المرأة العفيفة: كنز للرجل
خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم عليه السلام وأسكنه الجنة، حيث تمتع بنعيمها الذي لا يضاهى. ورغم كل تلك النعم والراحة التي أحاطت به، شعر آدم بحاجة إلى رفيقة تعينه على مسيرة حياته، لذا خلق الله تعالى له حواء لتكون له السكن والطمأنينة والمودة. فقد خُلِقَت من ضلعه لتمنحه الأنس والدفء.
إن المرأة الصالحة العفيفة تعتبر كنزًا ثمينًا في حياة الرجل، حيث تمنحه الطمأنينة والسعادة والراحة. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وهي خير رفيقة تساعده في أداء مسؤولياته الدينية والدنيوية، وكما أنها كنز يُثري حياته من خلال أبنائه، حيث تربيهم على مبادئ الدين والأخلاق الفاضلة، وتساهم في توثيق علاقاته الاجتماعية وتعزيز الروابط الأسرية.
وقد حث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الرجال على اختيار الزوجة ذات الدين والعفّة والأخلاق الحسنة، فقال: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)؛ حيث أن الزواج من امرأة عفيفة هو طريق لتحقيق الخير في الدنيا والآخرة.
مظاهر عفة المرأة
حدد الله سبحانه وتعالى للمرأة المسلمة واجبها في الحفاظ على عفتها وسمعتها، ومن أبرز مظاهر عفتها مع زوجها ما يلي:
حسن الأخلاق وطيبة المعشر
أوجب الإسلام على المرأة طاعة زوجها فيما يرضي الله ورسوله، وضرورة تحسين معاملتها له وابتعادها عن كل ما قد يثير انزعاجه. فعليها أن تبتسم في وجهه وتظهر له بشكل يسره، فطاعة الزوج تعتبر من الأعمال المطلوبة لنيل رحمة الله، حيث قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا صلَّتِ المرأة خَمْسَها وصامتْ شهرَها وحصَّنتْ فرْجَها وأطاعت بعلَها دخَلتْ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءتْ).
حفظ سمعة الزوج وصيانة عرضه
في القرآن الكريم، وُصفَت المرأة الصالحة بأنها حافظة للغيب؛ أي أنها تحمي نفسها وعفّتها عندما يكون زوجها بعيدًا عنها، وتحافظ على سمعة زوجها وماله وأولاده. قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ).
التزامها بالستر
إن الستر هو من صفات المرأة العفيفة، وقد فرض الله الحجاب على المسلمات لحماية عفتهن وتأمينهن ضد ما قد يتعرضن له من أذى. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ…).
وبالمقابل، حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الزوجة على التجمل والتزين لزوجها بما يسعده، حيث سُئل: (أيُّ النساءِ خيرٌ؟ فقال: التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسها ومالها بما يكره).
وإليك بعض فوائد الالتزام بالحجاب:
- الحجاب طهارة للقلب وعفة للنفس، ويعكس التقوى وتعظيم حرمات الله.
- الحجاب يمنح المرأة سكينة ووقار ويظهر هيبتها أمام الرجل.
- يعتبر الحجاب وسيلة لحماية أعراض المسلمين ويدعم الأمان للمرأة.
- يمثل الحجاب علامة على تميز الأمة الإسلامية ويعزز نشر الفضيلة.