامات الكتابية، ووجد علماء التابعين ومن جاء بعدهم ضرورة لإضافة علامات للدلالة على الحركات وتمييز الحروف المتشابهة، مما يسهل على القارئ قراءة المصحف. وقد أسفرت جهودهم عن تأسيس علم الضبط.
حُكم الرسم العثماني
تتباين الآراء حول حكم الرسم العثماني إلى ثلاثة مذاهب كما يلي:
- المذهب الأول
يعتبر الرسم توقيفياً لا يجوز مخالفته، وهذا هو رأي جمهور الخلف والسلف.
- المذهب الثاني
يعتبره اصطلاحياً وليس توقيفياً، وبالتالي يجوز مخالفته، ويعتمد هذا الرأي ابن خلدون أبو بكر.
- المذهب الثالث
يجمع على أنه لا يجوز كتابة المصحف وفق الرسم الأول الذي اعتُمد آنذاك، وذلك لتفادي أي تغييرات قد تحدث من قبل غير المتخصصين، وقد تم نقل ذلك عن صاحب البرهان في علوم القرآن، وتبعه عدد من علماء السلف.
قواعد الرسم القرآني
تشير قواعد الرسم إلى الأبواب والممارسات التي يُخالف فيها الرسم العثماني قواعد الرسم الإملائي، ومن بين هذه القواعد ما يلي:
- حذف الألف
تحذف الألف من ياء النداء كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاس)، ومن لفظي الرحمن وسبحن، وكذلك من لفظ الجلالة “الله”، كما في التنبيه، مثل: (وَأَنتُمْ).
- حذف الياء
تُحذف الياء من كل منقوص مُنوّن في حالة الرفع والجر، مثل: (غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ).
- حذف الواو
تُحذف الواو في حال تواجدها مع واو أخرى، كما في (لَا يَسْتَوُون).
- قاعدة الزيادة
تتعلق بزيادة الألف بعد الواو في كل اسم مجموع، وبعد الهمزة المرسومة واواً، وأيضاً في كلمات مائة ومائتين.
- قاعدة الهمز
تشير إلى أن الهمزة إذا كانت ساكنة تُكتب بحركة ما قبلها، وإن كانت في وسط الكلمة فتُكتب حسب حركة الحرف الذي قبلها.