ما هو الأمن السيبراني؟
الأمن السيبراني، المعروف باللغة الإنجليزية بـ (Cyber Security)، يُعرَّف بأنه مجموعة من التقنيات، والعمليات، والتدابير اللازمة لضمان أمن وحماية الأنظمة، الشبكات، البرامج، الأجهزة، والبيانات من التهديدات الإلكترونية. يهدف الأمن السيبراني بشكل أساسي إلى تقليل المخاطر الرقمية التي قد تتعرض لها الأنظمة والشبكات وحمايتها من الوصول غير المصرح به.
تاريخ الأمن السيبراني
إليكم تسليط الضوء على مراحل تطور الأمن السيبراني:
سبعينيات القرن العشرين
تعود بدايات الأمن السيبراني إلى سبعينيات القرن العشرين، حينما كانت بعض المصطلحات مثل برامج التجسس، الفيروسات، والديدان الإلكترونية غير شائعة. ومع زيادة معدلات الجرائم الإلكترونية، بدأت هذه المصطلحات تظهر بشكل متزايد في عناوين الأخبار. في ذلك الوقت، كانت أنظمة الكمبيوتر والإنترنت لا تزال قيد التطوير، وكان من السهل التعرّف على التهديدات المحتملة الموجهة لنظم الحاسوب.
ثمانينيات القرن العشرين
شهدت ثمانينيات القرن العشرين ابتكار روبرت تي موريس لأول فيروس إلكتروني، الذي تسبب في تغطية إعلامية واسعة بسبب انتشاره وقيامه بتعطيل العديد من الأنظمة. وقد أدى الحكم الصادر ضد موريس بالسجن والغرامة إلى تعزيز القوانين المتعلقة بالأمن السيبراني.
تسعينيات القرن العشرين
استمرت الأحداث المتعلقة بتطور الأمن السيبراني مع ظهور فيروسات جديدة، مما زاد الوعي بالمخاطر الإلكترونية. ومن أبرز الخطوات التي اتخذت في ذلك الوقت هو وضع بروتوكلات حماية المواقع الإلكترونية مثل (HTTP)، وذلك لتمكين المستخدمين من الوصول بشكل آمن إلى الإنترنت.
أنواع الأمن السيبراني
الأمن السيبراني يتضمن عدة أنواع، منها:
- أمن الشبكات (Network Security)
يتعلق بحماية أجهزة الحاسوب من الهجمات التي قد تتعرض لها سواء داخل الشبكة أو خارجها. من أبرز التقنيات المستخدمة هنا هو جدار الحماية الذي يعمل كحاجز بين الجهاز الشخصي وبقية الأجهزة في الشبكة، بالإضافة إلى أمن البريد الإلكتروني.
- أمن التطبيقات (Application Security)
يهتم بحماية المعلومات المتعلقة بالتطبيقات على الأجهزة، من خلال وضع آليات مثل كلمات المرور، عمليات المصادقة، وأسئلة الأمان لضمان تحقّق هوية مستخدم التطبيق.
- الأمن السحابي (Cloud Security)
تتعلق البرامج السحابية بتخزين البيانات عبر الإنترنت، وقد أصبح العديد من الأفراد يعتمدون عليها بدلاً من التخزين المحلي، مما أدى إلى الحاجة المستمرة لحماية هذه البيانات. يركز الأمن السحابي على توفير الحماية اللازمة لمستخدميه.
- الأمن التشغيلي (Operational Security)
يتعلق بإدارة المخاطر التي تؤثر على عمليات الأمن السيبراني الداخلية، حيث يستعين مختصو إدارة المخاطر بوضع خطط بديلة لحماية بيانات المستخدمين في حالة التعرض لهجوم إلكتروني، ويشمل أيضًا توعية الموظفين وتدريبهم على أفضل الممارسات لتجنب المخاطر.
أهداف الأمن السيبراني
الأمن السيبراني يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
توفر البيانات
تشير هذه الحالة إلى القدرة على تمكين الأشخاص المصرح لهم من الوصول إلى المعلومات وتعديلها في الأوقات المناسبة، مما يضمن وصولًا موثوقًا إلى البيانات. من أبرز الوسائل المستخدمة لهذا الغرض: الحماية المادية والدعم الاحتياطي للحواسيب.
