تقنيات البلاغة في قصيدة امرئ القيس الطويلة

دراسة المحسنات البديعية في معلقة امرئ القيس

لا بد من التوضيح أن استخدام البديع في معلقة امرئ القيس يظهر بشكل معتدل رغم طول القصيدة. تتميز هذه القصيدة بلغة عالية ودقيقة، مما يجعلها تنأى عن الإفراط في المحسنات البديعية التي تركز على الألفاظ والزخارف الشكلية على حساب المعاني والدلالات، فضلاً عن التركيب النحوي السليم. ومع ذلك، فقد برز علم البيان بشكل واضح في هذه المعلقة، لذا من الضروري إجراء مقارنة بين التشبيه، وهو أحد فروع علم البيان، وبقية المحسنات البديعية الموجودة في القصيدة.

الطباق في معلقة امرئ القيس

يعتبر الطباق من أبرز المحسنات البديعية في معلقة امرئ القيس، والذي يُعرّف بأنه تقديم كلمة وعكسها. إليكم بعض الأمثلة البارزة لمواضع الطباق في القصيدة:

  • فَتوضِحَ فَالْمِقْراةِ لم يعفُ رسمها

في هذا البيت، نجد الطباق بين “جنوب” و”شمال”، وهو طباق إيجابي.

  • لا أَيُّها اللَّيلُ الطَويلُ أَلا انْجَلي

وفي هذا البيت يتضح الطباق بين “الصبح” و”الليل”، وهو أيضًا طباق إيجابي.

  • مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعاً

هنا يتبين الطباق بين “مكر” و”فر”، و”مقبل” و”مدبر”، وهو طباق إيجابي.

الجناس في معلقة امرئ القيس

الجناس، الذي يُعرف بأنه تطابق تام أو غير تام في بنية كلمتين مع اختلاف معانيهما، يمثل أحد المحسنات البديعية الهامة في هذه المعلقة. إليكم بعض الأمثلة على مواضع الجناس فيها:

  • تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَراً

الجناس هنا بين “حراسًا” و”أحراسًا”، وهو جناس ناقص لاختلاف الحروف.

  • مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعاً

الجناس في هذا البيت يتواجد أيضًا بين “مكر”، و”مفر”، و”مقبل”، و”مدبر”، وهو أيضًا جناس ناقص.

المبالغة في شعر امرئ القيس

تُعتبر المبالغة من المحسنات البديعية البارزة في معلقة امرئ القيس، حيث تُصف أمر أو شيء بطريقة مبالغ فيها أو مبالغ فيها. إليكم بعض المظاهر البارزة للمبالغة في هذه القصيدة:

  • فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍٍ وَنَعجَةٍ

وفي هذا البيت، يظهر استخدام المبالغة في كلمة “دراكاً” للدلالة على شدة العراك.

التشبيه في معلقة امرئ القيس

يُعتبر التشبيه من أبرز المحسنات البديعية وأهمها. إليكم بعض الأمثلة على مواضع التشبيه في المعلقة:

  • ترى بَعَر الآرام في عَرَصَاتِها

وهنا، يشبّه الشاعر بعر الآرام بحب الفلفل.

  • مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ

في هذه العبارة، يقارن الشاعر المرأة التي يتغزل بها بالمرآة لشدة بياضها.

  • كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ

هنا، يشبّه الشاعر الفتاة بالبيضة التي اختلط فيها الصفار بالبياض.

  • وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ

في هذا البيت، يقارن الشاعر عنق محبوبته بعنق الغزال الجميل.

  • مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعاً

هنا، يشبّه الشاعر نفسه في معاركه بالصخرة الكبيرة التي سقطت من مكان مرتفع.

Scroll to Top