بداية رحلة الإسراء والمعراج
استقرت نومة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حِجر الكعبة حينما زاره مَلَكان، حيث قاما بشقّ قلبه وتنظيفه بماء زمزم. بعد ذلك، انطلق معهما إلى دابّة تُعرف بالبراق، متوجهاً إلى بيت المقدس. وخلال وجوده هناك، التقى بجميع الأنبياء عليهم السلام، حيث أدى صلاة ركعتين في المسجد الأقصى. وبعد انتهاء الصلاة، عرض عليه جبريل كأسين؛ أحدهما يحتوي على لبن والآخر على خمر، فاختار النبي اللبن، مما أشار إليه جبريل بأنه اختار الفطرة السليمة.
المعراج إلى السماء
عندما عرج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماوات، كان برفقة جبريل، حيث كانا يستفتحان كل سماء على حدة، فيُؤذن لهما فيسلمان على النبي المتواجد هناك. ففي السماء الأولى، استقبلهم آدم -عليه السلام- وهنأهم بقدومهم. وفي السماء الثانية، التقى بالنبي عيسى بن مريم وزكريا، حيث قدّما له التحية. أما في السماء الثالثة، فقد كان نبيّ الله يوسف، الذي دعا له بالخير. وفي السماء الرابعة، التقى بإدريس -عليه السلام-، وفي الخامسة، سلّم على هارون، بينما في السادسة كان اللقاء مع موسى -عليه السلام-. وأخيرًا، في السماء السابعة، وجد إبراهيم -عليه السلام- جالساً، مُستندًا إلى البيت المعمور، حيث تبادل معه السلام. وقد تناول العلماء مسألة كيفية لقاء النبي بالأنبياء رغم كون أجسادهم في قبورهم؛ فتشير بعض التفسيرات، ومنها تفسير ابن حجر على صحيح البخاري، إلى أن أرواحهم اتخاذت هيئة أجسادهم لرؤية النبي، أو أن أجسادهم أُحضرَت ليوم المعراج تكريماً له.
فرض الصلاة ليلة الإسراء
لقد فُرضت الصلاة على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في سدرة المنتهى، وكانت بداية الفرض عبارة عن ركعتين فقط. وقد حدث ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات. وعندما هاجر النبي -عليه السلام- تم زيادة عدد الركعات، فأصبحت صلاة الفجر ركعتين، وصلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات، وصلاة المغرب ثلاث ركعات.