ظن وأخواتها
تُعرف ظن وأخواتها (أفعال الشك واليقين) كونها من الأفعال الناسخة التي تؤثر على الجملة الاسمية، حيث تقوم بإلغاء المبتدأ والخبر. وبالتالي، يتحول المبتدأ إلى مفعول به أول، وتصبح جملة الخبر مفعول به ثانٍ. تتألف ظن وأخواتها من مجموعة من الأفعال، منها: ظن، خال، حسب، زعم، رأى، علم، وجد.
- أمثلة: رأيتُ طالبًا مجتهدًا، وجدتُ أخاك جالسًا، ظننتُ الباب مقفلاً.
- الإعراب: تُعرب ظن وأخواتها وفقًا لموقعها في الجمل الاسمية، على سبيل المثال:
رأيتُ طالبًا مجتهدًا
رأيتُ: فعل ماضٍ، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
طالبًا: مفعول به أول مبني على تنوين الفتح الظاهر على آخره.
مجتهدًا: مفعول به ثانٍ مبني على تنوين الفتح الظاهر على آخره.
حالاتها
تتميز ظن وأخواتها بعدة حالات، منها:
- تقاربها مع كان وأخواتها في إخفاء الشأن المتعلق بالفعل، مثال: ما برحت لأجده.
- تعليقها للعمل في الجملة، مثال: لا أجده.
- إمكانية إلغائها إذا وجدت في وسط أو آخر الجملة، مثال: الرجل ظننت واقفًا.
- عدم اقتصارها على مفعول واحد، مثال: علمتُ طالبًا (أي عرفته).
- اتصال ضمير الفاعل وضمير المفعول به، مثال: ظننتني واقفًا.
أقسامها
يمكن تقسيم ظن وأخواتها إلى أربعة أقسام، كما يلي:
من حيث النوع
تنقسم ظن وأخواتها من حيث النوع إلى قسمين: أفعال القلوب وأفعال التحويل.
- أفعال القلوب، والتي تنقسم إلى:
- أفعال اليقين، مثل: رأى، علم، وجد، تعلم.
- أفعال الشك (الرجحان)، مثل: ظن، خال، حسب، زعم، كما في المثال: حسبتُ الوقت مبكراً، علمتُ الخبر متأخراً.
- أفعال التحويل، مثل: صيّر، جعل، هب، ترك، رد، اتخذ، كما في المثال: تركتُ الكتاب مفتوحًا، اتخذتُ قرارًا أخيرًا.
من حيث التقديم والتأخير
- وقوع ظن وأخواتها في وسط الجملة بين المفعول به الأول والثاني، مثل: الطفلَ أظن نائماً.
- تقديم المفعول به الأول والثاني على ظن وأخواتها، مثل: الطفلَ نائماً ظننتُ.
من حيث التصرف
تقسم إلى نوعين: الأفعال المتصرفة والأفعال غير المتصرفة.
- الأفعال المتصرفة: تشمل جميع أخوات ظن ما عدا (هب، وتعلم). تُستخدم مع تصريف الفعل في الماضي، المضارع، الأمر، اسم الفاعل، واسم المفعول. ومن أمثلة ذلك:
- الماضي: ظننتُ الطريق طويلاً.
- المضارع: أظنُّ الطريق طويلاً.
- الأمر: ظن الطريق طويلاً.
- اسم الفاعل: أنا ظانٌ الطريق طويلاً.
- اسم المفعول: الرجل مظنون الطريق طويلاً.
- الأفعال غير المتصرفة: هي أفعال جامدة، ومن أخوات ظن فعلان فقط، وهما: (هب، وتعلم)، ولا تُستخدم إلا مع فعل الأمر.
مثال: تعلمْ شفاء النفس قهر عدوها.
من حيث الإعمال والإلغاء
- الإعمال: هو تثبيت ظن وأخواتها في سياق الجملة، مثال: ظننتُ الرجل كريماً.
- الإلغاء: هو عدم عمل ظن وأخواتها مع المعنى واللفظ، مثال: رأيتُ الرجل جالسًا، حيث ليس لرأيت عمل في الرجل لا في اللفظ ولا في المعنى، مما يعني أن المتكلم هو من رأى الرجل جالسًا، ولم يؤثر ذلك على وضعية جلوس الرجل.