الأساليب المستخدمة في تغيير حالة الفعل في اللغة العربية

مفهوم النواسخ الفعلية

تشير النواسخ في مجال النحو إلى الأفعال التي تؤدي إلى تغيير الحكم النحوي للمبتدأ والخبر في الجملة الاسمية. فبعدما كان المبتدأ موجودًا في موضع الصدارة، يتحول ليصبح اسمًا للنواسخ الفعلية، بينما يصبح الخبر منصوبًا بدلاً من أن يكون مرفوعًا. وبالتالي، تؤدي النواسخ الفعلية إلى إبطال حكم المبتدأ والخبر، وإقامة حكمها الخاص، وقد تقوم بتنصيب كلاهما معًا.

تسمى هذه النواسخ بـ”النواسخ الفعلية” لأنها تعتمد على الأفعال بدلاً من الحروف. يُطلق عليها أيضًا “النواسخ الفعلية الناقصة” لأنها لا تعطي الجملة معنى كاملًا دون ذكر الخبر، الذي يكون منصوبًا، إذ يصبح معنى الجملة ناقصًا بغيابه.

أنواع النواسخ الفعلية

تدخل النواسخ الفعلية على الجملة الاسمية لرفع المبتدأ، الذي يُسمى اسمها، ولتنصيب الخبر، الذي يُسمى خبرها. وهناك أيضًَا أنواع أخرى من النواسخ غير الفعلية تدخل على الجملة الاسمية وتجعل المبتدأ منصوبًا (اسمها) والخبر مرفوعًا (خبرها)، وهذه الأنواع تُعرف بـ “النواسخ الحرفية”. وفيما يلي توضيح أقسام النواسخ الفعلية:

الزمرة الأولى: كان وأخواتها

تشمل أفعال ناقصة متعلقة بالجملة الاسمية، ترفع المبتدأ (اسمها) وتنصب الخبر (خبرها). بعض هذه الأفعال يُعتبر تام التصرف، في حين أن البعض الآخر يكون ناقص التصرف أو جامد.

  • كان، صار، أصبح، أضحى، أمسى، بات، ظل:
    • تدل هذه الأفعال على معنى التحول (كما في “صار” و”أصبح”) أو الاستمرارية (كما في “كان” و”ظل”). على سبيل المثال، يمكن استخدام الفعل “كان” للإشارة إلى وصف حصل في زمن مضى، كما في الجملة: “كان أبوك طبيبًا”.
    • تعتبر الأفعال في هذه الزمرة تامة التصرف، ويمكن استخدامها في الماضي والمضارع والأمر.
  • الزمرة الثانية: زال، فتئ، برح، انفك:
    • تشير هذه الأفعال إلى استمرار الفعل في وقت ما. مثلًا، في الجملة “ما زال الجو ماطرًا حتى طلعت الشمس”، هنا يشير الفعل إلى استمرار المطر.
    • تشترط هذه الأفعال وجود نفي أو ما يشبهه قبلها.
    • تعتبر هذه الأفعال ناقصة التصرف، حيث يظهر منها المضارع والماضي فقط.
  • الزمرة الثالثة: دام، ليس:
    • تعبر “دام” عن استمرار وصف الاسم بمعنى الخبر، بينما “ليس” تدل على نفي هذا الوصف في الزمن الحالي.
    • يجب أن يسبق “دام” حرف مصدري.
    • تعتبر هذه الأفعال جامدة ولا تظهر إلا بصيغة الماضي.

أفعال المقاربة والرجاء

أفعال المقاربة هي أفعال ناسخة ناقصة تستخدم في الجملة الاسمية لتحويل المبتدأ إلى اسمها والخبر إلى خبرها. هذا النوع يشمل “كاد” وأخواتها، وتعمل هذه الأفعال عمل “كان” وأخواتها. يشترط أن يكون الخبر جملة فعلية مضارعة مرتبطة بـ “أن” المصدرية.

