استكشاف شامل حول وطننا

الوطنيّة

يعتبر الوطن هو المكان الأكثر حبًا عند الإنسان، بغض النظر عن مسافته عنه أو ما يعانيه من صعوبات فيه. فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد ما تعرض له من أذى وتأديب على يد أهلها، مخاطبًا مكة قائلاً: “إنك أحب البلاد إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.” إن مشاعر حب الوطن هي عاطفة فطرية، حيث يرتبط القلب بمكانه الأصلي ويشعر بشوقٍ دائمٍ إليه.

تشتق كلمة الوطن من الفعل استوطن، والذي يعني الإقامة والاستقرار بشكل دائم في مكان مع الأهل والأجداد. وفي الاصطلاح، يُعرف الوطن بأنه منطقة جغرافية محددة بحدود طبيعية أو صناعية تُميزها عن بقية الأوطان، وتحمل شعارًا ورمزًا وطنيًا ولغة رئيسية ودينًا رسميًا. يسكن هذا الوطن أفراد أو مجتمعات تتميز بعادات وتقاليد موروثة ولهجات محلية تميزهم عن سكان المناطق المحيطة.

حقوق الوطن

يُعتبر الوطن نعمة كبيرة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، ولا يدرك قيمة هذه النعمة إلا من عايش مرارة الغربة والانفصال عن الوطن لأي سبب كان. بناءً على ذلك، هناك حقوق واجبة على المواطن تجاه وطنه سواء كان مقيمًا فيه أو خارج حدوده، ومن هذه الحقوق ما يلي:

  • من يعيش في وطن آمن ومستقر عليه أن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة المتمثلة في الأمن والاستقرار، كما ذكر في القرآن الكريم: “رب اجعل هذا البلد آمنًا”.
  • يجب الحفاظ على الممتلكات العامة للوطن، بما في ذلك المؤسسات والوزارات والمدارس والحدائق والطرق، وتجنب التسبب في أي ضرر اقتصادي لوطننا نتيجة الإهمال أو سوء الاستخدام.
  • ينبغي تقدير موارد الوطن الطبيعية والمائية، والحرص على استخدام هذه الموارد بشكل متوازن دون إفراط أو تفريط.
  • من الضروري إبلاغ السلطات المختصة عن أي أمر مريب قد يعرض الوطن للخطر، سواء كان ذلك مؤامرات أو تخريب أو انتشار أوبئة.
  • يُستحسن المبادرة للأعمال التطوعية التي تهدف إلى خدمة الوطن في أي من المجالات الاجتماعية أو الثقافية أو التوعوية.
  • أما بالنسبة للذين يقيمون خارج الوطن، فلهم واجب تجاه وطنهم وهو نشر حب الوطن ومميزاته بين أبنائهم، والمحافظة على العادات والتقاليد الوطنية في المهجر، وأن يكونوا سفراء جيدين لوطنهم يُظهرون المثل العليا والقيم الراسخة.
Scroll to Top