الكاريوكي
يعتبر الكاريوكي وسيلة ممتعة للغناء حيث يتم عرض الموسيقى على شاشة، وهو شكل من أشكال الترفيه المحبوبة بين جميع الأعمار في اليابان، حيث بدأ هذا التقليد في اليابان وانتشر لاحقاً إلى باقي أنحاء العالم، وخاصة في قارة آسيا. يُعتبر الكاريوكي جزءاً أساسياً من معالم السياحة في اليابان، ويمكن العثور على صناديق الكاريوكي في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في طوكيو، حيث غالباً ما تقع بالقرب من محطات القطارات.
أصول الكاريوكي في اليابان
تشتق كلمة “كاريوكي” من كلمتين: “كارا” بمعنى الفارغ و”أوكي” بمعنى الأوركسترا، مما يشير إلى معنى “الأوركسترا الفارغة”. ويعكس هذا المعنى الطابع الفريد لصناديق الكاريوكي، حيث تبدأ الأغاني بدون كلمات، مما يمكّن الشخص من الغناء بصوته الخاص. وهذا يتيح للفرد فرصة الغناء بحرية دون أية إزعاج.
تعود فكرة الكاريوكي إلى عام 1971، عندما قام عازف الطبول دايسوكي اينو (بالإنجليزية: Daisuke Inoue) بابتكار طريقة لتمكين الزبائن من الغناء لموسيقاه في مدينة كوبه، ففي هذه التجربة الأولية لم يكن يغني معهم، بل كانوا يغنون استخدام صوتهم فقط. وعلى الرغم من أنه لم يسجل براءة الاختراع لاختراعه، فإن الفلبيني روبيرتو ديل روزاريو (بالإنجليزية: Roberto del Rosario) قام بتسجيل أول آلة كاريوكي في براءات الاختراع عام 1975. لا يزال تأثير اينو محسوسًا في اليابان، حيث يعد رمزًا في مجال الكاريوكي.
منذ تلك الفترة، أصبح الكاريوكي متاحاً في شتى الأماكن، بما في ذلك السيارات والمنازل والمهرجانات. في عام 2003، قاد الفنان روبي ويليامز (بالإنجليزية: Robbie Williams) أكبر حدث كاريوكي في العالم في مهرجانات الموسيقى بالمملكة المتحدة، حيث شارك فيه حوالي 120,000 مغني، مسجلاً رقماً قياسياً في موسوعة غينيس.
كيفية استخدام صناديق الكاريوكي
تتبع صناديق الكاريوكي لعدد من المؤسسات، وكل منها لديها إجراءات خاصة. عند دخولك إلى أحد صناديق الكاريوكي، يكون من المعتاد التوجه إلى مكتب الاستقبال وملء نموذج يتطلب بعض المعلومات الضرورية، مثل:
- سيقوم موظف الاستقبال بالاستفسار عن ما إذا كانت هذه هي الزيارة الأولى، وسيطلب منك تقديم إثبات الهوية أو جواز السفر، وعدد الأفراد في مجموعتك، ومدة إقامتكم، وما إذا كنت ترغب في طلب الطعام أو الشراب، بالإضافة إلى نوع جهاز الكاريوكي الذي تفضل استخدامه (حيث توجد مؤسسات تقدم أنواعاً متعددة من أجهزة الكاريوكي).
- سيتم تخصيص غرفة تتناسب مع حجم مجموعتك، وسيتوفر لك جهاز لوحي (تاب) لمتابعة الوقت، بعد ذلك يمكنك الانتقال إلى الغرفة الخاصة بك لاختيار الأغاني باستخدام أجهزة التحكم عن بعد، وسيتاح لك الغناء باستخدام الميكروفونات المتوفرة في الغرفة حتى انتهاء الوقت المتاح. عند الحاجة للدفع أو الاستفسار عن تمديد الوقت، يُمكنك إحضار الجهاز اللوحي إلى المكتب.
الكاريوكي في عصر التكنولوجيا الحديثة
يعتبر الكاريوكي مثالاً للتطور المستمر الذي يعتمد على التفاعل بين الأنظمة والتقنيات الحديثة، كما يشير الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر (بالإنجليزية: Joseph Schumpeter). حيث تتيح المجتمعات فرصة للاستفادة من الابتكارات الجديدة التي تظهر كل عقد وبناء نماذج أعمال جديدة.
بدأت تجربة الكاريوكي مع توفر ميكروفون متصل بجهاز تشغيل أشرطة كاسيت مكون من 8 مسارات، وقد تم استخدام هذا النظام في أوائل السبعينات. ومع ظهور أشرطة الكاسيت، تراجعت شعبية أشرطة الـ8 مسارات.
في أوائل الثمانينات، تم تقديم أقراص الليزر، مما مكن من عرض مقاطع الفيديو والنصوص الغنائية معاً، وتمكن هذا النظام من تغيير لون الكلمات مع تقدم الأغاني. لاحقاً انتشرت صناديق الكاريوكي الحديثة – والتي كانت عبارة عن حاويات مزودة بآلات كاريوكي أوتوماتيكية. في تلك الفترة، كان رواد الكاريوكي في الأساس من كبار السن، ولكن مع تطور هذه الصناعة، أُتيحت الفرصة للأجيال الأصغر سناً للاستمتاع بها.
مع نهاية التسعينات، بدأ توزيع الموسيقى عبر الإنترنت، مما هيأ المجال لدمج الميكروفونات المزودة بالذاكرة مع أجهزة التلفاز في المنازل. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهرت خدمات الكاريوكي عبر الهواتف المحمولة، وسرعان ما انتشرت خدمات بث الفيديو والفيديو عند الطلب.