  • الزمرة الأولى: كاد، أوشك، كَرَب:
    • تشير هذه الأفعال إلى قرب وقوع الخبر.
    • يشترط أن يكون الخبر جملة فعلية في زمن المضارع، مع جواز اقترانها بـ “أن” المصدرية.
    • تظهر من “كاد” وأوشك بصيغتي الماضي والمضارع، بينما “كَرَب” تظهر فقط بصيغة الماضي.
  • الزمرة الثانية: عسى، حرى، اخلولق:
    • تشير هذه الأفعال إلى رجاء حدوث الخبر.
    • يشترط أن يكون خبرها جملة فعلية في زمن المضارع. يجري اقتران الفعل “عسى” عادةً بـ “أن” بينما يلزم اقتران “حرى” و “اخلولق” بـ “أن”.
    • تلزم هذه الأفعال صيغة الماضي فقط.
  • الزمرة الثالثة: شرع، أنشأ، طفق، أخذ، عَلِقَ، قام، هبّ:
    • تعبر هذه الأفعال عن البدء بالخبر.
    • يشترط أن يكون الخبر فعلًا مضارعًا غير مقترن بـ “أن”.
    • تلزم هذه الأفعال صيغة واحدة، وهي الماضي.

أفعال القلوب والتحويل

تعد هذه أفعال ناسخة تامة تدخل على الجملة الاسمية لتنصب المبتدأ (مفعول به أول) وتنصب الخبر (مفعول به ثانٍ). تنقسم هذه الأفعال إلى فئتنين: أفعال القلوب وأفعال التحويل.

أفعال القلوب تنقسم إلى:

  • الزمرة الأولى: علم، رأى، وجد، ألفى، درى، جعل، اعلم:
    • تسمى هذه الأفعال بأفعال اليقين، لأنها تعبر عن العلم واليقين.
    • تدخل هذه الأفعال على الجملة الاسمية وتقوم بنصب المبتدأ والخبر معًا.
  • الزمرة الثانية: ظن، خال، حسب، زعم، عد، حجا، هب:
    • تسمى هذه الأفعال بأفعال الرجحان، لأنها تدل على الشك والظن.
    • تدخل هذه الأفعال على الجملة الاسمية وتنصب المبتدأ والخبر معًا.
  • أفعال التحويل: جعل، اتخذ، رد، وهب، صير:
    • تدخل أفعال التحويل على الجملة الاسمية وتنصب المبتدأ والخبر.

إعراب النواسخ الفعلية

  • أمى الكافرُ مؤمنًا.
    • أمى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الكافر: اسم أمسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • مؤمنًا: خبر أمسى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • ما زال أبوك طيبًا.
    • ما زال: ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، زال فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • أبوك: اسم ما زال مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة.
    • طيبًا: خبر ما زال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • كاد الصديق يموت.
    • كاد: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الصديق: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • يموت: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • عسى الكسول أن يجتهد.
    • عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الكسول: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • أن: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
    • يجتهد: فعل مضارع منصوب بـ “أن” وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • شرع الطالب يدرس.
    • شرع: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الطالب: اسم شرع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • يدرس: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • علمت التفاؤل سر السعادة.
    • علمت: فعل ماضٍ ناسخ مبني على السكون.
    • التفاؤل: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • سر: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • السعادة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • ظن الطالب الدرس سهلاً.
    • ظن: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح.
    • طالب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • الدرس: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • سهلاً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • صيرت الثلاجة الماء ثلجًا.
    • صيرت: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح.
    • الثلاجة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • الماء: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • ثلجًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تمارين حول النواسخ الفعلية

  • قم بالإجابة على التالي حسب المطلوب بين الأقواس:
    • أخوك رجل يحب الخير للناس (أدخل “ما زال” وغير ما يلزم).
    • العاصي يتوب إلى الله (أدخل “حرى” وغير ما يلزم).
    • الولد يطيع أبويه (أدخل “شرع” وغير ما يلزم).
    • الولدان مجتهدان (أدخل “كان” وغير ما يلزم).
  • أدخل الناسخ المناسب في الجمل التالية مع تعديل ما يلزم:
    • أبوك رجل كريم.
    • الله ينصرنا على أعدائنا.
    • هذا أخوك.
    • الشاي جاهز.
  • قم بإعراب الجمل التالية إعرابًا كاملًا:
    • طفقت الطالبة تدرس.
    • أصبح المسلمون يحبّون بعضهم.
    • أوشك العاصي أن يتوب.
Scroll to Top