تأسيس الدولة العباسية
تأسست الدولة العباسية بعد انهيار الدولة الأموية، وكان ذلك عقب معركة الزاب التاريخية. استمر الحكم العباسي حوالي خمسة قرون، وتولى رئاسة الدولة سبعة وثلاثون خليفة، حيث كان أبو العباس السفاح هو أولهم، بينما كان المستعصم بالله هو آخرهم. ومن الجدير بالذكر أن الدولة العباسية حققت إنجازات عظيمة خلال فترة حكمها، حيث شهدت ازدهارًا في مجالات العلوم، وتوسعت الأسواق، وتعززت الشعائر الدينية الإسلامية، كما شملت الخيرات جميع أنحاء البلاد، وتم تحصين الثغور.
تاريخ العصر العباسي
يتضمن تاريخ الدولة العباسية عهدين رئيسيين مختلفين، وهما كما يلي:
- العصر العباسي الأول: تميز هذا العصر بقوة واستقلال الخلافة، وقد بدأ مع خلافة أبو العباس السفاح وانتهى في عهد الواثق. في هذا العصر، كانت السلطة العليا بيد الخلفاء، وكان للفرس مكانة بارزة داخل الدولة، حيث أسهمت نفوذهم الواسع في تشكيل سياسات الدولة. ومن الخلفاء الذين ساهموا في هذا العصر المتطور هم المهدي، الهادي، الرشيد، الأمين، المأمون، المعتصم، والواثق، إلى جانب أبو العباس المنصور.
- العصر العباسي الثاني: يتسم هذا العصر بالتدهور والانحلال، وقد بدأ عام 232هـ بخلافة المتوكل على الله، لينتهي في عام 656هـ مع سقوط الدولة العباسية.
ضعف وسقوط الدولة العباسية
شهدت الدولة العباسية تحولاً من القوة إلى الضعف في نهايتها، واستمرت هذه الحالة حتى سقوط العاصمة بغداد بأيدي التتار. وقد كانت هذه الفاجعة تتمثل في استباحة بغداد لأربعين يوماً، حيث قُتل نحو مليون من سكانها، بالإضافة إلى مقتل العلماء، والأئمة، والقادة، والتجار الكبار، إلى جانب مقتل الخليفة المستعصم في عام 1258م. كما اتسم عصر الضعف بالعديد من الصفات، ومنها:
- هيمنة الجنود والقادة الأتراك على الخلفاء العباسيين.
- انغماس المجتمع في حياة الرفاهية والبذخ، مما جعل المغنين يكتسبون شهرة أكبر من العلماء.
- تطور الحركة الشعوبية، التي تمثل مجموعة من الأفراد المتعصبين للعجم ضد العرب.
- بروز حركات انفصالية.