دراسة حول أنواع الفن الشعبي وأساليبه

تاريخ الفن الشعبي

لم يُتفق على اعتبار الفن الشعبي كفئة مستقلة حتى نهاية القرن التاسع عشر. قبل هذا الوقت، كان هذا النوع من الفن يقتصر على الأعمال اليدوية البسيطة التي كان ينتجها الفلاحون في أوروبا باستخدام أدوات تقليدية للمساعدة في إنتاج قطع فنية بسيطة.

وعلى الرغم من الثورة الصناعية التي أسفرت عنها التحولات في المدن، إلا أن الفن الشعبي ظل مرتبطاً بجماليته وبساطته، وأحيانًا يعكس سمات بدائية، لكنه في الوقت نفسه يحتفظ بالكثير من الموروثات الثقافية. وهذا ما دفع العديد من الكتاب والمفكرين إلى اعتباره فنًا محليًا بدائيًا لا تنتجه النخب.

بهذا، نشأ مصطلح “الفن الشعبي” من قبل المثقفين الأوروبيين في القرن التاسع عشر، حيث أُطلق لوصف مجموعة الفنون والحرف اليدوية التي يمارسها سكان الريف دون غيرهم، كما تم استبعاد فنون الشعوب الأخرى من الحضارات المتقدمة التي تعتقد أنها لم تساهم بشيء يُعرف بالفن الشعبي.

أنواع الفنون الشعبية

الفن الشعبي لم يكن يتسم بنوع واحد فقط، بل إنه يتداخل مع عدة أنواع من الفنون الشعبية الأخرى التي تأتي من مجتمعات متنوعة وغير متجانسة.

ومن أبرز أنواع الفنون الشعبية ما يلي:

الهندسة المعمارية

تعتبر الهندسة المعمارية نوعًا من الفنون الشعبية، تجسدت في بناء المساكن البسيطة ودور العبادة على يد حرفيين، وهي كانت تسجل خطوة إيجابية في عصور لم يكن فيها الإنسان متمكنًا من فنون البناء. ومن أمثلة ذلك مساكن الكهوف في شبه الجزيرة الإيبيرية وكوخ اللبن في المكسيك.

الطلاء

حظي الطلاء بمكانة بارزة في الفنون الشعبية، فاستُخدم لإنتاج العديد من الجنسيات الشعبية. وتمثل الألوان المائية وألوان الباستيل من بين أكثر الأنواع شيوعًا، حيث كانت تُستخدم في رسم التصميمات على المنسوجات والمصنوعات الزجاجية، مما أضفى جمالًا وألوانًا زاهية على المنتجات.

الطباعة

استُخدمت القوالب الخشبية في الفن الشعبي لإنتاج مطبوعات جميلة ومميزة. بهذه الطريقة، كانت تُقطع القوالب بشكل بسيط وتُلون بألوان طبيعية، مما زاد من تنوع منتجات الطباعة التي تشمل الألعاب والإعلانات.

المنسوجات

تميزت الفنون الشعبية بتعقيد الوَزَنية والنسيج، حيث تم إنتاج أنواع عديدة من المنسوجات مثل التطريز والكروشيه والخياطة. وقد برع الفنانون في تطوير مهاراتهم إلى مستوى أسمى، حيث تمكنوا من إنشاء السجاد اليدوي والفنون النسيجية المتنوعة.

الفنون التطبيقية

ما يميز الفنون الشعبية عن غيرها هو طبيعتها التطبيقية وحيويتها. وتعتمد هذه الفنون على مجموعة متنوعة من المواد المتاحة، مما يزيد من ثراء المنتجات اليدوية. من أبرز هذه المنتجات هي دمى الأطفال، والأثاث، وأعمال الخزف، بالإضافة إلى الأعمال الجلدية والمعدنية.

مميزات الفن الشعبي

من أبرز سمات الفن الشعبي استخدامه للمواد الأولية الطبيعية مثل الخشب والطين، إلى جانب مجموعة من الأساليب الإبداعية. وكما نجد، فإن استخدام الأدوات في هذا النوع من الفن يكون محدودًا، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها التكاليف العالية. كما يكتسب هذا الفن طابع التجديد ويعتمد على المشاركة من كلا الجنسين.

ومن أهم مميزات الفن الشعبي ما يلي:

  • تنفيذ معظم الأعمال الفنية بطريقة ثنائية الأبعاد.
  • تعلم غالبية الفنانين لهذا الفن بأنفسهم دون دعم أكاديمي.
  • يأتون معظم العاملين في هذا المجال من حرفيين مهرة اكتسبوا مهاراتهم من التدريب العائلي أو المجتمعي.
  • تنتج الفنون الشعبية أعمالًا فنية تعكس التجارب والمعرفة المكتسبة من البيئة المحيطة.
Scroll to Top