تاريخ الموسيقى العربية خلال الفترة الأولى من العصر العباسي

تاريخ الموسيقى في العصر العباسي المبكر

تألقت الموسيقى في العصر العباسي بفضل اهتمام الخلفاء بهذا الفن وظهور العديد من المواهب الموسيقية، مثل إبراهيم الموصلي، ابن جامع، زلزل، وإسحاق الموصلي. وكان ابن هارون الرشيد، المعروف بأبي عيسى، موسيقيًا بارعًا شارك في معظم الحفلات التي أقيمت في البلاط. ومن الخلفاء الذين تميزوا بحبهم للموسيقى نجد الواثق الذي كان يملك معرفة واسعة في هذا الفن.

حققت الموسيقى العربية في العصر العباسي تقدمًا ملحوظًا على مستوى الأداء الغنائي، فضلاً عن انتشار العلوم الموسيقية والدراسات المرتبطة بها. وظلّت بغداد، حتى منتصف القرن التاسع الميلادي، المركز الرئيسي الذي انبثقت منه إشعاعات النهضة الموسيقية العربية.

الخلفاء العباسيون والموسيقى

كان الخلفاء من بني العباس مولعين بالموسيقى، ومن بينهم:

  • المأمون

أبدى المأمون اهتمامًا خاصًا بالثقافة الموسيقية الإغريقية، وكان لديه شغف بالفنون. ومن المعروف أن عمه إبراهيم المهدي كان واحدًا من أبرز الموسيقيين في تلك الفترة. كما يشتهر عهد المعتصم بشغفه بالفنون، حيث كان صديقًا للفيلسوف العربي وعالم الموسيقى الشهير.

  • الواثق

يعتبر الخليفة الواثق من أكثر الخلفاء انغماسًا في الفن الموسيقي، حيث قيل إنه من أكثر الخلفاء معرفة بهذا المجال. كان عزفه على العود يمتاز بالجمال، ورافقه عدد من الموسيقيين البارزين مثل إسحاق الموصلي، ومخارق، وعلوية، ومحمد بن الحارث، وعمرو بن بانة. كما كان هناك بعض الموسيقيين المحدثين مثل عبد الله بن العباس الربيعي، وابن فيلاء الطنبوري، وإبراهيم بن الحسن بن سهل، والحسن المسدود.

أبرز الموسيقيين في العصر العباسي

إسحاق الموصلي

على الرغم من وجود العديد من الأسماء التي برعت في العزف والموسيقى، إلا أن إسحاق الموصلي كان يتمتع بفطنة غير عادية في هذا المجال. كان يمتاز بشخصية نبيلة متواضعة، وكان يقدر أعمال من سبقوه من أعلام الغناء العربي.

زرياب

يُعتبر الحسن بن علي بن نافع، المعروف بزرياب، من أبرز المغنين الذين تتلمذوا على يد إسحاق الموصلي. صنف زرياب بأنه من أعظم المغنين والموسيقيين في العصر العباسي، وأشيع أنه تفوق على أستاذه في المهارة. كما ظهرت شخصيات موسيقية نظّرية مثل صفي الدين الأرموي، الذي يُعد أول منظر موسيقي بعد ابن زيلة، ومن أشهر مؤلفاته “كتاب الأدوار في معرفة النغم والأدوار” و”الرسالة الشرفية في علم النسب التأليفية والأوزان الإيقاعية”. وكان الأرموي متمكنًا في العزف على العود، وقد قام بتعديل السلم الموسيقي العربي الذي كان معمولًا به في ذلك الوقت.

تأثير الموسيقى العربية بموسيقى الأمم الأخرى

في القرن العاشر الميلادي، تأثرت الموسيقى العربية بالثقافات الفارسية والمغولية والتركية، وذلك نتيجة للاتصالات التي تمت عبر الحروب والتجارة. وقد نتج عن هذا التأثير ميل نحو الموسيقى الآلية، بروح تفوق على الغناء العربي.

الآلات الموسيقية في العصر العباسي

لم يقتصر استخدام الآلات الموسيقية على العود فقط، بل كانت هناك آلات أخرى تُستخدم بصفة مستمرة، مثل آلة القانون التي كانت شائعة في سوريا منذ القرن العاشر الميلادي. وفي هذا السياق، ظهرت أيضًا آلة الرباب، التي تعد أول آلة موسيقية ذات قوس، وكان قوسها مشابهًا للقوس المستخدم في الحروب آنذاك. ومن الجدير بالذكر أن العرب قد تمكنوا، في فترة زمنية قصيرة، من التفوق على الإغريق، حيث أضافوا قواعد وأساليب مبتكرة في العزف والتلحين والأداء، واعترف الإغريق أنفسهم بذلك.

Scroll to Top