سنتناول في هذا المقال موضوع الزوجة العنيدة وما ذُكر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول هذا الموضوع. يواجه العديد من الأزواج تحديات بسبب صعوبة التفاهم مع زوجاتهم اللاتي يتمتعن بطابع عنيد، حيث إن المشكلات الزوجية شائعة بين الأزواج في جميع البيوت. ومن البديهي أن تحدث خلافات بين الزوجين مهما كانت طبيعة طباعهم، إلا أن الفارق يكمن في طريقة تعاملهم مع هذه الخلافات وكيفية إدارتها.
أحاديث الرسول حول الزوجة العنيدة
على الرغم من عدم وجود نصوص مباشرة تتناول موضوع الزوجة العنيدة، إلا أن هناك العديد من الأحاديث التي تتعلق بطاعة المرأة لزوجها، ومنها:
- روى مسلم عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: “إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتي أحدهم ويقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا. ثم يأتي أحدهم ويقول: ما تركتُه حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيُدنيه منه ويقول: نِعْم أنت!”.
- رُوي عن عمة حصين بن محصن أنها قالت: “أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، فقال: أهذه ذات بعل؟ قلت: نعم. قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: [فانظري] أين أنت منه، فإنه جنتك ونارك”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون. ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” حديث صحيح رواه عمرو بن الأحوص.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت” حديث صحيح رواه أبو هريرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره، فإن نصف أجره له” حديث صحيح رواه أبو هريرة.
أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة
توجد بعض الأحاديث النبوية التي تتعلق بالزوجة الصالحة وخصائصها وكيفية اختيار المسلم لزوجته، ومنها ما يلي:
- “تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” حديث صحيح رواه أبو هريرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سعادة ابن آدم ثلاث، وشقاوة ابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع. وشقاوة ابن آدم: المسكن السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء” حديث حسن رواه سعد بن أبي وقاص.
- “خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك. ثم بعدها قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} إلى آخرها” حديث صحيح رواه أبو هريرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح” حديث صحيح رواه أبو هريرة.
الواجبات الزوجية وفقًا للقرآن والسنة
- يقول الله عز وجل في كتابه الكريم لبيان الواجبات على الزوجين: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19.
- وقال أيضًا: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة/228.
- يجب على الزوجة طاعة زوجها في اتباع أوامره إلا في معصية الله عز وجل. مثلًا، لا يحق لها الخروج من منزله إلا بموافقته، ويجب أن تكون على علم بأن طاعة الزوج أولى من طاعة والديها.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمِرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن؛ لما جعل الله لهم عليهن من الحق”.
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب”.
فضل طاعة الزوج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت” رواه ابن حبان.