الشيخ ابن باز رحمه الله
شهدت الجزيرة العربية خروج العديد من العلماء والفقهاء البارزين الذين قدموا مساهمات جليلة في مجال الدعوة الإسلامية وتعليم الناس أصول الشريعة الإسلامية في فقهها وعقائدها وأخلاقها. ومن بين هؤلاء العلماء تألق اسم الشيخ العلاّمة ابن باز رحمه الله، الذي يُعتبر أحد أعظم العلماء المسلمين في القرن العشرين. فما هي تفاصيل سيرته الحياتية؟
مولد ونشأة الشيخ ابن باز
وُلِد عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز في مدينة الرياض عام 1910 ميلادي. تعود أصول أسرته إلى المدينة المنورة، لكنها انتقلت إلى الدرعية ثم إلى حوطة بني تميم قبل أن تستقر في الرياض. في هذه المدينة، تلقى الشيخ ابن باز تعليمه على يد مجموعة من العلماء، من بينهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، الذي حرص على ملازمة الشيخ وتقديم له معارف واسعة في مجال الفقه، والعقيدة، والحديث. وقد أتم الشيخ حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه سن الرشد.
عمل وإنجازات الشيخ ابن باز
كانت أولى مهام الشيخ ابن باز الرسمية عندما عُيّن قاضيًا في بلدة الدلم، ومن ثم انتقل إلى الرياض، حيث قام بتدريس العلوم في المعهد العلمي وكلية الشريعة. كما قام بإلقاء دروس علمية في جامع تركي بن عبد الله الذي تولى إمامته. وبعد أن غادر الرياض، انتقل إلى المدينة المنورة، حيث عُين نائبًا للجامعة الإسلامية ثم أصبح رئيسها فيما بعد. في المدينة، واصل الشيخ إلقاء الدروس في المسجد النبوي، ومن بين أبرز طلابه العلماء الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين، وصالح الفوزان، وعبد العزيز الراجحي.
عاد ابن باز مرة أخرى إلى الرياض، حيث أسندت إليه رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي. كما يُحسَب للشيخ ابن باز الفضل في تأسيس دار الحديث الخيرية في مكة المكرمة، والتي انتشرت فروعها في جميع أنحاء المملكة. ومنذ عام 1992 ميلادي، أصبح ابن باز المفتي الرسمي للمملكة العربية السعودية.
وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله
توفي الشيخ ابن باز بعد معاناة طويلة من آلام في المريء والقلب. ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة بعد أن أُقيمت عليه صلاة الجنازة في المسجد الحرام عام 1999 ميلادي.