تفسير الفارق بين القضاء والقدر كما أوضحه الشيخ الشعراوي

تفسير الفرق بين القضاء والقدر كما يوضح الشيخ الشعراوي

يتناول الشيخ الشعراوي في تفسيره للآيات القرآنية الفروقات بين القضاء والقدر، وقد خصص كتابًا يتعلق بهذا الموضوع تم تجميعه من بعض حلقاته التلفزيونية. نستعرض فيما يلي أبرز النقاط المستخلصة من تفسيراته:

  • يبدأ الشيخ الشعراوي بطرح أسئلة متكررة حول هذا الموضوع، مثل: هل الإنسان يملك خيارًا أم أنه مُسيّر؟ هل هو مُجبر أم مختار؟
  • يشدد على أن هناك فرقًا بين القضاء والقدر، رغم أن كليهما في النهاية بيد الله.
  • يعرف الشيخ القضاء بأنه ما يقدره الله دون تدخل إنساني، بينما القدر هو ما يُترك للإنسان من خيارات، مع العلم المسبق من الله بما سيختاره العبد، حيث يعتبر علم الله صفة كشفية وليست تأثيرية.
  • يؤكد أن الإنسان يُحاسب على قدره وليس على قضاءه، حيث قال: “إذا أحسنت استقبال القدر، ستعرف تقصيرك فيما كان لك فيه دور، وأما ما حدث دون إرادتك، فهو من القدر الذي أراده الحق سبحانه لحكمة قد لا تدركها، وهي في النهاية خير لك”.
  • يقسم الشيخ القضاء إلى ثلاث مراتب: العلم، الكتابة، والمشيئة، بينما يشمل القدر أربع مراتب: العلم، الكتابة، المشيئة، والخلق.
  • يشدد على أن القضاء يأتي قبل القدر، فالقضاء هو الحكم الإلهي الأسبق، والقدر هو ما يقع من خلق وفق هذا الحكم، حيث قال ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: “القضاء هو الحكم الشامل في الأزل، والقدر هو تفاصيل ذلك الحكم”.
  • يهدد القضاء بالإلغاء إذا أظهر الإنسان الرضا عنه، ومن الأمثلة على ذلك ما حدث مع النبي إسماعيل حين قال لأبيه إبراهيم -عليهما السلام-: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).
  • تأتي كلمة قضى بمعانٍ متعددة، وغالباً ما يتحدد المعنى بفصل الأمر بحكمة، حيث يُشار إلى أنه يمكن أن يُفصل الأمر بحكمة بمجرد الانتهاء من شيء ما: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ) أي إذا انتهيتم من مناسككم، وقد يُستخدم “قضى” بمعنى حَكَمَ حكمًا ملزماً.

تعريف القضاء والقدر من الناحية اللغوية والاصطلاحية

القضاء في اللغة يعني الحكم، وفي الاصطلاح يشير إلى الحكم الكلي الإلهي المخصص للموجودات كما هي في جميع أحوالها في الأزل إلى الأبد. أما القدر لغة فهو مصدر يعني تقدير الشيء ومعرفة مقدار، وفي الاصطلاح يعني حدوث الممكنات من العدم إلى الوجود بشكل متتابع يتماشى مع القضاء.

وبذلك يمكن تعريف القضاء والقدر كتقدير الله -تعالى- للأشياء بداية من الأزل، وعلمه -سبحانه- بأن هذه الأشياء ستظهر في أوقات محددة وبصفات معينة، وكتابته لذلك، ومشيئته بحدوثها.

التعريف بالشيخ الشعراوي

الشيخ محمد بن السيد متولي الشعراوي الحسيني وُلد عام (1911) بمحافظة الدقهلية في مصر، وقام بحفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة. نشأ في قرية تتسم بالتقوى والجديّة، مما أتاح له فرصًا دراسية واسعة في العلوم الشرعية. منذ صغره، كان يُظهر شغفًا باللغة العربية، فدخل كلية اللغة العربية عام (1937).

تميز الشيخ الشعراوي بتواضعه وبساطته، حيث كان يبتعد عن متاع الدنيا، متوجهًا إلى ربه. له العديد من الإسهامات في الدين والدعوة، وأبرزها تفسير القرآن الكريم. تجدر الإشارة إلى أنه لم يكتب مؤلفاته بيده بل تم تفريغ دروسه المرئية والمسموعة في كتب مستقلة. تُوفي -رحمه الله- فجر يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر عام (1998) عن عمر يناهز التسعين عامًا بعد معاناة مع المرض.

ومن أبرز ما تم تفريغه من دروسه في العقيدة والدعوة ما يلي:

  • كتاب الطريق إلى القرآن.
  • كتاب عقيدة المسلم.
  • كتاب الأدلة المادية على وجود الله.
  • كتاب كل ما يهم المسلم في يومه وغده.
  • الهجرة النبوية.
  • مريم والمسيح.
  • الحج الأكبر.
  • خواطر حول القرآن الكريم.
Scroll to Top