النمط البرهاني: استراتيجيات وتطبيقات المنطق في الفكر العربي

النمط

النمط يعني الطريقة المعتمدة في كتابة النصوص وتقديمها بغرض تحقيق أهداف المرسل. يتميز كل نمط ببنيته الخاصة التي تتناسب مع الموضوع المطروح. وتهدف الأنماط عادةً إلى توصيل المعنى بشكل فعّال، وذلك يعتمد على مهارة الكاتب في استخدام النمط المناسب وإتقان الربط بين العناصر المختلفة من حيث أسلوب الكتابة والصياغة الفنية. في هذا المقال، سنتناول النمط البرهانيّ بشكل مفصل.

النمط البرهاني

يعرف النمط البرهاني كنوع من الحجاج، حيث يركز على دعم الآراء بالحجج لإقناع الآخرين. يستهدف هذا النمط عادةً طرح فكرة معينة وتعزيزها بالبراهين، والحقائق، والحجج، والأمثلة. ومن أبرز المؤشرات الدالة على النمط الحجاجي ما يلي:

  • غلبة الاستدلال المنطقي.
  • تقديم الأسباب.
  • استخدام أدوات الربط المنطقية المرتبطة بالأسباب، الهادفة إلى الإقناع، مثل: إذن، ولأن، وبما، وكي، ونظراً، وغيرها.
  • البناء الفكري المبني على تقديم الفكرة وجمع الحجج لإثبات صحتها، بالإضافة إلى الاستعانة بالأمثلة.
  • الواقع المتجلى في طرح وجهة نظر مضادة وتحليلها بعد تقديمها، مع الاعتماد على المنطق.
  • استخدام البينة الفكرية المعاكسة التي تبدأ بمراجعة الفكرة التي نرغب في دحضها.
  • التحلي بالموضوعية.
  • الاعتماد على ضمير المتكلم.
  • توظيف الخطاب المباشر.
  • تفضيل الجمل القصيرة.
  • استخدام أسلوب الشرط.

أنماط أخرى للنصوص

النمط الإخباري

يعرف هذا النمط بأنه النقل المتقن والدقيق للوقائع والأخبار. ومن أبرز خصائصه، كثرة استخدام الجمل الخبرية سواءً المثبتة أو المنفية، بالإضافة إلى غلبة ضمير الغائب واستخدام حروف العطف التي تشير إلى ترتيب الأحداث وتسلسلها.

النمط السردي

يتمثل هذا النمط في نقل الأحداث، سواء كانت خيالية أو واقعية، المرتبطة بشخصية أو أكثر ضمن إطار زمني أو مكاني محدد. ويتميز بتسلسل الأحداث، ومن سماته، وجود راوٍ ينقل الأحداث بصيغة ضمير الغائب في السرد الغيري، وضمير المتكلم في السرد الذاتي، مع استخدام الأفعال الماضية للدلالة على حركة تؤدي إلى التطور، فضلاً عن كثرة الألفاظ المرتبطة بالزمان.

النمط الوصفي

الوصف هو عملية رسم صورة مادية لشخصية خيالية أو حقيقية، أو لصورة نفسية داخلية، أو لمشهد طبيعي. ينقسم إلى نوعين: الوصف النفسي والوصف المادي. ومن سماته وجود وجهة نظر للواصف تساهم في تجسيد الصورة بشكل عام، مع استخدام الأفعال المضارعة والماضية، كثرة النعوت، والتفاصيل، وأدوات الربط البارزة.

النمط الحواري

هذا النمط يشير إلى حوار يجري بين شخصين أو أكثر، ويعتبر من العناصر الأساسية في الفنون القصصية، خاصةً في المسرحيات. ويقسّم إلى نوعين: الحوار الخارجي والحوار الداخلي، ومن سماته تكرار الرجوع إلى بداية السطر وغلبة ضمير المتكلم.

النمط التفسيري

يتميز النمط التفسيري بعدة مؤشرات، منها غلبة الضمير الغائب والمتكلم الذي يعكس الحيادية والموضوعية، بالإضافة إلى الاعتماد على الفعل المضارع واستخدام الأدوات المنطقية، وكثرة الجمل الاسمية، والترتيب المنطقي للمعلومات دون أي تناقض علمي.

النمط الإيعازي

يعرف هذا النمط أيضاً بالنمط الطلبي، حيث يهدف إلى تقديم التعليمات لفئة معينة. ومن سماته، غلبة الجمل الاسمية المختصرة التي تبدأ بالفعل، مع كثرة استخدام الأفعال العملية التي تعبر عن الحدث.

Scroll to Top