الموقع الفلكي
يُعرَّف الموقع الفلكي بأنه الموقع المحدد لمكان معين استناداً إلى مرجعيات وإحداثيات، وهو من العوامل الرئيسية التي تؤثر في المناخ السائد في أي دولة. يعتمد تأثير الموقع الفلكي بشكل كبير على موقع الدولة ضمن دوائر خطوط العرض، مما يُعتبر عاملاً أساسياً يؤثر في التوزيع الجغرافي للبلد. وبالتالي، يحدد ذلك كميات الأمطار ودرجات الحرارة، وله تأثيرات أيضاً على الغطاء النباتي. وقد أشار العلماء في علم الفلك إلى وجود اصطلاحين رئيسيين يتعلقان بالموقع الفلكي؛ الأول يتعلق بكوكب الأرض، والثاني يتعلق بالكون بشكل عام.
الموقع الفلكي لكوكب الأرض
قام العلماء بتقسيم الكرة الأرضية إلى خطوط طول وخطوط عرض لتسهيل تحديد المواقع بدقة على سطح الكوكب والتمييز بينها.
تتكون خطوط الطول من 360 خطاً، هي عبارة عن أنصاف دوائر تمتد بشكل طولي حول الكرة الأرضية. يتقاطع كل من نهايتي هذه الخطوط عند القطبين، الشمالي والجنوبي.
أما خطوط العرض، والتي تعرف أيضاً بدوائر العرض، فتتكون من 180 دائرة عرضية متوازية تمتد بشكل عرضي حول الكرة الأرضية. من المهم ملاحظة أن نهايات هذه الدوائر لا تلتقي أبداً، لكنها تكون متعامدة مع خطوط الطول. كما أنه لا يتم اعتبار خط الاستواء من ضمن خطوط العرض، حيث ينقسم إلى 90 دائرة تقع شمال خط الاستواء و90 دائرة تقع جنوبه. تزداد هذه الدوائر قرباً من الأقطاب، مما يؤدي إلى صغر حجمها.
بهذه الطريقة، تمكن علماء الفلك من تحديد موقع معين على سطح الأرض عبر إحداثيات دقيقة على خطوط الطول والعرض، مستخدمين الكسور للتحديد الدقيق لبعض المواقع.
الموقع الفلكي للكون
سعى القدماء إلى توضيح مواقع الكواكب من خلال اقترانها بنجوم بدت ثابتة، نظرًا لوجودها على مسافات شاسعة بعيداً عن الأرض، وأطلقوا على هذه النجوم اسم “الأبراج”. وقد أصبحت تلك الأبراج بمثابة دليل فضائي لتحديد المواقع الفلكية ضمن المجموعة الشمسية والكواكب المتجولة.
كانت مهمة تحديد مواقع الكواكب تحديًا كبيراً للعلماء، ولكن مع تطور العلوم، وخاصة بفضل نظرية النسبية التي اعتمدها العديد من العلماء، أصبح من الممكن اعتبار أن كل شيء في الكون نسبي. لذا، فإن تحديد أي موقع فلكي يُعتبر أيضاً نسبيًا.