النزاهة
تشير النزاهة إلى الوسائل المستخدمة لضمان صحة البيانات ودقتها، حيث تُعنى بحماية المعلومات من التعديل غير المصرح به. من أهم التقنيات المستخدمة في ذلك: النسخ الاحتياطي، ومجاميع الاختبار، ورموز تعديل البيانات.
السرية
السرية تعادل مفهوم الخصوصية، وتشير إلى تجنب الكشف غير المصرح به عن المعلومات. يتطلب تحقيق ذلك ضمان حماية البيانات، وتوفير الوصول للأشخاص الموثوقين، وعدم السماح للآخرين بمعرفة محتويات تلك البيانات. من أبرز وسائل ضمان السرية: التشفير، والتحكم في صلاحيات الوصول، والمصادقة، والتفويض، والأمن المادي.
التحديات في الأمن السيبراني
يواجه الأمن السيبراني العديد من التحديات والتهديدات التي تتطلب اليقظة المستمرة، ومنها:
- زيادة تعقيد الهجمات الإلكترونية
تتقدم الهجمات الإلكترونية بتعقيدها تزامنًا مع تطور المجال الإلكتروني، حيث أدت ولادة مجالات مثل تعلم الآلة، الذكاء الاصطناعي، والعملات المشفرة إلى تزايد البرامج الضارة التي تهدد بيانات الأفراد والشركات والحكومات.
- إخفاء الهوية
ظهور تقنيات مثل البيتكوين مكّن المستخدمين من إخفاء هويتهم، مما سمح للمحتالين باستخدام أساليب جديدة لسرقة المعلومات دون الخوف من التعرف عليهم.
- نقص الخبراء في الأمن السيبراني
يعاني قطاع الأمن السيبراني من نقص حاد في الخبراء والمختصين المدربين في هذا المجال.
- الاتصال غير الآمن بالإنترنت
قد يؤدي الاعتماد المفرط على اتصالات الإنترنت غير الآمنة إلى انهيار أنظمة تبادل المعلومات وزيادة مخاطر انتشار البرامج الضارة.
- انتشار المعلومات المغلوطة
تُشكل المعلومات المغلوطة تهديدًا كبيرًا، حيث تُستخدم التقنيات الآلية لنشرها، مما يعرض سلامة مستخدمي المعلومات الإلكترونية للخطر.
- تطور الاحتيال
تتزايد عمليات الاحتيال تطورًا؛ إذ يستهدف المحتالون بيانات الأفراد عبر أساليب خداعية، مع قلة الوعي لدى الكثيرين حول تلك الممارسات.
- الهجمات الإلكترونية الملموسة
وسعت بعض الهجمات الإلكترونية لتشمل الهجمات الموجهة ضد البنية التحتية المادية، مثل محطات المياه وكهرباء النقل.
- إمكانية الوصول لأطراف إضافية
تسمح الأطراف الثالثة عبر إدخال معلومات خاصة من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني، مما يمكّنهم من الوصول إلى بيانات المستخدمين بسهولة.
أهمية الأمن السيبراني
للأمن السيبراني دور بالغ الأهمية في حماية بيانات المستخدمين من التهديدات الإلكترونية التي تستهدف سرقة المعلومات وإساءة استخدامها. قد تشمل هذه المعلومات بيانات حساسة أو معلومات حكومية وصناعية أو خاصة بالفرد.
يتطلب وجود نظم ووسائل دفاع إلكتروني متقدمة المحافظة على سلامة البيانات، إذ يسعى المجتمع لحماية البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات، مؤسسات الرعاية الصحية، خدمات المالية، ومحطات الطاقة.
على المستوى الفردي، تؤدي الهجمات الإلكترونية إلى محاولات لسرقة الهوية والابتزاز، مما قد يلحق أضرارًا جسيمة إذا لم يُعتنى بأمن البيانات بشكل كافٍ.